قاضٍ بريطاني سابق يحذر ستارمر: حظر “بال أكشن” يهدد حرية التعبير

حذّر القاضي السابق في المحكمة العليا البريطانية، اللورد سومبشن، من أن القانون الذي أُدين بموجبه المئات لدعمهم حركة بال أكشن “غير متوافق مع الحقوق الأساسية في حرية التعبير”، داعيًا الحكومة إلى تعديله على وجه السرعة. وفي مقال له في الإندبندنت، أوضح سومبشن أن تعريف قانون الإرهاب البريطاني لما يعد دعمًا لمنظمة محظورة “واسع للغاية”، مشيرًا إلى أن أحد المعايير – وهو ارتداء أو حمل أو عرض أي شيء يُظهر دعمًا لمجموعة محظورة – يتجاوز الحد المعقول، وقد يؤدي إلى تجريم مئات المتظاهرين الذين اعتُقلوا السبت الماضي.
دعوة لعدم ملاحقة المتظاهرين السلميين

شدد سومبشن على أن مجرد إعلان الدعم لمجموعة مصنفة كـ”إرهابية” من دون القيام بأي فعل يعزز أنشطتها أو يسهم فيها، لا ينبغي أن يكون جريمة. وأوصى الادعاء العام بعدم المضي في محاكمة المتظاهرين السلميين، باعتبار أن موافقة مدير النيابة العامة مطلوبة قبل أي ملاحقة قضائية. ورأى أن “المسار الصحيح على المدى الطويل” هو تعديل قانون الإرهاب لإعادة تعريف جريمة دعم منظمة محظورة بشكل أكثر عقلانية.
انتقادات واسعة واتهامات بالمبالغة في استخدام قانون الإرهاب
تواجه حكومة كير ستارمر انتقادات شديدة من سياسيين من مختلف الأحزاب، وسط تحذيرات من أن هذه الإجراءات تشكل “خطأ بحجم ضريبة الرأس” التي أسقطت حكومة مارغريت تاتشر في التسعينيات. وأكدت جماعات حقوقية مثل أمنستي وليبرتي أن الاعتقالات – التي بلغت 532 حالة، 522 منها لعرض رموز أو شعارات داعمة لـ”بال أكشن” – كانت “مفرطة لدرجة العبث”، وتشكل تهديدًا لحرية التعبير. كما وصف وزير سابق في حكومة المحافظين، السير ديفيد ديفيس، ما حدث بأنه “تجاوز مفرط” للقانون، متسائلًا عن الأدلة التي استندت إليها الحكومة لحظر الحركة، في حين رأت النائبة المخضرمة ديان أبوت أن الحكومة تبدو “استبدادية وحمقاء” في آن واحد.
إن تجريم أشكال التعبير السلمي تحت غطاء مكافحة الإرهاب يثير تساؤلات جدية حول حدود حرية الرأي في بريطانيا، خاصة حين يستهدف ناشطين يحتجون على قضايا حقوقية كبرى مثل فلسطين. ترى العرب في بريطانيا أن مكافحة العنف لا ينبغي أن تُستخدم ذريعة لتقييد الحريات الأساسية أو لقمع العمل السياسي السلمي، وأن مراجعة قانون الإرهاب باتت ضرورة عاجلة لضمان التوازن بين الأمن وحقوق المواطنين.
المصدر: اندبندنت
إقرأ أيّضا
نصائح لتوفير المياه في ظل الجفاف الذي يضرب بريطانيا
حين تتحول غزة إلى مقبرة للصحفيين… ومع ذلك نواصل التغطية
كل ما تريد معرفته عن برنامج الزمالة البحثية من الجمعية الملكية 2025
الرابط المختصر هنا ⬇