كاتبة بريطانية تدعو الحكومة إلى استقطاب اللاجئين السوريين
تثير كاتبة بريطانية تتحلى بالذكاء والحنكة قضية مهمة في بلادها، وتنبّه إلى مشكلة لم تُسلَّط عليها الأضواء كما ينبغي. وتدعو الحكومة البريطانية إلى التفكير مليًّا في إمكانية استقطاب اللاجئين السوريين وتسخير مهاراتهم وقدراتهم المذهلة في خدمة البلاد.
وعرَضت الكاتبة فرانسيس لاسوك في تقرير خاص بها فكرة طموحة، وهي إطلاق تأشيرة الهجرة (Global Talent Visa) في عام 2021؛ بهدف جلب أذكى العقول وألمعها إلى المملكة المتحدة. وخُصّص هيئة مانحة لكل قطاع مهني في مجالات الفنون والعلوم والتكنولوجيا، ومع أنها فكرة رائعة على الورق، فإن الواقع يختلف، إذ تبين أن هذا البرنامج استقطب ثلاثة طلبات فقط خلال عامين!
كاتبة بريطانية تدعو الحكومة إلى استقطاب اللاجئين السوريين
وتذكُر الكاتبة فرانسيس لاسوك أنه في الأردن، تبادلت أطراف الحديث مع معلمين سوريين في مخيم الزعتري للاجئين. وافتُتِح هذا المخيم في عام 2012 لإيواء السوريين اللاجئين من الحرب المأساوية التي بدأت في عام 2011. واليوم، وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن، أصبح المخيم بمساحته الشاسعة مدينة في حد ذاته. ونَشَأ جيل جديد من الأطفال السوريين في مخيم الزعتري وفي مخيمات ومدن أردنية أخرى، وهم يترعرعون ويكبرون في الأردن بوصفه وطنًا لهم.
وتشير بيانات التعداد السكاني في الأردن إلى وجود أكثر من مليون لاجئ سوري من إجمالي أكثر من 3 ملايين لاجئ في هذه الدولة ذات الدخل المتوسط. وفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن 1,300,000 لاجئ اعتبارًا من شهر أغسطس 2023. ويشكل هؤلاء اللاجئون ما يقرب من 10 في المئة من إجمالي سكان الأردن. (المصدر العربي الجديد).
ويتمتع معظم الفلسطينيين في الأردن (مليونان و400 ألف) بالمواطنة الأردنية الكاملة باستثناء حوالي 340000 لاجئ من قطاع غزة. (المصدر ويكيبيديا).
وتُعَد هذه الإحصاءات مؤشرًا على الضغوط التي يتعرض لها الأردن الذي بلغ عدد سكانه نحو 11 مليون نسمة، ويعاني من نقص حاد في موارد المياه، ويأتي في المرتبة الثانية من حيث أقل دول العالم توفرًا لهذه الموارد.
وفي هذا السياق الصعب، يعمل مدرسون سوريون بجد في المدارس لرعاية مواهب الأطفال اللاجئين. لكن عندما يتعلق الأمر باللاجئين السوريين، فإن فرص العمل المتاحة لهم تكاد تكون معدومة. وهذا الوضع يُعَد ظاهرة صعبة التفسير والانتقاد في الوقت نفسه، وبخاصة في بلد يعاني سكانه الأصليون من معدل بطالة يبلغ 25 في المئة.
لذلك تناقش الكاتبة السؤال الآتي: أين يذهب جيل المستقبل السوري في هذه الظروف؟!
مؤسسة (Talent Beyond Boundaries) تَظهر هنا بوصفها مشروعًا إنسانيًّا رائدًا يستحق الاهتمام. وتسعى هذه المؤسسة الخيرية بجد لتوفير فرص العمل للاجئين في البلدان المستقرة. وتساعد المتقدمين على الوظائف في تخطي العقبات المعلوماتية والقانونية والمالية، التي تحول دون إيجاد فرص عمل مناسبة. ويمكن للاجئين الذين يجدون وظائف بفضل هذه المبادرة زيادة مداخيلهم وتعزيز دعمهم لأسرهم.
هذا وتوضح الكاتبة أنه في هذا العالم المعقد الذي يعج بأزمات اللاجئين وقلة فرص العمل، يجب أن نستغل كل الفرص التي تجعل العالم أفضل. وتدعو الكاتبة البريطانية إلى الاستفادة من مهارات اللاجئين السوريين وقدراتهم. ويجب على الحكومة والشركات البريطانية أن تتعاونا للاستفادة من هذه المهارات، وتوجيهها نحو خدمة البلاد وبناء مستقبل أفضل للجميع.
المصدر: capx
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇