بريطانيا تصدر قائمة جديدة بأخطر الفيروسات التي تهدد الصحة العامة في 2025

كشفت وكالة الأمن الصحي البريطانية عن قائمة استراتيجية حددت فيها 24 عائلة من الفيروسات ومسببات الأمراض التي تشكل تهديدًا للصحة العامة في بريطانيا والعالم، في خطوة تستهدف تحسين الاستعداد لمواجهة الأوبئة المستقبلية المحتملة.
تأتي هذه القائمة المرجعية الجديدة بوصفها جزءًا من استراتيجية الأمن البيولوجي البريطانية، لتوجيه الموارد البحثية والاستثمارات العلمية نحو تطوير منظومة متكاملة من التشخيصات والعلاجات واللقاحات للتصدي للتهديدات المحتملة بكفاءة أعلى.
خطة لمكافحة التهديدات البيولوجية المستقبلية
وللمرة الأولى، تراعي هذه القائمة الخصوصية البريطانية في مجال الصحة العامة، مع الأخذ بعين الاعتبار المخاطر العالمية والتهديدات الأكثر احتمالًا للتأثير على السكان المحليين. وأوضحت الوكالة أن هذه الوثيقة ليست قائمة نهائية أو مرتبة حسَب الخطورة، بل ستخضع للتحديث السنوي، وينبغي استخدامها بالتوازي مع أدوات تقييم أخرى.
وأشاد البروفيسور مارك وولهاوس، أستاذ علم الأوبئة للأمراض المعدية في جامعة إدنبرة، بهذه المبادرة، منتقدًا التركيز المفرط على فيروسات الإنفلونزا في خطط الاستعداد السابقة للوباء. وصرّح لمركز العلوم الإعلامي: “استغرقنا وقتًا طويلًا لتكييف استجابتنا عندما ظهر كوفيد، ما أسهم في فرض إجراءات الإغلاق الشامل”.
استثمارات علمية موجهة بناءً على تجارب سابقة
استندت الوكالة البريطانية في إعداد هذه القائمة إلى الدروس المستفادة من مواجهة وباء كوفيد-19 وتفشي جدري القرود، مؤكدةً ضرورة تطوير منظومة أكثر مرونة وسرعة للتشخيص والعلاج والتطعيم.
وصنفت الوكالة كل عائلة من مسببات الأمراض على مقياس ثلاثي (عالٍ ومتوسط ومنخفض) وفق احتمال تسببها في أوبئة أو جوائح. وتضمنت القائمة مسببات أمراض تحتاج إلى تطوير أفضل للقاحات أو وسائل التشخيص، وتلك التي قد تتفاقم بسبب تغير المناخ أو مقاومة المضادات الحيوية.
ومن أبرز العائلات الفيروسية المدرجة في القائمة عائلة Picornaviridae التي تضم فيروسات الإنتيروفيروس المرتبطة بالتهاب النخاع الرخو الحاد، وعائلة Flaviviridae التي تشمل فيروسات حمى الضنك وزيكا. كما شملت القائمة مسببات أمراض بكتيرية مثل عائلة Bacillaceae (الجمرة الخبيثة) وعائلة Coxiellaceae (حمى كيو).
محاربة أوبئة المستقبل
أولت الوكالة اهتمامًا خاصًّا لثلاث عائلات فيروسية تستدعي جهودًا بحثية مكثفة: عائلة Coronaviridae (فيروسات كورونا)، وعائلة Paramyxoviridae (الحصبة وفيروس نيباه)، وعائلة Orthomyxoviridae (إنفلونزا الطيور).
وحذر البروفيسور وولهاوس من أن الحصبة لا تزال تشكل “مصدر قلق” مع استمرار تفشيها عالميًّا، مضيفًا: “ظهور فيروس جديد شبيه بالحصبة سيمثل تهديدًا يفوق خطورة كوفيد-19 بمراحل، وسيكون أشد فتكًا”.
استراتيجية متكاملة لمواجهة الأوبئة
تندرج هذه المبادرة ضمن إطار إسهام بريطانيا في “مهمة الأيام العالمية الـ100” التي أُطلقت خلال رئاستها لمجموعة السبع عام 2021، والهادفة إلى تطوير لقاح فعال خلال 100 يوم من اكتشاف أي تهديد وبائي جديد.
وأكدت الدكتورة إيزابيل أوليفر، المسؤولة العلمية الرئيسة في وكالة الأمن الصحي البريطانية، أن هذه الأداة ستوجه الاستثمارات العلمية نحو أهم المجالات، قائلة: “نتطلع إلى تسريع تطوير اللقاحات ووسائل التشخيص في المجالات الأكثر احتياجًا؛ لضمان استعدادنا الكامل في معركتنا ضد مسببات الأمراض المميتة المحتملة”.
من جانبه نبّه البروفيسور وولهاوس إلى ضرورة التحلي بالمرونة في الاستجابة للتهديدات المستقبلية، محذرًا من مغبّة الاعتماد على استراتيجية واحدة، ومبيّنًا أن “تنوع التهديدات المحتملة، من طرق انتقال مختلفة، وأنواع متباينة من الأمراض، وفئات سكانية متنوعة معرضة للخطر، يستوجب استجابة قابلة للتوسع والتكيف بسرعة”.
هذا وذكر موقع وكالة الأمن الصحي البريطانية أن الدكتور روب هيكس، الطبيب المتقاعد من هيئة الخدمات الصحية الوطنية والإعلامي المعروف، يؤكد أهمية هذه الإجراءات الاستباقية في تعزيز القدرات الوطنية لمكافحة الأوبئة.
المصدر: medscape
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇