العرب في بريطانيا | استطلاع: فجوات في علاج الصداع النصفي مرتبطة بال...

1447 جمادى الثانية 15 | 06 ديسمبر 2025

استطلاع: فجوات في علاج الصداع النصفي مرتبطة بالعرق في بريطانيا

استطلاع: فجوات في علاج الصداع النصفي مرتبطة بالعرق في بريطانيا
محمد سعد December 4, 2025

تسلّط دراسة حديثة نُشرت في صحيفة الجارديان الضوء على صعوبات غير مرئية يواجهها مرضى الصداع النصفي في بريطانيا، إذ تكشف عن فجوات واضحة في جودة الرعاية ترتبط بالعرق والخوف من التمييز. وتشير النتائج إلى أن التجربة العلاجية ليست متساوية، وأن الانتماء العِرقي قد يؤثر في الحصول على دعم طبي مناسب.

فجوات واضحة في رعاية مرضى الصداع النصفي

أظهر استطلاع أجرته مؤسسة تراست للصداع النصفي (The Migraine Trust) وشمل 2200 مشارك أن أفراد الأقليات العرقية أكثر عرضة لتلقي رعاية أسوأ أو الشعور بالخوف من التمييز.

ومع أن الصداع النصفي يُعد من أكثر الحالات شيوعًا في بريطانيا -ويصيب نحو واحد من كل سبعة أشخاص- فإن التجربة العلاجية تختلف بين المجموعات العرقية.

استطلاع: فجوات في علاج الصداع النصفي مرتبطة بالعرق في بريطانيا
مرضى الصداع النصفي يعانون من تمييز على أساس العرق

ووفقًا للنتائج، قال 23 في المئة من المشاركين من أصول مختلطة، و19 في المئة من الآسيويين، و16 في المئة من السود: إن خلفيتهم العرقية أثرت سلبًا في جودة الرعاية التي تلقوها. في المقابل، لم تتجاوز النسبة 7 في المئة لدى المشاركين البيض.

مخاوف من التمييز وفقدان الثقة بالنظام الصحي

أعرب 37 في المئة من المشاركين السود عن خشيتهم من التعرض للتمييز أو لتأثير سلبي على مسارهم المهني؛ بسبب إصابتهم بالصداع النصفي، مقابل 26 في المئة من البيض.

كما قال 19 في المئة من الآسيويين و14 في المئة من السود: إنهم يخشون ألّا يصدقهم الأطباء عند الإبلاغ عن الأعراض، مقارنة بـ8 في المئة فقط من البيض.

تجارب شخصية تكشف عمق المشكلة

تحكي الشابة أبيغيل كابيرو (26 عامًا) أن عرقها كان له دور سلبي في تجربتها العلاجية.

وتقول: «بصفتي امرأة سوداء، كان الافتراض بأننا نتحمل الألم أكثر سببًا مباشرًا في سوء الرعاية التي تلقيتها. الصداع النصفي معقّد بحد ذاته، ويجب ألا تضيف إليه عوائق مرتبطة بالجنس أو لون البشرة».

دعوات لإنهاء التمييز في خدمات الرعاية

استطلاع: فجوات في علاج الصداع النصفي مرتبطة بالعرق في بريطانيا
تحرك لضمان أن يشعر المصابون بالصداع النصفي بأنهم مسموعون ويحظون برعاية عادلة.

يؤكد روب ميوزيك، الرئيس التنفيذي لمؤسسة تراست للصداع النصفي (The Migraine Trust)، أن استمرار هذه الفجوات أمر «غير مقبول».

ويضيف: «من المؤسف أن يتجنب كثيرون طلب المساعدة خوفًا من وصمة اجتماعية أو خسارة وظائفهم، أو خشية تنميطهم. بالنسبة لبعضهم، يتحول الصداع النصفي من حالة صحية إلى طبقة إضافية من عدم المساواة».

وينبّه على أن مواجهة هذه الأزمة تتطلب «تحركًا على جميع المستويات»؛ لضمان أن يشعر المصابون بالصداع النصفي بأنهم مسموعون ويحظون برعاية عادلة.

سوء تشخيص وتفسيرات نمطية

ومع أن 91 في المئة من المشاركين تواصلوا بالفعل مع مقدمي الرعاية الصحية، فإن كثيرين أبلغوا عن تعرضهم لسوء تشخيص أو تقليل من حجم معاناتهم.

ومن بين الأمثلة المتكررة:

– إرجاع صداع النساء دائمًا إلى «الهرمونات».

– افتراض أن الشباب «يبالغون» أو «يسعون للفت الانتباه».

تأكيدات من مؤسسات صحية بضرورة الإصلاح

ترى جورجينا كار، الرئيسة التنفيذية لـ«التحالف العصبي»، أن التقرير يكشف واقعًا قاسيًا: «الصداع النصفي لا يُختَبَر بالطريقة نفسها بين الناس. لا ينبغي أن يحدد جنسك أو عرقك أو دخلك مسألة تصديقك أو دعمك أو حصولك على الرعاية المناسبة، لكن هذا بالضبط ما يواجهه الكثيرون اليوم».

وتضيف أن هذه الفجوات تمتد إلى حالات عصبية أخرى، حيث يُترك المصابون «بلا تشخيص، أو بلا علاج، أو بلا سند».

الحاجة إلى إصلاح شامل للنظام

تدعو كار إلى تحرك عاجل من أرباب العمل والكوادر الصحية وصناع السياسات لسد هذه الفجوات، مؤكدة أن تحسين الرعاية العصبية «لن يتحقق من دون التعامل مع عدم المساواة التي كشفها التقرير».

من جهته نبّه متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) على أن «جميع المرضى، بصرف النظر عن خلفياتهم، يجب أن يحصلوا على رعاية عالية الجودة».

وحثّ المصابين بالصداع النصفي على مراجعة طبيب الأسرة؛ للاستفادة من الخيارات العلاجية المتاحة في (NHS).

فجوات في تقديم الخدمة الصحية

تشير منصة «العرب في بريطانيا» (AUK) إلى أن ما تكشفه هذه الدراسة لا يتعلق بالصداع النصفي وحده، بل يعكس فجوات أوسع في الرعاية الصحية عندما تتقاطع الحالة الطبية مع عوامل مثل العرق والجندر والوضع الاجتماعي. وهو ما يطرح أسئلة عن قدرة النظام الصحي على توفير رعاية عادلة وشاملة للجميع دون استثناء.

المصدر: الجارديان


اقرأ أيضاً

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة