العرب في بريطانيا | فلسطين في إدنبرة: بين مد وجزر... - العرب في بري...

1445 شوال 11 | 20 أبريل 2024

فلسطين في إدنبرة: بين مد وجزر…

فلسطين في إدنبرة
الدكتور بشير عودة November 18, 2022

احتفى مناصرو فلسطين في إدنبرة بحدثين مهمَّين خلال ثمانية أيام فقط، ولكن حدث أيضًا ما عكَّر صفوهم إلى حد ما.

ألقى الباحث الفلسطيني الموسوعي الدكتور سلمان أبو ستة محاضرة قيِّمة في جامعة إدنبرة مساء الثلاثاء الموافق الثامن من نوفمبر، وذلك بناء على دعوة من جمعيات أكاديمية عدة، وقد احتفى به جمهور متحمس جدًّا، ولا سيما أن بعض الجماعات اليهودية حاولت إلغاء المحاضرة التي كان عنوانها: رسالة فلسطينية إلى بلفور.

بعد أيام قليلة ظهرت على الساحة دعوة من جمعية يمثلها أحد قادة المستوطنات “غير الشرعية” في الضفة الغربية، تطلب التبرع “لنشر الوئام بين المستوطنين والفلسطينيين”، وذلك عن طريق جولة في بريطانيا يقوم بها المستوطن “الحاخام حانان شليزنجر” من مستوطنة “غوش عتصيون” التي أقيمت على أراضٍ فلسطينية جنوب القدس المحتلة، وقد قدمت مجموعة مؤيدة “لإسرائيل” في البرلمان الاسكتلندي من خلال النائب العمالي بول أوكين دعوة إلى هذا المستوطن ليكون “ضيفًا” في البرلمان؛ لينشر مزاعمه بشأن “تعايش” الفلسطينيين مع المستوطنين.

أدى ذلك إلى رد فعل فوري وغاضب من جانب الفلسطينيين في اسكتلندا ومؤيديهم، وخصوصًا من الحملة الاسكتلندية لمساندة فلسطين التي دعت إلى إرسال رسائل احتجاج إلى أعضاء البرلمان الاسكتلندي على دعوة هذا المستوطن إلى البرلمان؛ حيث إن دعوته إلى البرلمان تتناقض تمامًا مع موقف الحكومة البريطانية التي تعتبر كامل الضفة الغربية -ومنها القدس الشرقية- وقطاع غزة (والجولان) أرضًا محتلة، وتعتبر كذلك أن المستوطنات اليهودية الموجودة فيها غير شرعية حسَب القانون الدولي.

 

فلسطين في إدنبرة: الاحتجاج على الإساءة إلى سمعة البرلمان الاسكتلندي!

رسائل إلى اللورد بلفور.. سلمان أبو ستة يلقي محاضرة في جامعة أدنبره
رسائل إلى اللورد بلفور.. سلمان أبو ستة يلقي محاضرة في جامعة أدنبره

أرسل بعض الناشطين رسائل مستقلة وعاجلة إلى رئيس البرلمان الاسكتلندي ورئيس حزب العمال في اسكتلندا بصفتهما الشخصية، وذلك ليلة الثلاثاء الخامس عشر من نوفمبر؛ حيث إن الاجتماع الذي يشمل المستوطن الصهيوني كان مقررًا إجراؤه مساء اليوم التالي، وفي الوقت نفسه أرسل 100 شخص أكثر من 1000 رسالة؛ احتجاجًا على هذا الاجتماع وللمطالبة بإلغائه؛ نظرًا إلى أن عقده “يُسيء إلى سمعة البرلمان”.

وصلت الأخبار من مصادر من داخل البرلمان ظُهْر الأربعاء بأن الاجتماع قد أُلغِي، وتوالت الرسائل التي تؤكد ذلك، ومنها رسالة من مكتب أنس سروار رئيس حزب العمال تشير إلى أنه لم يكن يعلم هُوِية ضيف الاجتماع (المستوطن الصهيوني)، علمًا بأن الدعوة العلنية إلى الاجتماع ذكرت هذا “الضيف” بالاسم واصفة إياه بأنه صهيوني متيم.
كما وصلت رسالة من القائم بأعمال رئيس البرلمان، تشير إلى ضرورة الالتزام بشروط عقد الاجتماعات في البرلمان، وأن العضو الذي رتب الاجتماع سحب الدعوة منه.

 

 

كان الناشطون قد قرروا الاحتجاج أمام مبنى البرلمان، وعندما وصل خبر الإلغاء قوبل بفرحة عارمة؛ ولكن بعضهم قرر مواصلة الاحتجاج على مجرد توجيه الدعوة، وقد حضر الوقفة أمام البرلمان عدد قليل من الناشطين رغم ظروف البرد والمطر.

كان واضحًا أن خطأً جسيمًا كان يمكن أن يحدث من خلال دعوة شخص يمثل مستوطنة غير شرعية أقيمت على أرض محتلة إلى البرلمان، وكان من المفروض ألا تُوجَّه الدعوة من عضو البرلمان الذي ينتمي إلى حزب العمال (دون علم رئيسه حسَب الرد الذي وصلنا)، وكان قرار إلغاء الاجتماع خلال ساعات قليلة دليلًا على أزمة حقيقية تفاداها البرلمان في اللحظة الأخيرة.

تشاور الناشطون في أهمية نشر هذه التطورات في وسائل الإعلام، وفي الغالب لن يحدث ذلك؛ نظرًا إلى أن الإعلام البريطاني في الأعمِّ الأغلب يتجاهل موضوع فلسطين، وربما لأن معظم الإعلاميين الاسكتلنديبن خاصة لا يرغبون في إحراج برلمانهم.

في ذات اليوم -الأربعاء السادس عشر من نوفمبر- نشرت صحيفة الميدل إيست مونيتور الإلكترونية: إن جامعة إدنبرة استثنت الفلسطينيين والمهتمين بالقضية الفلسطينية من حضور المشاورة في التعريف الجديد بما يشكل “معاداة السامية” (IHRA)، وهو تعريف يقول منتقدوه: إنه مبهم ومطاطي، ويستهدف منع أي انتقاد للممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

أثار قرار الجامعة حفيظة بعض الأكاديميين الذين استنكروا استثناء الفلسطينيين والمهتمين بقضيتهم من هذه المشاورات.

يُشار إلى أن هذا التعريف فرضه وزير التعليم السابق في حكومة المحافظين غافن وليامز مع تهديد الجامعات بالعقوبات، وسحب التمويل إذا لم تتبنَّ القرار وتطبقه. يبقى أن هذا الوزير استقال ثلاث مرات من مناصب رسمية.

مع ذلك كله، ما زال الناشطون في إدنبرة (أثينا الشمال) يشعرون بنوع من الإنجاز، بعد فترة طويلة مما يشبه السُّبات الشتوي لجهودهم.

 

 


 

اقرأ المزيد:

رسالة سلمان أبو ستة الفلسطيني لبلفور البريطاني

نوادي فلسطين في بريطانيا تجتمع في جامعة كينغز كوليج

المنتدى الفلسطيني يناقش تحولات السياسة البريطانية تجاه فلسطين