فتح مواعيد جديدة لاختبارات القيادة لتقليص قوائم الانتظار في بريطانيا
أعلنت وكالة معايير السائقين والمركبات في بريطانيا (DVSA) عن طرح المزيد من مواعيد اختبارات القيادة، في خطوة تهدف إلى تقليص قوائم الانتظار الطويلة التي أثارت شكاوى واسعة بين المتعلمين، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ بنسبة 15٪ في عدد الحاجزين لاختبارات قادمة مقارنة بالعام الماضي.
ووفقًا لأحدث البيانات الرسمية، بلغ عدد الأشخاص الذين حجزوا اختبار القيادة العملي حتى نهاية سبتمبر نحو 668 ألفًا و128 متقدمًا، مقابل 579 ألفًا و138 خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس زيادة كبيرة في الطلب على الاختبارات.
وقالت الوكالة إن الإقبال المتزايد على الحجز المبكر، إلى جانب الطلب المتصاعد منذ جائحة كورونا، تسببا في استمرار تراكم المواعيد.
ارتفاع عدد الاختبارات المنجزة
وخلال شهر سبتمبر الماضي فقط، أُجري أكثر من 168 ألف اختبار قيادة، بزيادة بلغت 14٪ عن الشهر نفسه من عام 2024، حيث وصفت وزارة النقل هذه الزيادة بأنها “إنجاز مهم” نحو معالجة أزمة الانتظار.
وأكد وزير النقل البريطاني سيمون لايتوود أن الحكومة أوفت بوعدها بتوسيع نطاق الاختبارات، قائلًا:
“لقد وعدنا المتعلمين بمزيد من المواعيد، وها نحن نحقق ذلك. أجرينا أكثر من 20 ألف اختبار إضافي في سبتمبر وحده، وهذا دليل على تحسّن النظام بعد فترة طويلة من التعطل.”
وأوضح الوزير أن الحكومة تعمل على تحفيز ممتحني القيادة لإجراء اختبارات أكثر، وتدريب دفعات جديدة من الممتحنين لتسريع وتيرة الحجز وتقليل فترات الانتظار.
إصلاح نظام الحجز ومنع استغلال السوق السوداء
وفي محاولة لمنع التلاعب في نظام الحجز، كشفت الحكومة عن مشاورات لتعديل النظام الإلكتروني، بعد رصد استخدام برامج آلية (Bots) لحجز المواعيد بالجملة وإعادة بيعها بأسعار مبالغ فيها عبر السوق السوداء.
وسجّل معدل النجاح في سبتمبر تراجعًا طفيفًا إلى 49.9٪، بعد أن كان 50.7٪ في أغسطس، في أدنى مستوى له خلال ستة أشهر. ودعت وكالة DVSA المتعلمين إلى عدم التسرع في حجز موعد قبل التأكد من جاهزيتهم الكاملة لاجتياز الاختبار.
وعود بتقليص فترة الانتظار
وقالت وزيرة النقل هايدي ألكسندر إن الحكومة تستهدف تقليص متوسط فترة الانتظار إلى 7 أسابيع بحلول صيف 2026، بعد أن بلغت حاليًا 21.8 أسبوعًا في نهاية سبتمبر، مشيرة إلى أن المواعيد تُفتح على أساس دوري ويمكن حجزها قبل 24 أسبوعًا من الموعد.
من جهته، رحّب ستيف غودينغ، مدير مؤسسة أبحاث النقل RAC Foundation، بالخطوات الأخيرة، معتبرًا أنها بداية “تحول حقيقي” في ملف اختبارات القيادة، وأضاف: “ربما لا يشعر المنتظرون حاليًا بفرق كبير، لكن هذه المؤشرات تبشر بتحسن واضح في الفترة المقبلة.”
والإجراءات الحكومية الأخيرة تمثل خطوة إيجابية نحو إصلاح نظام اختبارات القيادة الذي يعاني من ضغط مزمن منذ سنوات. ومع ذلك، يبقى نجاح هذه الخطوات مرهونًا بمدى قدرتها على ضمان العدالة في الحجز ومنع الاستغلال التجاري للمواعيد، إلى جانب رفع كفاءة منظومة التدريب لضمان سلامة الطرق وجودة القيادة في المملكة المتحدة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
11°C
