كيف استقبل الإعلام البريطاني ذكرى السابع من أكتوبر؟.. هل تطرق للإبادة؟
بعد مرور عام كامل على عملية “طوفان الأقصى”، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أظهرت وسائل الإعلام البريطانية تحيزًا سافرًا في تغطيتها الإخبارية لما يجري في قطاع غزة خاصة، وما يطرأ من تطورات على الشرق الأوسط عامة.
ونستعرض هنا التغطية الإخبارية لصحف الغارديان وبي بي سي وسكاي نيوز والإندبندت، مع إبراز العناوين المستخدمة وما ركزت عليه الصحف وما أغفلته.
تغطية الإعلام البريطاني
الغارديان
غلب على تغطية صحيفة الغارديان التركيز على الأوضاع الأمنية و ما وصفته بـ “التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وحركة حماس”، إضافة إلى التهديدات المحتملة من حزب الله اللبناني.
ورصدت الصحيفة الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، واهتمام إسرائيل بإحياء الذكرى السنوية للهجمات.
ولكن على الرغم من عرضها الواقع العسكري والسياسي، فإن الغارديان لم تتعمق في مناقشة الآثار الإنسانية الكارثية التي لحقت بالفلسطينيين بقطاع غزة، واكتفت بالإشارة إلى عدد الضحايا الذي تجاوز 42 ألف شهيد، دون أن تتناول تفاصيل معاناتهم اليومية.
وتجلى تحيز الصحيفة في طريقة تقديم الأحداث، حيث كانت الأولوية لتعزيز الرواية الإسرائيلية بشأن التهديدات الأمنية، وكان التركيز على التهديدات ضد المدنيين الفلسطينيين أقل وضوحًا.
بي بي سي
أعطت صحيفة بي بي سي، من خلال تقرير محررها الدولي جيريمي بوين، نظرة شبه شاملة للأوضاع، حيث تناولت الوضع في إطار “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني” بوصفه حدثًا متسلسلًا من الصراعات التاريخية، وأشارت إلى الظروف التي أدت إلى تصاعد النزاع.
وحاول التقرير إظهار توازن في عرض الآراء، حيث ذكرت عدد الضحايا الفلسطينيين نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عام كامل.
وعلى الرغم من أن المحرر قدم تفاصيل عن الهجوم الذي نفذته حماس، فقد كانت هذه التفاصيل أكثر انتقادًا للسياسات الإسرائيلية، وأكد معاناة الفلسطينيين في غزة، لكن في الوقت ذاته تجنب التقرير استخدام المصطلحات التي قد تُشير إلى الإبادة الجماعية بصراحة.
سكاي نيوز
ركزت صحيفة سكاي نيوز على مراسم إحياء الذكرى الأولى لعملية الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول في إسرائيل، مشيرةً إلى أن هناك مشاعر متضاربة بين الحزن على الضحايا والغضب من القيادة الإسرائيلية؛ بسبب ما وُصف بالتقصير الأمني الذي سمح بحدوث الهجمات.
وفي تجاهل للوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، أشار التقرير الرئيس للصحيفة إلى الاحتجاجات التي نظمها أهالي الرهائن الإسرائيليين، الذين أعربوا عن استيائهم من تعامل حكومة الاحتلال مع أزمة الرهائن، وطالبوا ببذل مزيد من الجهود لاستعادتهم.
كما أوردت سكاي نيوز تصريحات مسؤولين إسرائيليين وصفوا فيها هجمات الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بأنها “صدمة غير مسبوقة”.
الإندبندنت
أما صحيفة الإندبندنت، فقد أولت اهتمامًا خاصًّا بالجانب الإنساني “الإسرائيلي” فقط للأزمة، حيث ركزت على معاناة أهالي الرهائن الذين ما زالوا في قبضة حركة حماس.
كما تناولت الصحيفة الانتقادات المتزايدة للحكومة الإسرائيلية بخصوص تعاملها مع هذه القضية. وأشارت إلى الاحتجاجات التي نظمتها هذه العائلات في القدس، حيث عبّروا عن شعورهم بأنهم تعرضوا للخيانة؛ بسبب ما وصفوه بتقصير الحكومة في إعادة أبنائهم.
التغطية الإعلامية والانحياز الأعمى
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعام 2023، سخّرت الدول الغربية وسائل إعلامها لتبرير وحشية آلة القتل الإسرائيلية ضد المدنيين.
ووفقًا لمقال نُشر في موقع الجزيرة، اتسمت التغطية الإعلامية الغربية للأحداث في غزة بالتحيز، حيث ركزت بصفة خاصة على الخسائر الإسرائيلية متجاهلة المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين.
ومنذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، اتخذت وسائل الإعلام الغربية موقفًا منحازًا لإسرائيل بوضوح، ما أدى إلى تفشي المعلومات المضللة بشأن الأزمة.
فشاهدنا تصنيف وسائل الإعلام الغربية السابع من أكتوبر باعتباره “هجومًا إرهابيًّا”، في حين صوّرت الهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي أسفر عن مقتل الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال، على أنه إجراء يندرج ضمن “الدفاع عن النفس”.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
10°C
