قبل استخدام حقن إنقاص الوزن.. هذه أبرز المخاطر والآثار الجانبية

مع انتشار أدوية إنقاص الوزن مثل “ويغوفي” و”أوزمبيك” حول العالم، تظهر العديد من التساؤلات الملحّة بشأن سلامتها وآثارها الجانبية.
وكانت الحكومة البريطانية من أوائل الحكومات التي وافقت رسميًا على استخدام هذه الأدوية منذ عام 2023.
النتائج الإيجابية لاستخدام حقن إنقاص الوزن
وقد حققت هذه الحقن نتائج مذهلة من حيث قدرتها على إنقاص الوزن، وتقليص مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
وتحتوي هذه الحقن على مادة “سيماجلوتيد”؛ التي جذبت اهتمامًا عالميًا، إذ ساعدت هذه الحقن العديد من الناس في خسارة 15 كيلوغرامًا خلال عام واحد فقط.
وتعتزم السلطات الصحية البريطانية تسهيل الوصول إلى هذه الحقن؛ عبر السماح بشرائها من الصيدليات بدون وصفة طبية، بعد أن كانت تُباع فقط لمن يملكون وصفات طبية خاصة.
ومع ذلك، لم تُغفل الجهات الطبية التحذير من مضاعفاتها المحتملة؛ خاصةً في ظل تزايد الطلب عليها من جهات غير موثوقة على الإنترنت.
ويشير البروفيسور نافيد ستر، أستاذ طب القلب بجامعة غلاسكو، إلى عدم وجود بيانات طبية عن التأثيرات طويلة الأمد لهذه الجرعات.
وأضاف: “على الرغم من ضرورة فرض الرقابة على استخدام هذه الحقن؛ لكنها لم تُثِر قلقًا كبيرًا لدى معظم الباحثين حتى الآن، وكذلك الهيئات المسؤولة عن الأدوية في أوروبا وأمريكا”.
أبرز المخاطر والآثار الجانبية لحقن إنقاص الوزن
وفيما يلي نقدم نظرة على أبرز الآثار الجانبية لحقن إنقاص الوزن:
1. العمى المفاجئ
وأثار الأطباء في مستشفى “ماساتشوستس للعيون والأذن” في بوسطن بعض القلق، بعد رصد ثلاث حالات فقدان للبصر خلال أسبوع واحد؛ جميعها لدى أشخاص يستخدمون حقن “ويغوفي” أو “أوزمبيك”.
وتم تشخيصهم بحالة نادرة تُعرف باسم “الاعتلال العصبي البصري الإقفاري غير الالتهابي” (NAION)، والتي تحدث نتيجة ضعف تدفق الدم إلى العصب البصري.
وأظهرت دراسة شملت 17 ألف مريض أن مستخدمي “سيماجلوتيد” من المصابين بالسكري، كانوا أكثر عرضةً بأربع مرات للإصابة بهذه الحالة؛ بينما ارتفعت النسبة إلى سبع مرات لدى المستخدمين الذين يعانون من السمنة.
ورغم أن هذه البيانات لا تُثبت علاقة مباشرة بين هذه الحقن وحالات العمى؛ فإن الخبراء يؤكدون ضرورة التريث قبل إصدار أحكام نهائية.
2. اضطرابات الجهاز الهضمي
ويُعد الغثيان، والإسهال، والقيء، والإمساك من الآثار الجانبية الشائعة لهذه الحقن؛ حيث أبلغ نحو 75 في المئة من مستخدمي الجرعة الأسبوعية الأساسية (2.4 ملغ) عن معاناتهم من هذه الأعراض.
ووفقًا للدكتور سايمون كورك، أستاذ الفسيولوجيا في جامعة أنغليا روسكين؛ فإن هذه الأعراض غالبًا ما تكون مؤقتة وخفيفة، لكنها قد تؤدي أحيانًا إلى توقف المريض عن تناول الدواء.
ويُنصح بتناول أطعمة سهلة الهضم؛ كالشوربة والزبادي، والابتعاد عن الأطعمة الحارة أو الغنية بالسكريات.
3. ترهّل الجلد
ورغم عدم وجود دراسات رسمية حول هذه الظاهرة، يشير خبراء إلى أن فقدان الوزن بسرعة يؤدي إلى ترهّل الجلد وظهور التجاعيد؛ خصوصًا في الوجه.
وقد أطلق البعض على هذه الظاهرة اسم “وجه أوزمبيك”.
ويُعتقد البعض أن فقدان الوزن بشكل تدريجي قد يحدّ من هذا الأثر؛ ويُنصح المرضى بتقليل الجرعة، أو التوقف المؤقت عن العلاج إذا لاحظوا تغييرات غير مرغوب بها في ملامحهم.
4. تساقط الشعر
وأبلغ بعض الحاصلين على حقن “ويغوفي” عن تساقط كبير في الشعر، وظهور فراغات في فروة الرأس.
ورُصدت هذه الظاهرة لدى 3 في المئة من مستخدمي الدواء؛ مقارنةً بـ1 في المئة من المجموعة التي تناولت العلاج الوهمي في التجارب السريرية.
ويُرجّح أن السبب يعود إلى تأثير هذه الحقن على الجسم؛ مثل فقدان الوزن السريع.
ورغم أن تساقط الشعر قد يتوقف مع استقرار الوزن؛ فإن الشعر قد لا يعود للنمو كما كان سابقًا.
5. تقليل خطر الإصابة بالسرطان
وترتبط السمنة بزيادة خطر الإصابة بأنواع عدة من السرطان؛ من بينها سرطان الثدي، والقولون، والبنكرياس.
وتشير دراسات حديثة إلى أن خسارة الوزن باستخدام “سيماجلوتيد” قد تُخفّض هذه المخاطر بنسبة تصل إلى 19 في المئة.
واستند الباحثون إلى بيانات أكثر من 34 ألف شخص على مدى 15 عامًا؛ وتبيّن أن من استخدموا أدوية إنقاص الوزن، أو خضعوا لجراحات السمنة، كانوا أقل عرضةً للإصابة بـ13 نوعًا من السرطان المرتبط بالوزن.
6. تحسين صحة القلب
وتوصل باحثون في “جامعة كوليدج لندن” إلى أن “السيماجلوتيد” يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والوفاة الناتجة عن أمراض القلب بنسبة 20 في المئة.
ويرى العلماء أن هذا الأثر لا يعود فقط إلى خسارة الوزن؛ بل أيضًا إلى التأثير المباشر للدواء في الحد من ترسّب الدهون في الشرايين، وهو ما يحمي القلب والأوعية الدموية.
7. تقليل خطر الخرف والتدهور المعرفي
وكشفت دراسة أعدّتها جامعة أكسفورد أن عقار “سيماجلوتيد” قد يخفض خطر الإصابة بالخرف بنسبة تقارب 48 في المئة.
واستندت الدراسة إلى متابعة بيانات أكثر من 130 ألف مريض بالسكري.
وتدعم هذه النتائج دراسة أجرتها جامعة “إمبريال كوليدج لندن”؛ وجدت أن دواءً شبيهًا يقلل من ضمور مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلّم، ويبطئ تدهور الإدراك بنسبة تصل إلى 18 في المئة خلال عام من العلاج.
8. المساعدة على الإقلاع عن التدخين
وتشير تقارير طبية إلى أن عقار “سيماجلوتيد” قد يقلل أيضًا من الرغبة في التدخين؛ إذ أفاد مستخدمو العقار بانخفاض واضح في رغبتهم في التدخين، بعد أسابيع من بدء العلاج.
وفي دراسة شملت بيانات 220 ألف مريض، وجد باحثون أمريكيون أن من حصلوا على هذه الحقن كانوا أقل رغبةً في التدخين بنسبة تصل إلى الثلث؛ وهو ما يستدعي إجراء تجارب إضافية لتأكيد هذه النتائج.
المصدر: ديلي تلغراف
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇