الجارديان: فلسطينيون ويهود في بريطانيا يرحبون بقرار وقف إطلاق النار
بعد 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي على غزة، شهدت بريطانيا ترحيبًا كبيرًا من الجاليات الفلسطينية واليهودية بوقف إطلاق النار الذي يُعَد خطوة أولى نحو تخفيف المعاناة الإنسانية. ومع الترحيب، تصاعدت الدعوات للحكومة البريطانية من أجل تقديم الدعم للضحايا، وإطلاق برامج تركز على لمّ شمل العائلات الفلسطينية المتضررة.
ترحيب في بريطانيا بوقف إطلاق النار في غزة
وبهذا الصدد أكدت سارة حسيني، مديرة اللجنة البريطانية الفلسطينية، أن العدوان الإسرائيلي على غزة خلّف خسائر فادحة على مختلف الصُّعُد. وأشارت إلى أن الأشهر الخمسة عشر الماضية كشفت حجم المأساة، قائلة: “المذابح المستمرة، وتجويع أحبائنا، والتدمير المتعمّد لكل جوانب الحياة المدنية في غزة، أظهرت للعالم مدى إصرار إسرائيل وقدرتها على تنفيذ أجندتها التوسعية بلا هوادة”.
من جهته وصف الحاخام الأكبر إفرايم ميرفيس اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يتضمن إطلاق سراح 33 أسيرًا في المرحلة الأولى، بأنه “انفراجة لا تُقدَّر بثمن وبارقة أمل طال انتظارها وسط ظلام حالك لا يُحتمل”.
حجم الكارثة الإنسانية
يشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي بدأ بعد طوفان الأقصى الذي نفذته حركة حماس في الـ7 من أكتوبر 2023، خلّف أكثر من 46 ألف شهيد فلسطيني وفقًا لتقارير صحية، في حين قُتل 1200 إسرائيلي وأُسر 251 شخصًا. وبلغ عدد الجرحى الفلسطينيين أكثر من 110 آلاف، بينهم آلاف يعانون من إصابات غير قابلة للعلاج مثل بتر الأطراف والحروق الشديدة وإصابات الرأس.
وبهذا الشأن قالت ليزا دوتين، وهي مسؤولة بارزة في الأمم المتحدة: إن غزة أصبحت موطنًا لأكبر عدد من الأطفال الذين بُتِرت أطرافهم في التاريخ الحديث، مشيرة إلى تأثيرات الحرب الطويلة الأمد على الأجيال الشابة.
أما كريم علي، المؤسس المشارك لفريق “غزة صن بيردز” للدراجات لمبتوري الأطراف ومقره لندن، فقال: “الحرب الحقيقية تبدأ الآن. آلاف الحالات من بتر الأطراف، ولا يزال عدد مَن يعانون من إعاقات دائمة يزداد”. وأكد أهمية الجهود الدولية لتقديم الدعم الطبي والنفسي للناجين.
هذا ودعا باسم فرج الله، وهو عضو في مجتمع غزة بالمملكة المتحدة، الحكومة البريطانية إلى إطلاق برنامج خاص للمّ شمل العائلات الفلسطينية، شبيه بالبرامج التي أطلقت لدعم اللاجئين الأوكرانيين.
وأشار فرج الله، الذي فقد نحو 40 فردًا من عائلته في الحرب، إلى معاناة المجتمع الفلسطيني في بريطانيا قائلًا: “ابنتي تساءلت لماذا لا تساعدنا بريطانيا؟ لقد قالت لي إن دولًا أخرى مثل أستراليا والولايات المتحدة وتركيا قدمت المساعدة لشعوبها، أما نحن فنعاني دون تحرك ملموس”.
دعوات للسلام والمحاسبة
يُذكَر أن منظمة “ياحاد” اليهودية البريطانية، التي تدعو إلى حل سياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، أكدت أن اتفاق وقف إطلاق النار الحالي كان يمكن تحقيقه منذ أشهر. وقالت المنظمة: “لقد قُتل عدد هائل من الأبرياء في انتظار السياسيين للتحرك، والحل لا يمكن أن يأتي على يد الأطراف التي قادت هذه الحرب”.
من جانبه أعرب فيل روزنبرغ، رئيس مجلس نواب اليهود البريطانيين، عن أمله بأن يؤدي الاتفاق إلى إنهاء معاناة المدنيين من كِلا الطرفين، قائلًا: “نأمل أن يكون هذا بداية طريق نحو سلام دائم وأمن مشترك، ولن نتوقف عن الدعوة حتى يعود كل أسير إلى منزله بأمان”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇