العرب في بريطانيا | كيف انتصر الدكتور غسان أبو ستة على قرار المنع ف...

1447 محرم 29 | 25 يوليو 2025

كيف انتصر الدكتور غسان أبو ستة على قرار المنع في ألمانيا؟

غسان أبو ستة
شروق طه July 24, 2025

أجرت منصة “العرب في بريطانيا (AUK)”، حوارًا معمقًا مع الدكتور غسان أبو ستة في 20 يوليو/تموز 2025، تناول فيه الطبيب الفلسطيني المعروف شهادته حول المجازر في قطاع غزة، وتفاصيل منعه من دخول ألمانيا وعدد من دول “الشنغن”. 

وأضاف خلال الحوار الذي أداره رئيس تحرير المنصة عدنان حميدان، رؤيته للاستهداف الممنهج للكوادر الطبية الفلسطينية، وتواطؤ الأنظمة الغربية والعربية في ما وصفه بـ”حرب إبادة شاملة”.

من هو الدكتور غسان أبو ستة؟

الدكتور غسان أبو ستة هو جراح تجميل بريطاني من أصل فلسطيني، يُعرف بلقب “جراح الحروب” نظرًا لتواجده المتكرر في مناطق الصراع، وعلى رأسها قطاع غزة، حيث عمل لسنوات في مستشفيات الشفاء والمقاصد وغيرها من المنشآت الطبية. تخصص في جراحة ترميم إصابات الحروب، وله باع طويل في توثيق الإصابات الناتجة عن القصف الإسرائيلي، خاصة خلال العدوانات الأخيرة على القطاع.

أبو ستة لا يُعرف فقط بخبرته الطبية، بل أيضًا بمواقفه الجريئة والمعلنة ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث كتب وتحدث على نطاق واسع في الإعلام الدولي حول معاناة الجرحى والأطفال والكوادر الطبية في غزة، ما جعله هدفًا للمنع والتضييق من بعض الدول الأوروبية.

قمع وتضييق أوروبي 

وفي مستهل حديثه، أوضح الدكتور أبو ستة أن منعه من دخول ألمانيا لم يكن لسبب أمني، بل جاء نتيجة ضغط سياسي إسرائيلي على الحكومة الألمانية، واصفًا هذا القرار بأنه “جزء من موجة القمع المتصاعدة ضد النشطاء والمدافعين عن حقوق الفلسطينيين في أوروبا”.

وردًا على سؤال حول طبيعة الفعالية التي كان ينوي حضورها، قال:

“كنت مدعوًا لحضور مؤتمر طبي في برلين يناقش أوضاع النظام الصحي في مناطق النزاع، وتحديدًا في غزة، ولم أكن ذاهبًا للمشاركة في تظاهرة أو فعالية سياسية”.

وروى الدكتور أبو ستة تفاصيل منعه من دخول ألمانيا، موضحًا أنه فور وصوله إلى مطار برلين للمشاركة في مؤتمر حول فلسطين، تم توقيفه واعتقاله، وأُبلغ بقرار منعه من دخول ألمانيا لمدة عام. 

وتبين لاحقًا أن الحكومة الألمانية طلبت من دول “الشنغن” إدراجه على قائمة الممنوعين من دخول أراضيها، وهو ما شمل فرنسا، هولندا، والسويد.

وأشار إلى أن ألمانيا كانت خلال الحرب المصدر الثاني لتوريد السلاح لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، بل ورفعت صادراتها العسكرية عشرة أضعاف منذ بداية الحرب، وشنّت حملة ممنهجة لإسكات الأصوات المعارضة.

وأوضح أن ما جرى معه ليس استثناء، بل يندرج ضمن حملة أوروبية أوسع تستهدف من يتضامن مع الفلسطينيين، سواء كانوا أكاديميين، أطباء، أو حتى طلابًا جامعيين.

المجاعة وحرب الإبادة: “خطة نهائية للتطهير العرقي”

أكد الدكتور أبو ستة دون تردد أن ما يحدث في قطاع غزة لا يمكن توصيفه إلا كمجاعة مصطنعة، اختلقتها إسرائيل كجزء من ما سماه “الحل النهائي الإبادي”، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه المرحلة هو القضاء على سكان غزة بالكامل.

وشدد على أن هذه المجازر تجري على مرأى ومسمع من العالم، وباستخدام تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين، وبمشاركة “تواطؤ دولي فاضح”، وصفه بأنه “خذلان شعبي وتواطؤ حكومي”، قائلًا إن الشعوب العربية لم تكتفِ هذه المرة بصمت أنظمتها، بل خانت القضية الفلسطينية بشكل غير مسبوق.

انتصار قانوني في برلين: “القرار غير قانوني”

تعاون الدكتور أبو ستة مع المركز الأوروبي للحقوق في مواجهة القرار، وتمكن بعد شهر ونصف من رفع الحظر المفروض على دخوله لدول “الشنغن”. 

ونجح لاحقًا في انتزاع حكم قضائي من محكمة في برلين، اعتبر أن القرار الألماني بمنعه من الدخول غير قانوني.

وكشف أن الحكومة الألمانية استندت في قرارها إلى قانون إداري وُضع في الأصل لمنع مثيري الشغب من مشجعي كرة القدم من التنقل بين الدول، دون الرجوع إلى قاضٍ مختص، مستغلين القانون لتفادي المساءلة.

وأوضح أبو ستة أن المنع من دخول أوروبا لم يكن إلا حلقة في سلسلة من الشكاوى التي قُدمت ضده من قبل منظمة “UK Lawyers for Israel” الصهيونية، والتي شملت تقديم بلاغات إلى جامعة جلاسكو، والمجلس الطبي البريطاني، وهيئات تنظيم العمل الخيري في المملكة المتحدة، بهدف سحب رخصته المهنية ومنعه من ممارسة الطب، وحرمانه من المشاركة في الجمعيات الخيرية.

واعتبر أن الهدف من هذه الحملة هو الإنهاك المالي والمعنوي، وإسكات “الشهود على جريمة الإبادة”.

الوضع الكارثي للكوادر الصحية في غزة

أكد الدكتور أبو ستة أن الكوادر الصحية في غزة تعاني من الجوع ونقص الطاقة، إلى حدّ أن بعض العاملين فقدوا أكثر من 30 كيلوغرامًا من أوزانهم. 

ولفت إلى أن المشاهد التي رآها عبر الشاشات لزملائه وقد تحوّلوا إلى “هياكل عظمية” هي أكثر ما آلمه، معتبرًا أن استمرار العمل لساعات طويلة دون غذاء “أمر يفطر القلب”.

وأضاف أن المرضى الذين يتم علاجهم لا يستطيعون التعافي بسبب سوء التغذية، ما يُصعّب التئام الجروح، مؤكدًا أن الكارثة الصحية في غزة غير مسبوقة.

وكشف أبو ستة أن أكثر من 130 كادرًا صحيًا ما زالوا في أقبية التعذيب، من بينهم الدكتور حسام أبو صفية، الذي يتعرض للاعتداء الجسدي والحرمان من الطعام، وقد فقد أكثر من 30 كيلوغرامًا من وزنه. 

وانتقد صمت المؤسسات الطبية الدولية، معتبرًا أن نقابة الأطباء البريطانية هي الوحيدة التي رفعت صوتها، داعيًا إلى طرد إسرائيل من الجمعية العالمية للجمعيات الطبية وفرض عقوبات على منظومتها الصحية.

تبرع غزة

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
1:31 pm, Jul 25, 2025
temperature icon 24°C
scattered clouds
58 %
1019 mb
6 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 40%
Visibility 10 km
Sunrise 5:13 am
Sunset 8:59 pm