مهاجرون يسلكون طرقًا أطول لعبور القنال بعد وفيات مأساوية
شهدت سواحل شمال فرنسا مطلع الأسبوع الحالي محاولات جديدة لعبور قنال المانش (English Channel) عبر طرق غير مألوفة، بعد أيام من غرق ثلاثة مهاجرين بينهم مراهق خلال محاولات مماثلة. الحوادث الأخيرة ألقت بظلالها على أزمة العبور بالقوارب الصغيرة، التي باتت تشكل تحديًا إنسانيًا وأمنيًا متصاعدًا بين باريس ولندن .
مسار جديد يطيل الرحلة

رُصد صباح الاثنين قارب مطاطي أسود كبير انطلق من شاطئ سانت-كانتان-آن-تورمون (Saint-Quentin-en-Tourmont) غرب فرنسا، في مسار أطول من المعتاد نحو المياه البريطانية، ترافقه سفينتان فرنسيتان. وعلى خلاف القوارب التي غالبًا ما تغادر من سواحل كاليه (Calais) الأقرب إلى دوفر (Dover)، بدا أن المهاجرين اختاروا هذه المرة مسارًا أطول وأكثر خطورة، في محاولة للالتفاف على الرقابة المكثفة.
وفيات تضاعف القلق

الإعلام المحلي أكد وفاة امرأتين يُعتقد أنهما من الصومال (Somalia)، بعد أن انطلق نحو مئة شخص من شمال فرنسا إلى بريطانيا على متن قارب مرتجل ليل الجمعة-السبت. كما توفي مراهق الأحد على شاطئ إيكو (Équihen-Plage) في سانت-إتيان-أو-مون (Saint-Étienne-au-Mont)، وما زالت التحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث. هذه المآسي الجديدة أعادت تسليط الضوء على المخاطر التي يواجهها المهاجرون، وعلى عجز السلطات عن وقف الرحلات غير النظامية.
تصاعد الأعداد وتوتر أمني

في مدينة غرافلينز (Gravelines) القريبة من كاليه، شوهد عشرات المهاجرين صباح الاثنين وهم يرتدون معاطف وسترات نجاة، فيما انتشرت قوات الشرطة الفرنسية مدججة بدروع مكافحة الشغب والغاز المسيل للدموع. ورغم عدم تسجيل انطلاقات من شاطئ المدينة ذلك اليوم، إلا أن الأرقام تؤكد تفاقم الظاهرة؛ إذ تجاوز عدد الوافدين عبر القنال 33,000 شخص منذ بداية 2025، وهو أعلى رقم يسجَّل منذ بدء رصد هذه البيانات عام 2018. وخلال يومي السبت والأحد فقط، وصل 1,298 مهاجرًا على متن 19 قاربًا. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن العبور بالقوارب الصغيرة شكّل عام 2024 ما يقارب 4% من إجمالي الهجرة إلى بريطانيا، لكنه مثل أكثر من 80% من حالات الدخول غير النظامي.
إن استمرار المآسي الإنسانية في مياه القنال يعكس فشل السياسات الحالية في إدارة ملف الهجرة. ترى منصة “العرب في بريطانيا” أن الحل لا يكمن فقط في تشديد الرقابة الأمنية، بل في توفير قنوات قانونية وآمنة للهجرة واللجوء، ومعالجة الأسباب العميقة التي تدفع الأفراد إلى ركوب قوارب الموت. إن حماية الأرواح يجب أن تكون الأولوية، عبر تعاون حقيقي بين بريطانيا وفرنسا قائم على المسؤولية المشتركة، وليس على تبادل الاتهامات.
المصدر: ستاندرد
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
