فرنسا تمنع جهود بريطانيا لزيادة خدمات قطارات يوروستار بين البلدين
رفضت فرنسا جهود بريطانيا الرامية لزيادة عدد رحلات قطارات يوروستار بين البلدين ما أدى إلى إلغاء العديد من الرحلات وتأخير ملايين المسافرين خلال العطلة الصيفية.
وبعد الخلاف الذي أدى إلى توقف خدمات القطارات في دوفر يوم الجمعة، اندلع خلاف جديد بين حرس الحدود الفرنسيّ وشركة قطارات Channel Tunnel والتي كانت قد قرّرت تشغيل المزيد من القطارات وتسيير رحلات إضافية بين باريس ولندن.
وتسعى شركة قطارات يوروستار إلى تسيير المزيد من الرحلات بين باريس ولندن ليصل عددها إلى 17 رحلة في اليوم، علمًا أنّ ملكية الشركة أصبحت في الآونة الأخيرة مثيرةً للجدل بعد الخلاف البريطانيّ الفرنسيّ حول الجهة الممولة لها.
وقالت مصادر مطلعة إنّ رغبة شركة قطارات يوروستار بزيارة عدد الرحلات جاءت التزامًا بما ورد في عقود تأجير القطارات التي صنعتها شركة “Siemens” بتكلفة 510 مليون باوند.
وحسب المصادر فإنّ الشركة قد تواجه مشاكل مالية في حال لم يتمّ زيادة عدد الرحلات وقد لا تتمكن من دفع مستحقاتها في الوقت المتفق عليه، ولكن أكد المطلعون أيضًا عدم وجود خطر حقيقيّ يهدّد الشركة بالإفلاس.
ويُصرّ حرس الحدود الفرنسيّ على عدم زيادة عدد الرحلات أكثر من 13 رحلة في اليوم ما سبب خيبة أمل كبيرة لشركة يوروستات التي كانت تأمل تحقيق زيادة في عدد رحلات القطارات المتجهة لخارج بريطانيا.
شركة قطارات يوروستار تزيد عدد الرحلات لاستيفاء عقود استجار القطارات
إنّ زيادة أربع رحلات إضافية في اليوم سيمكن آلاف الناس من زيارة القارة الأوروبية وسيخفف الضغط على الرحلات البحرية والجوية بعد أن عانى المسافرون من إلغاء الكثير من الرحلات، بينما اضطروا للوقوف في طوابير طويلة للعبور من دوفر.
وقد اعتادت شركة قطارات يوروستار على تسيير حوالي 25 رحلة في اليوم قبل انتشار الوباء، وتصل قطاراتها إلى بروكسل وأمستردام وباريس وغيرها من العواصم الأوروبية.
ويزعم جهاز حرس الحدود الفرنسيّ أنّه يعاني من نقص كبير في عدد الموظفين ويؤكد عجز الموظفين من التعامل مع المزيد من الرحلات.
وقال أحد الموظفين في حرس الحدود:” ليس من مصلحة أحد أن يزعج قوات حرس الحدود، ولا بدَّ من التعاون وإظهار النية الحسنة من أجل التعامل مع زيادة الطلب على السفر بعد الوباء “.
وأثار حرس الحدود الفرنسيّ فوضى عارمة في مدينة دوفر البريطانية بعد أن تأخر العديد من الموظفين عن دوامهم.
واتُّهِمَت فرنسا بإثارة الفوضى في أكبر المعابر البحرية البريطانية، حيث أغلقت نصف نقاط التفتيش الفرنسية أبوابها في وجه المسافرين ما أدى إلى ازدحام كبير على بقية النقاط.
وسادت التكهنات التي تزعم بأنّ فرنسا تعمّدت إثارة الفوضى بين المصطافين في أعقاب التوتر الحاصل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبيّ.
واتهم ميناء دوفر حرس الحدود الفرنسيّ بإفساد العطل الصيفية للبريطانيين، فيما نفى المسؤولون الفرنسيون صحة هذه المزاعم وأكدوا على أنّ مسؤولية الفوضى الحاصلة يتحملها كلٌّ من البلدين.
وانحسرت الفوضى في ميناء دوفر بعد استنفار حرس الحدود الفرنسيّ الذي عمل بكامل طاقته، لكن الاضطرابات انتقلت إلى فولسكتون حيث انتظر المسافرون ساعات طويلة في النفق البحريّ للقنال الإنجليزيّ بعد أن أدى حادث سيارة إلى إغلاق طريق M20.
ولاحظت شركة قطارات يوروستار ارتفاعًا في الطلب على السفر بالقطارات بعد أن عدل المصطافون عن فكرة السفر الجويّ بسبب الفوضى التي تعصف بالمطارات وهو ما أكدته شركات النقل البحرية أيضًا.
وقال المتحدث باسم شركة قطارات يوروستار:” لقد لاحظنا ازدياد الضغط على قطاع السفر بعد انحسار الوباء”.
“لذلك قررنا زيادة عدد الرحلات بشكل تدريجيّ خلال فصل الصيف للتأكد من تقديمنا للخدمات المطلوبة وبأفضل شكل ممكن، ما يمنح الوقت الكافي لفرق العمل للتعافي من تبعات الوباء”.
“لقد أجرينا محادثات بناءة مع السلطات حول مواصلة العمل معًا على زيادة عدد الرحلات”.
حرس الحدود الفرنسي يزيد النقاط الحدودية وسط اتهامات لفرنسا بعرقلة رحلات القطارات القادمة من بريطانيا
“واستجاب حرس الحدود الفرنسيّ لطلباتنا وزاد من عدد النقاط الحدودية وفتح المزيد من الممرات، ومن المتوقع أن يزداد عدد النقاط الحدودية خلال فصل الخريف مما سيساعد على تسهيل إجراءات تسجيل الوصول ومعالجة طلبات العبور”.
وكانت شركة قطارات يوروستار قد واجهت مشكلات حول مصيرها قبل 18 شهرًا حين رفضت الحكومة البريطانية تمويل خطة إنقاذ الشركة من الإفلاس علمًا أنّ معظم أسهم الشركة تعود ملكيتها لفرنسا.
واصطدم وزير النقل البريطانيّ جرانت شابس مع نظيره الفرنسيّ الذي أصرّ أنّه يجب على بريطانيا لعب دور في إنقاذ الشركة، رغم بيع ديفيد كاميرون حصة بريطانيا في الشركة بقيمة 730 مليون باوند عام 2015.
وتمّ تأمين مبلغ 200 مليون باوند لإنقاذ الشركة من الإفلاس وساهمت شركة”Fedrated Hermes” في تأمين المبلغ علمًا أنّ هذه الشركة تعمل على استثمار الرواتب التقاعدية للعاملين في القطاع العام في بريطانيا.
واندمجت كلٌّ من شركتي يوروستار و”Thylys” البلجيكية الفرنسية مما مهد الطريق أمام شركة قطارات يوروستار لتسيير رحلاتها إلى جميع أنحاء القارة الأوروبية.
اقرأ أيضاً :
لماذا تتأثر مدارج الطائرات ومسارات القطارات في موجة حر بريطانيا؟
الرابط المختصر هنا ⬇