قاتل اللاجئ أحمد الإبراهيم يدّعي أنه كان “يستهدف خده” لا عنقه
شهدت محكمة ليدز الملكية تطورات مثيرة في قضية مقتل اللاجئ السوري أحمد الإبراهيم (16 عامًا)، الذي قُتل طعنًا في رقبته بمدينة هدرسفيلد البريطانية في إبريل الماضي، على يد شاب يبلغ من العمر 20 عامًا.
المتهم ألفي فرانكو اعترف خلال جلسات المحاكمة بأنه طعن أحمد، لكنه برر فعلته أمام المحكمة قائلًا: إنه “لم يكن ينوي القتل”، بل “كان يستهدف خده فقط” لأنه شعر بالخوف.
احتكاك يسير يتحول إلى جريمة مروّعة!
وتعود تفاصيل الحادث إلى الثالث من إبريل، حين مرّ أحمد الإبراهيم -وهو لاجئ سوري كان يعيش مع عمه في بريطانيا- بجانب صديقة فرانكو في شارع تجاري مزدحم وسط هدرسفيلد.
وتقول النيابة العامة: إن المتهم “أبدى استياءً سخيفًا” من احتكاك أحمد العرضي بصديقته أثناء سيره قربها “من دون أي نية عدوانية”، قبل أن يناديه نحوه ويطعنه بسكين في رقبته، في مشهد صادم التقطته كاميرات المراقبة.
وأكد الادعاء أن فرانكو “فتح نصل سكينه فجأة ووجهه مباشرة إلى رقبة الفتى”، في حين وصف شهود العيان المشهد بأنه “هجوم غير مبرر على الإطلاق”.
المتهم يبرر جريمته
وخلال استجوابه أمام هيئة المحلفين، قال فرانكو: إنه لم يكن ينوي قتل أحمد بل “كان يحاول الدفاع عن نفسه”، مدعيًا أن الضحية “اقترب منه بطريقة عدوانية” و”كان يضع يده على خصره كأنه يخفي سلاحًا”.
وأضاف قائلًا: “كنت خائفًا أن يهاجمني. مددت ذراعي وطعنته، لكن كنت أستهدف خده فقط… أردت أن أوقفه وأهرب، لا أن أوذيه”.
وادّعى فرانكو أنه كان يحمل السكين “للدفاع عن النفس” لأنه “تعرّض سابقًا لمشاجرات في المدينة”. وقال: إنه شعر بالارتباك والخوف بعد الحادث، فغادر المكان ثم سلّم نفسه للشرطة بعد عشر دقائق.
حياة المتهم وخلفيته الشخصية
وُلد فرانكو في هدرسفيلد، لكنه نشأ في جنوب إفريقيا قبل أن يعود إلى بريطانيا في سن الثالثة عشرة. وقال للمحكمة: إن حياته في جنوب إفريقيا كانت “جميلة لكنها خطرة”، موضحًا أن منزله كان يتعرض للسطو أسبوعيًّا وأنه سُلب “مرات لا تُحصى” من دون عنف لأنه “كان يسلم أغراضه دائمًا”.
وأضاف: إنه بعد عودته إلى بريطانيا تعرّض للتنمر والاعتداء الجسدي في المدرسة، كما طُعن في يده حين كان في السابعة عشرة من عمره، وأُصيب في وجهه خلال شجار العام الماضي.
أحمد الإبراهيم: لاجئ سوري حلم بأن يصبح طبيبًا
الضحية أحمد جاء إلى بريطانيا قبل سنوات قليلة بعد إصابته في قصف بسوريا. عاش مع عمه في هدرسفيلد، وبدأ يتعلم اللغة الإنجليزية وكان يحلم بأن يصبح طبيبًا يعالج الآخرين بعد ما عاناه من ألم، وفق ما ذكرت أسرته في بيان مؤثر عقب الحادث.
وقالت عائلته: “اختار أحمد بريطانيا لأنه كان يؤمن بقيم حقوق الإنسان والأمان والكرامة. كان لطيفًا ومجتهدًا ومفعمًا بالأمل. لم نتخيل يومًا أن المكان الذي لجأ إليه بحثًا عن الأمان سيكون المكان الذي يفقد فيه حياته”.
وقد أنكر المتهم ألفي فرانكو تهمة القتل العمد، لكنه اعترف بحيازة سكين في مكان عام. ولا تزال محاكمته مستمرة أمام محكمة ليدز الملكية.
ترى منصة العرب في بريطانيا أن هذه الجريمة تعكس تصاعد مظاهر العنف والتمييز ضد اللاجئين والمهاجرين في بعض المدن البريطانية، ولا سيما بين فئة الشباب.
وتؤكد المنصة أن رواية “الخوف” التي يلجأ إليها بعض الجناة لا تبرر استخدام العنف المميت، ولا سيما في مواجهة لاجئ أعزل جاء إلى بريطانيا طلبًا للأمان.
وتدعو السلطات إلى مواجهة خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة التعايش، وضمان أن يشعر اللاجئون في بريطانيا بالطمأنينة والعدالة؛ فهم لجؤوا إلى هذا البلد أساسًا للبحث عن حياة كريمة وآمنة.
المصدر: الإندبندنت
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
