مرشح ” الإصلاح ” اليميني المتطرف سعيد بارتفاع سعر الذهب والسبب غزة

في واقعة أثارت انتقادات سياسية واسعة، أظهرت منشورات نُشرت عبر حساب مرتبط بشركة يديرها ألكسندر جونز، مرشح حزب “ريفرم يو كاي” اليميني المتطرف لمنصب عمدة مدينة دونكاستر، تفاعلاً يوحي بالاحتفاء بتداعيات الحرب في غزة على الأسواق العالمية، وتحديدًا ارتفاع أسعار الذهب.
شركة جونز تُبدي “الابتهاج” بارتفاع الذهب على وقع الحرب
الحساب التابع لشركة “ويتنس إنفست”، وهي شركة لتداول العملات الأجنبية يديرها جونز، نشر في ديسمبر 2023 رسمًا بيانيًا يبيّن صعود أسعار الذهب، مرفقًا بتعليق يشير إلى أن هذا الصعود “مدفوع بشكل كبير بالحرب بين إسرائيل وحماس وتزايد التوتر في المنطقة”، مع إيموجي الإعجاب (👍).
وفي منشور سابق بتاريخ 9 أكتوبر 2023 – بعد يومين من الهجوم الذي شنّته حركة حماس – أشار الحساب ذاته إلى أن “أسعار الذهب قفزت عند افتتاح السوق، إلى حد كبير بسبب الحرب في إسرائيل”.
وتُعد “ويتنس إنفست”، التي يشغل فيها جونز منصب المدير الوحيد، منصة نشطة في مجال التداول الإلكتروني، وتستخدم حساب تليغرام للترويج لتحليلاتها وأنشطتها التجارية.
تمجيد لأندرو تايت ومضامين متطرفة

تجاوزت منشورات الحساب الترويج للمضاربة في الذهب، لتتضمن أيضًا محتوى داعمًا لأندرو تايت، المؤثر المعروف بخطابه المتطرف المعادي للنساء، والذي يخضع لتحقيقات في رومانيا بتهم الاتجار بالبشر، تكوين جماعة إجرامية منظمة، والاغتصاب، فضلًا عن اتهامات منفصلة بالاستغلال الجنسي في المملكة المتحدة.
ونشرت الشركة صورة متحركة (GIF) لتايت وهو يرقص، مرفقة بتعليق: “حان الوقت لنشر صورة تايت الراقصة بعد الأيام الأخيرة من التداول… بالتأكيد سأحتفل الليلة”. كما نُشرت صورة أخرى لتايت وهو يدخن السيجار.
الحساب التابع للشركة أبدى كذلك انبهاره بأفكار تايت حول “المصفوفة”، التي يُعرّفها الأخير بأنها “أنظمة مجتمعية صُممت عمدًا لاستعباد الناس”. ويبدو أن المحتوى المنشور يروج لهذا الخطاب، عبر استحضار رموزه والإشادة بصموده.
أُزيل لاحقًا حساب WitnessInvest من منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، لكنه كان قد أرسل رسائل مباشرة إلى أندرو تايت، جاء فيها: “كنت أركز على مشروعي، أتمرن يوميًا، وأحقق التقدم… علمت أن معاركك مع شياطينك أكبر من معاركنا جميعًا. ألهمتني، وسعيد بخروجك. واصل القتال، لك كامل الاحترام يا أخي”.
كما عبّرت الشركة عن دعمها لتايت في أبريل 2023، عقب خروجه من السجن ووضعه قيد الإقامة الجبرية، عقب نشره تعليقًا جاء فيه: “لقد انتصرت. لا دموع”.
وصف متحدث باسم حزب العمال تصرفات جونز بـ”المنفرة وغير المقبولة”، وقال: “مشهد مرشح نايجل فاراج لمنصب عمدة دونكاستر يحتفل بحرب مدمّرة فقط لأنها ترفع أسعار الذهب، مشهد صادم. هذه التصريحات فجة وتفتقر إلى الحد الأدنى من الحس الإنساني”.
وتابع المتحدث: “من غير المعقول أن يكون مرشح فاراج من المعجبين بشخصية متطرفة مثل أندرو تايت، المتهم في قضايا خطيرة تتعلق بالاتجار بالبشر والاغتصاب والاستغلال الجنسي للقاصرات. إذا كان فاراج يحترم الناخبين في دونكاستر، فعليه أن يوضح فورًا موقفه من خطاب تايت السام المعادي للنساء”.
الحزب يتبرأ لكن دون إدانة صريحة
في المقابل، اكتفى متحدث باسم حزب “ريفرم يو كاي” بالقول: “المنشورات المتعلقة بأسعار الذهب عكست وقائع السوق ولا ينبغي تفسيرها بأي شكل آخر. الحزب وألكسندر جونز لا يؤيدان أو يدعمان آراء أندرو تايت”.
غير أن الرد لم يتضمن إدانة واضحة للخطاب المروج له، ولم يقدّم تفسيرًا لكيفية مرور مثل هذه التصريحات دون مراجعة من قيادة الحزب، الذي سبق وتعرّض لفضائح بسبب مرشحين سابقين أُقصوا خلال الانتخابات العامة بسبب محتوى مسيء أو متطرف.
تأتي هذه القضية في وقت تتزايد فيه الأسئلة حول مصداقية آليات الترشّح في “ريفرم يو كاي”، خاصة أن هذه الحادثة ليست الأولى التي تطال مرشحي الحزب بمزاعم تتعلق بخطابات الكراهية أو الترويج للعنف، ما يضع قيادة الحزب وعلى رأسها نايجل فاراج تحت مزيد من الضغط السياسي.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇