فيسبوك يتصدر قائمة منصات الاحتيال في بريطانيا بخسائر 214 مليون باوند خلال 2025
تصدّر موقع فيسبوك قائمة منصات التواصل الاجتماعي في المملكة المتحدة من حيث عمليات الاحتيال المالي، إذ بلغت خسائر مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من ضحايا عمليات الاحتيال في بريطانيا أكثر من 214 مليون باوند خلال السنوات الخمس الأخيرة.
أكثر من ألف بلاغ عن عمليات الاحتيال في فيسبوك

ووفقًا لتقارير الهيئة الوطنية للإبلاغ عن الجرائم المالية والإلكترونية في بريطانيا (Action Fraud)، فقد سجل تطبيق فيسبوك 1411 بلاغًا متعلقًا بعمليات الاحتيال في عام 2024 وحده، متفوقًا على إنستغرام الذي جاء في المرتبة الثانية بـ828 بلاغًا.
وبلغت قيمة الخسائر عبر فيسبوك نحو 28 مليون باوند، مقابل 11 مليونًا عبر إنستغرام.
وسجّل تطبيق لينكدإن العدد الأدنى من حالات الاحتيال، إلا أن خسائر مستخدميه كانت الأعلى على مستوى الفرد، حيث أظهرت البيانات أن متوسط الخسارة لكل ضحية بلغ أكثر من 40 ألف باوند.
في حين تصاعدت وتيرة عمليات الاحتيال بصفة ملحوظة على منصة تيك توك التي شهدت زيادة بنسبة 63 في المئة في عدد البلاغات خلال عام 2024 مقارنة بالعام السابق، رغم انخفاض متوسط الخسائر بنسبة 58 في المئة.
وفي هذا السياق قال ريتشارد بيري، مؤسس موقع “غود ماني غايد” المتخصص في الخدمات المالية: إن “مشكلة الاحتيال المالي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا تزال دون حلول، وعلى المنصات أن تتحمل مسؤوليتها تجاه المستخدمين”.
وأضاف: “خسر المستخدمون أكثر من 214 مليون باوند خلال خمس سنوات فقط، في ظل تهاون الشركات التقنية تجاه هذه الظاهرة”.
وقال أيضًا: “لقد أبلغت إدارة فيسبوك عن إعلان احتيالي، وقد استغرق الأمر ثلاث سنوات لإزالة الإعلان من فيسبوك، لذلك فإنني أتساءل كم عدد ضحايا هذا الإعلان خلال هذه المدة؟!”.
أبرز عمليات الاحتيال الإلكتروني عبر فيسبوك
وبهذا الصدد نشرت صحيفة المترو البريطانية، قصة واين ويستهيد، وهو ضابط سابق في الجيش البريطاني يبلغ من العمر 65 عامًا، وقع ضحية عملية احتيال عبر تداول عملة “بيتكوين”، بعدما شاهد إعلانًا على فيسبوك.
واستثمر ويستهيد كامل مدخراته المقدّرة بـ200 ألف باوند في عرض اتضح لاحقًا أنه مزيف.
وأظهرت البيانات أن عدد جرائم الاحتيال المالي المرتبطة بوسائل التواصل تضاعف ثلاث مرات منذ عام 2019، وبلغت الخسائر في عام 2022 وحده نحو 75 مليون باوند، مقارنة بـ13 مليونًا فقط في عام 2019.
وبلغت خسائر إحدى حالات الاحتيال نحو 4 ملايين باوند في عام 2022، وهي الأعلى مقارنة بأي حالة أخرى أُبلِغ عنها.
وكان من بين ضحايا عملية الاحتيال، 24 طفلًا دون سن العاشرة، إلى جانب 593 ضحية دون سن العشرين.
وتشير التقارير إلى أن معظم الإعلانات الاحتيالية تضمنت كلمات مفتاحية مثل: “الاستثمار”، و”التداول”، و”الأسهم”، و”العملات المشفرة”، و”الوسيط”.
في السياق ذاته، ازدادت بلاغات اختراق الحسابات على مواقع التواصل، إذ سجلت الهيئة الوطنية للإبلاغ عن الجرائم المالية والإلكترونية في بريطانيا 34,434 حالة في عام 2024، مقارنة بـ22,530 حالة في 2023.
وتعمل الهيئة بالتعاون مع شركة ميتا (المالكة لفيسبوك وإنستغرام) لحث المستخدمين على تفعيل المصادقة الثنائية وتعزيز الوعي الأمني.
حملات لمكافحة الاحتيال على وسائل التواصل الاجتماعي
من جانبها أكدت شركة لينكدإن أنها تعمل على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وفِرَق من الخبراء؛ لرصد المحتوى الاحتيالي وحذفه قبل أن يصل إلى المستخدمين، إضافة إلى توفير خدمة التحقق من الهُوية مجانًا، وخصائص أمنية اختيارية.
أما شركة ميتا فقد أفادت بأنها لا تسمح بممارسة أي نشاط احتيالي، وتعمل باستمرار للتصدي للمحتالين، بالتعاون مع الجهات الرسمية.
وقد بدأت الشركة بتجربة تقنية التعرف على الوجه في بريطانيا والاتحاد الأوروبي؛ للمساعدة في منع إعلانات “الاحتيال التي تستخدم صور المشاهير”، ولتسريع استعادة الحسابات المسروقة.
كما تتعاون ميتا مع مبادرة “أوقفوا الاحتيال في المملكة المتحدة” (Stop Scams UK)؛ لرصد عمليات النصب والاحتيال، وتدعو المستخدمين إلى استخدام كلمات مرور قوية، وتوخي الحذر من الرسائل أو الروابط المشبوهة.
هذا وأزالت منصة تيك توك نحو 95.3 في المئة من مقاطع الفيديو المخالفة لسياساتها المتعلقة بالاحتيال قبل الإبلاغ عنها، وتؤكد المنصة التزامها بـ”ميثاق مكافحة الاحتيال الإلكتروني” الذي أطلقته الحكومة البريطانية.
وينص الميثاق على تسهيل الإبلاغ عن عمليات الاحتيال بخطوتين فقط، وهو ما رحبت به الحكومة في إطار استراتيجيتها لمكافحة الاحتيال الرقمي.
المصدر: المترو
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇