غضب في مدارس جنوب لندن بعد إشعار مفاجئ بإضراب المعلمين خلال 4 أيام فقط

أعلنت نقابة التعليم الوطني (NEU) عن إضراب مئات المعلمين العاملين لدى صندوق مدارس تشارتر التعليمية (Charter Schools Education Trust)، الذي يدير تسع أكاديميات في جنوب لندن؛ احتجاجًا على ما وصفته بسياسة «إجازات أمومة ذات مستويين».
وتبدأ الإضرابات يوم الجمعة وتستمر في الـ15 والـ16 والـ17 من تموز/يوليو، بعدما أُبلغ أولياء الأمور رسميًّا يوم الإثنين فقط، رغم استيفاء النقابة متطلَّبات الإخطار القانوني قبل أكثر من أسبوعين.
نظام إجازات الأمومة محور النزاع
ويحصل أعلى المعلمين أجرًا في العاصمة على راتب سنوي قدره 50, 288 باوند، ما يترجم إلى بدل إجازة أمومة قدره 23,023 باوند، أي أعلى بنسبة 32 في المئة من الحد الأدنى البالغ 17, 588 باوند المنصوص عليه في «كتاب بورغُندي» (Burgundy Book)، الذي يحكم حقوق جميع المعلمين في بريطانيا.
وتطالب النقابة برفع النسبة إلى 58 في المئة (أي 27, 886 باوند)، وهي نسبة يدفعها الصندوق بالفعل في مدرستين كانتا تتبعان سابقًا للسلطة المحلية.
ومع أن الصندوق وافق على ثلاثة مطالب أخرى للنقابة، منها فصل الزيادات عن الأداء وتشكيل مجموعة لبحث أعباء العمل، فقد رفض تلبية مطلب زيادة بدل الأمومة بدعوى «عدم القدرة المالية».
تعطيل دراسي وإلغاء فعاليات نهاية العام
سيؤثر الإضراب على أكثر من 4, 500 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 4 أعوام و18 عامًا.
وفي مدرسة تشارتر إيست دولويتش (The Charter School East Dulwich)، أُلغيت رحلة لمعرض فني ويوم رياضي كانا ضمن برنامج الإثراء الختامي للعام الدراسي.
ووصفت المديرة أليسون هاربوتل هذه الخطوة بأنها «مؤسفة للغاية»، معربةً عن أسفها لـ«الاضطراب الكبير» الذي سيلحق بتعليم الطلاب، ولا سيما أنه يتزامن مع أنشطة ينتظرها التلاميذ بشغف مع نهاية العام.
تراشق الاتهامات وتمسّك الأطراف بمواقفهم
اتهم دانيال كيبد، الأمين العام لنقابة التعليم الوطني، الصندوق باتباع «سياسة تمييزية» تدفع بعض المعلمين إلى تلقي آلاف الباوندات الإضافية مقارنة بزملائهم، مؤكدًا أن الصندوق لم يعرض «فلسًا واحدًا» إضافيًّا خلال المفاوضات.
في المقابل، قال جوناثان سلاتر، رئيس الأمناء بالصندوق والأمين العام السابق لوزارة التعليم، إلى جانب الرئيسة التنفيذية كاسي بوكانان: إن الصندوق «لا يمكنه ببساطة تحمُّل مضاعفة» بدل الأمومة، مشيرَيْن إلى أن الإيرادات تنكمش بسبب تراجع أعداد التلاميذ وارتفاع التكاليف.
وعلّق كريس ماكغافرن، رئيس حملة التعليم الحقيقي (Campaign for Real Education)، قائلًا: إن الإضراب «مدمِّر وأناني وغير عادل إطلاقًا للتلاميذ»، معتبرًا أن المعلمين المُضربين «فقدوا بوصلتهم الأخلاقية».
أما الصندوق فأشار، عبر متحدث رسمي، إلى أنه «من القلائل» الذين يدفعون أكثر من الاتفاق الوطني لإجازات الأمومة بأكثر من 30 في المئة، لكنه يفتقر إلى «المرونة» المالية لمضاعفة هذه النسبة «مع الحرص على حماية الوظائف» في ظل الضغوط الراهنة.
وكانت نقابة (NEU) قد لوّحت في وقت سابق بإضرابات واسعة النطاق بعد رفض المعلمين في إنجلترا عرض الحكومة الذي يقضي بزيادة الرواتب بنسبة 2.8 في المئة، ما يؤشر إلى احتمال تصعيد جديد إذا لم يُحسم خلاف بدل الأمومة، في ظل غضب متزايد بين أولياء الأمور الذين لم يحصلوا إلا على إشعار قصير قبل أربعة أيام من بدء الإضراب المرتقب.
المصدر: ستاندرد
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇