قائمة جديدة تكشف أسوأ الشوارع التجارية في بريطانيا لعام 2025

كشف تقرير جديد عن تدهور مقلق في الشوارع التجارية في بريطانيا، حيث وصل معدل المحال المغلقة في بعض المدن إلى ما يقارب واحدًا من كل خمسة، في ظل استمرار أزمة غلاء المعيشة.
ووفقًا لتقرير صادر عن مركز المدن (Centre for Cities)، فإن نيوبورت في ويلز سجلت أعلى نسبة شواغر تجارية في بريطانيا، بلغت 19%، أي ما يقارب خمس المتاجر مغلقة بالكامل. وتفوقت هذه النسبة بأكثر من الضعف على مدن مثل كامبريدج ولندن، اللتين سجلتا أدنى معدلات شواغر تجارية بـ 8.5% و 7.4% على التوالي.
مدن بريطانية تخسر إنفاقها التجاري لصالح مراكز حضرية كبرى وسط ارتفاع شواغر المحال
في المرتبة الثانية جاءت برادفورد بنسبة 18%، تليها بلاكبول بنسبة 17.6%، ما يعكس اتساع رقعة الشلل التجاري في الشوارع الرئيسية للمدن البريطانية.
وأشار التقرير إلى أن الشوارع التجارية التي تعاني من أعلى نسب شواغر هي تلك التي تحتوي على عدد محال أكبر من حاجة السكان. ففي نيوبورت و ويجان و ميدلسبره، يوجد ما بين 2.5 إلى 2.9 محل لكل 1000 شخص ضمن نطاق الشارع التجاري. وتفوق هذه النسبة بأكثر من الضعف مثيلاتها في مدن مثل برايتون وليفربول، حيث تقل نسب المحال الفارغة عن 10%.
وأضاف التقرير أن المدن القريبة من مراكز حضرية كبرى، مثل نيوبورت القريبة من كارديف و برادفورد المجاورة لـليدز، تعاني من خسارة الإنفاق التجاري لصالح هذه المدن الأكبر. إذ تخسر نيوبورت و برادفورد ما يقارب 5% من الإنفاق التجاري المحلي، بينما تفقد بيركينهيد 7.5% من إنفاقها لصالح ليفربول.
تراجع الشوارع التجارية يدفع لتوصيات بإعادة تأهيل مراكز المدن وتحويلها لمجتمعات حيوية
وساهم وجود مراكز تسوق ضخمة خارج المدن مثل Meadowhall في شيفيلد و Metrocentre في تحويل تدفق المتسوقين بعيدًا عن مراكز المدن، ما أدى إلى تفاقم تراجع الشوارع التجارية.
وبحسب التقرير، فإن الشوارع التجارية الناجحة تبنت نماذج جديدة من النشاط الاقتصادي، بالانتقال من التركيز على تجارة التجزئة إلى قطاع الأغذية، بما يعزز التفاعل المجتمعي ويواجه تحديات التسوق عبر الإنترنت. ففي مدن مثل يورك وإدنبرة، يُنفق باوند واحد من كل 4 على الطعام، مقارنةً بباوند واحد من كل 10 في برادفورد وستوك و ويجان.
واقترح التقرير تخصيص 5 مليارات باوند من حزمة استثمار حكومية تبلغ 113 مليار باوند لإعادة تأهيل مراكز المدن، عبر إنشاء المزيد من المكاتب، وتحسين الفضاءات العامة، وزيادة عدد المحال التجارية.
كما دعا إلى بناء مزيد من الوحدات السكنية في مراكز المدن، مع إعطاء الأولوية لجعلها جاذبة للمقيمين لا السياح فقط.
معدلات الشواغر في الشوارع التجارية في بريطانيا
البيانات : مركز المدن (Centre for Cities)
أعلى 10 معدلات لشواغر المحال التجارية:
- نيوبورت: 19.0%
- برادفورد: 18.0%
- بلاكبول: 17.6%
- باسيليدون: 17.4%
- سندرلاند: 16.8%
- بيركينهيد: 16.3%
- ستوك: 16.3%
- ويجان: 16.3%
- سوينسي: 15.4%
- ساوثيند: 15.4%
أدنى 10 معدلات لشواغر المحال التجارية:
- لندن: 7.4%
- كامبريدج: 8.5%
- أوكسفورد: 9.0%
- يورك: 9.2%
- برايتون: 9.2%
- إدنبرة: 9.3%
- ليفربول: 9.5%
- ساوثهامبتون: 10.0%
- ميلتون كينز: 10.2%
- بيتر بورو: 10.3%
خبير: إحياء الشوارع التجارية ممكن لكنه يتطلب إصلاحًا اقتصاديًا لا تجميليًا فقط
وفي تعليقه على نتائج التقرير، قال أندرو كارتر، الرئيس التنفيذي لـمركز المدن (Centre for Cities) :
“لطالما كانت الشوارع التجارية مرآة للاقتصاد المحلي، وإغلاق المحال يؤثر على نظرة الناس تجاه مدنهم”.
وأضاف: “أبحاثنا تُظهر أن المشكلة ليست جمالية فحسب، بل اقتصادية في جوهرها. فالمراكز التي تفشل تعاني من فائض في المتاجر وقلة في عدد السكان”.
وختم بالقول: “إحياء الشوارع التجارية أمر ممكن، لكنه يتطلب من الحكومات المحلية والوطنية البدء بإصلاح الاقتصاد بدلًا من التركيز فقط على واجهات المحال”.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK) :
تسلط هذه الأرقام الضوء على واقع اقتصادي مقلق يعيشه الشارع التجاري في بريطانيا. فارتفاع معدلات المحال المغلقة لا يرتبط فقط بضعف النشاط التجاري، بل يعكس خللًا أوسع في التوزيع السكاني والاقتصادي داخل المدن، خصوصًا في المناطق التي تعاني من تراجع الاستهلاك المحلي وتزايد الاعتماد على مراكز التسوق البعيدة.
إن استمرار هذا التراجع يُهدد دور الشوارع التجارية كمراكز مجتمعية واقتصادية، ويؤكد أن الحل لا يكمن في إصلاحات سطحية تتعلق بالإيجارات أو البنية التحتية فقط، بل يتطلب رؤية متكاملة تشمل الاستثمار في الإسكان داخل المدن، وتحفيز السكان على العودة للعيش والعمل فيها.
فإحياء الشارع التجاري يبدأ بإحياء المدينة ذاتها، عبر خلق بيئة سكنية واقتصادية حيوية ومستقرة، تكون قادرة على توليد الطلب، وليس فقط انتظار المتسوقين العابرين.
المصدر : The Sun
الرابط المختصر هنا ⬇