كوربين ولجنة تحقيق دولية: حكومة ستارمر شريكة في جرائم الحرب ضد غزة

في لندن، وجّهت لجنة غير رسمية يقودها جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال السابق، اتهامات مباشرة لحكومة كير ستارمر بالتواطؤ في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة. اللجنة التي عُقدت على مدار يومين بمشاركة خبراء ومسؤولين سابقين وأطباء بريطانيين، اعتبرت أنّ صمت بريطانيا “تواطؤ بالصمت”، وأن استمرار تزويد إسرائيل بالسلاح والاستخبارات يجعل لندن شريكة في خرق القانون الدولي الإنساني.
شهادات مروّعة من غزة
قدّم أطباء بريطانيون تطوعوا في غزة روايات صادمة عن الانتهاكات، بينهم الجراح نِك ماينارد الذي وصف كيف عالج أطفالًا أصيبوا عمدًا في البطن والصدر، بل ومراهقين أُدخلوا المستشفى بعد إصابتهم جميعًا بطلقات في الأعضاء التناسلية. وأشار إلى طفلة رضيعة تُدعى زينب (7 أشهر) توفيت جوعًا بعد نفاد غذاء الأطفال من مستشفى ناصر، في حين منع الحصار دخول شحنات غذائية وطبية قادرة على إنقاذها. وأكد أن النمط المتكرر في استهداف أجزاء بعينها من الجسد يكشف عن “تدريب على القنص” من قبل الجنود الإسرائيليين.
البعد السياسي والقانوني
كوربين استغل المنصة ليعيد التذكير بمشروع قانون قدّمه للبرلمان في يونيو الماضي يطالب بتحقيق مستقل في تورط بريطانيا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، يشمل توريد الأسلحة والمعدات والطائرات المسيرة واستخدام القواعد الجوية الملكية. إلا أنّ المشروع جرى تعطيله من قبل حزب العمال الحاكم. وأكد كوربين أنّه إذا عجزت الحكومة والبرلمان عن القيام بتحقيق علني، فإن المجتمع المدني سيتولّى هذه المهمة.
المشاركون في المؤتمر، وبينهم نواب يساريون وخبراء أمميون وصحافيون فلسطينيون، أجمعوا على أنّ بريطانيا متورطة عبر ثلاثة مستويات: تسليح إسرائيل، ومنحها الغطاء السياسي في المحافل الدولية، والتقاعس عن فرض أي عقوبات أو ضغوط حقيقية لوقف العدوان، خلافًا لما قامت به لندن تجاه روسيا في حرب أوكرانيا.
رأي المجتمع المدني وتصاعد الغضب الشعبي
تزامنت جلسات اللجنة مع تزايد التعاطف الشعبي في بريطانيا مع الفلسطينيين. آلاف المتظاهرين يستعدون للخروج في مسيرات داعمة لفلسطين، بينما أشار بن جمال، رئيس حملة التضامن مع فلسطين، إلى “تحول جذري في الرأي العام” حيث باتت إسرائيل أكثر عزلة أمام الرأي العام العالمي. ومع ذلك، لم ينعكس هذا التحول بعد على سياسات الحكومة البريطانية التي لا تزال مستمرة في علاقاتها العسكرية والاستخباراتية مع إسرائيل.
ترى العرب في بريطانيا أنّ ما كشفته لجنة كوربين يضع حكومة ستارمر أمام اتهام خطير: التواطؤ في جريمة إبادة جماعية. استمرار تدفق الأسلحة والاستخبارات إلى إسرائيل، مقابل صمت رسمي على الجرائم الموثقة ضد المدنيين، يعمّق الفجوة بين موقف الشارع البريطاني والسياسات الحكومية. إنّ تجاهل هذه الأصوات لا يمس فقط مصداقية لندن الدولية، بل يضعها على الجانب الخاطئ من التاريخ في قضية أخلاقية وقانونية كبرى.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇