لماذا تراجعت قيمة الجنيه الإسترليني ومن صاحب القرار في هذا التراجع؟
انخفضت قيمة الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى أمام الدولار الأمريكي منذ عام 1983.
وقد زاد انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني المخاوف في السوق البريطانية، وخصوصًا في ظل أزمة ارتفاع الأسعار التي تزيد من ضغوط المعيشة على العائلات في المملكة المتحدة.
وسيؤثر انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني في معظم البريطانيين من أصحاب الشركات والاستثمارات وأصحاب السيارات الذين يحتاجون إلى استهلاك الوقود بصفة دائمة.
كيف تُحدَّد قيمة الجنيه الإسترليني ؟
عندما يتحدث الناس عن ارتفاع قيمة الجنيه الإسترليني أو انخفاضه فهذا يعني اختلاف سعر العملة أمام غيرها من العملات الأجنبية.
وفي الغالب تُقارَن قيمة الجنيه الإسترليني بالدولار الأمريكي؛ نظرًا إلى ضخامة الاقتصاد الأمريكي وقوته.
وتُقارَن قيمة الجنية الإسترليني باليورو أيضًا؛ نظرًا إلى العلاقات التجارية والاقتصادية الوثيقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولكن مقارنة سعر الجنيه الإسترليني بأي عملة أخرى في العالم هو أمر ممكن.
وتعتمد كثير من الدول في تسعير عملاتها على ما يسمى: “سعر الصرف العائم”، وهو عبارة عن تحديد قيمة العملة بناءً على كمية الطلب عليها في وقت معين.
وتتقلب أسعار الصرف باستمرار؛ وذلك بحسَب حجم الطلب على كل عملة.
ماذا حدث للجنيه الإسترليني؟
وصلت قيمة الجنيه الإسترليني إلى 1.135 في تداول الأسواق خلال أيلول/سبتمبر الحالي، وهو أول انخفاض للجنيه الإسترليني إلى ما دون 1.14 دولار منذ أربعة عقود تقريبًا. (https://fisheries.org/)
ويرجع انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني إلى عدة عوامل، أبرزها: انخفاض حجم المبيعات، وارتفاع الأسعار، وارتفاع فواتير الطاقة في المملكة المتحدة، وفقًا لبيانات المكتب الوطني للإحصاء في بريطانيا.
هذا وترتفع تكاليف المعيشة بأسرع معدل لها منذ أربعة عقود أيضًا، ويشمل ذلك أسعار الطاقة والمواد الغذائية، وقد أثر التضخم في إنفاق المستهلكين، وتباطأت المبيعات بعد عودة النشاط الاقتصادي في أعقاب انحسار الوباء وانتهاء عمليات الإغلاق.
وقد انخفضت قيمة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار أكثر من بقية العملات الأوروبية، وهو أكبر انخفاض سنوي للجنيه الإسترليني مقابل الدولار منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حَزيران/يونيو 2016.
ولعل أهم العوامل الأساسية التي تُحدِّد قيمة الجنيه الإسترليني هو حجم العرض وكمية الطلب، إذ تنخفض قيمة الجنيه الإسترليني مع انخفاض الطلب عليه.
ويتأثر الطلب على الجنيه الإسترليني بعوامل عدة، نذكر منها:
1-الاقتصاد: تتمتع الدول ذات الاقتصاد القوي بعملات قوية أيضًا بسبب رغبة البلدان الأخرى في الاستثمار ضمن هذه الدول، ما يخلق المزيد من الحاجة إلى العملة المحلية للقيام بالاستثمارات، لذلك يرتفع الطلب على العملة ومن ثَمّ تزداد قيمتها.
2-الأموال المدخرة: إذا قرر بنك إنجلترا رفع الفوائد، فإن فتح حسابات بنكية أو بدء مشاريع استثمارية بالجنيه الإسترليني سيعود بمزيد من الأموال والفوائد على الأموال، وفي هذه الحالة سيزداد الطلب على الجنيه الإسترليني.
3-الأسعار: إذا كانت أسعار السلع في بريطانيا أرخص من دول الجوار، فسيزداد الطلب على هذه البضائع والسلع من الشركات الأجنبية التي ستدفع سعر البضاعة بالجنيه الإسترليني، ومن ثَمّ سيزداد سعر صرف الجنيه.
4-الوضع المالي العام للبلاد: يمكن أن يؤثر وضع البنوك الحكومية والأرصدة المالية المودعة فيها في سعر الصرف، كما يمكن أن يتأثر سعر العملة بمقدار الديون المصرفية.
5-المضاربات: تتأثر أسعار الصرف تأثرًا كبيرًا نتيجة المضاربات، إذ يشتري المضاربون الجنيه الإسترليني ويبيعونه بناء على التكهنات حول الوضع الاقتصادي في المستقبل.
ولعل من أبرز أسباب تقلب سعر الصرف سلوك المضاربين ومدى ثقتهم بالمستقبل الاقتصادي للبلاد.
كيف يؤثر سعر الصرف في الناس؟
يؤثر سعر الصرف في العامة بطريقة مختلفة، وذلك حسَب طبيعة العمل والاستثمار.
يتداول المستثمرون في جميع أنحاء العالم كميات هائلة من العملات الأجنبية كل يوم.
كما أن معدل تداول العملات يحدد سعرها سواء في البنوك أو مكاتب البريد أو مكاتب الصرافة الأجنبية.
ويمكن أن يؤثر انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني في الموارد المالية للأسر والعائلات أيضًا.
وكلما انخفضت قيمة الجنيه الإسترليني، ارتفعت أسعار البضائع المستوردة من الخارج.
ونظرًا إلى ارتباط سعر النفط العالمي بالدولار، فإن انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني سيزيد تكلفة ملء خزان السيارة بالوقود.
ولا يهتم كثير من الناس بأسعار صرف العملة المحلية إلا عند الخروج في عطلة خارج البلاد؛ إذ لا بد من الدفع بالعملات الأجنبية حينها.
ما الوقت الأفضل لشراء العملات الأجنبية؟
من الصعب التنبؤ بتقلبات قيمة الجنيه الإسترليني، لذا فمن الأفضل شراء العملات الأجنبية قبل أسابيع من الخروج في عطلة، وتصريف بقية المبلغ قبل السفر مباشرة؛ يُعَد هذه الخيار الأكثر أمنًا لتجنب الخسارة.
هذا ويمكن أيضًا طلب شراء العملة الأجنبية عبر الإنترنت، ثم تصريفها لاحقًا بشكل شخصي؛ فقد ترتفع قيمة العملة المحلية قبل شراء العملات الأجنبية.
اقرأ أيضاً :
بعد فوز “ليز تراس.. انخفاض الباوند إلى أدنى مستوى له منذ عام 1985
الرابط المختصر هنا ⬇