عمليات الترحيل القسري من بريطانيا تصل لأعلى مستوى منذ 6 سنوات

شهدت عمليات الترحيل القسري للمهاجرين “غير الشرعيين” في بريطانيا ارتفاعًا ملحوظًا خلال عام 2024، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ ست سنوات، في ظل جهود حكومية مشدّدة لضبط ملف الهجرة.
ووفقًا لبيانات وزارة الداخلية البريطانية، فقد رُحِّل 8,164 شخصًا قسرًا العام الماضي، بزيادة بلغت 28 في المئة مقارنة بعام 2023، وهو أعلى رقم مسجل منذ عام 2018، عندما بلغ عدد المرحّلين 9,236. كما أظهرت البيانات أن النصف الثاني من عام 2024 شهد 4,428 عملية ترحيل قسري، مقارنة بـ3,736 خلال الأشهر الستة الأولى من العام.
أنواع الترحيل في بريطانيا
تُنفّذ وزارة الداخلية البريطانية عمليات الترحيل عبر ثلاثة أنظمة رئيسة:
• الترحيل القسري: حيث تُرحّل السلطات الأفراد مباشرةً.
• العودة الطوعية: وتشمل المغادرين بمحض إرادتهم، رغم مواجهتهم خطر الترحيل، مع احتمال تلقيهم دعمًا من الحكومة.
• الترحيل من المنافذ الحدودية: حيث يُمنع المسافرون من دخول المملكة المتحدة وتعيدهم السلطات فورًا إلى بلدهم الأصلي.
وقد بلغ عدد العائدين طوعًا في عام 2024 نحو 25,186 شخصًا، وهو أعلى معدل سنوي منذ 2016، في حين بلغ عدد المرحّلين من المنافذ الحدودية 23,009، مسجّلًا انخفاضًا طفيفًا مقارنة بعام 2023 (24,697 شخصًا). وبذلك بلغ إجمالي الترحيلات القسرية والطوعية معًا 33,350 حالة، وهو أكبر عدد منذ عام 2016، حين سُجّلت 40,377 عملية ترحيل.
إجراءات أمنية مشددة بعد الانتخابات
وعقب الانتخابات العامة في يوليو 2024، كثّفت الحكومة الجديدة، بقيادة حزب العمال، جهودها لتشديد تطبيق قوانين الهجرة. وضمن هذه الإجراءات، أعادت وزارة الداخلية نشر ألف موظف لتعزيز عمليات إنفاذ القانون، مع التركيز على ترحيل “المجرمين” الأجانب والأشخاص غير المؤهلين للحصول على اللجوء.
وأكدت وزيرة الداخلية لشؤون أمن الحدود واللجوء، أنجيلا إيغل، أن الحكومة تعمل على “إعادة ضبط نظام الهجرة وتعزيز عمليات الترحيل”. وقالت: “خلال السنوات الست الماضية، شهدنا تصاعدًا في أعداد المهاجرين القانونيين، وتزايد أنشطة مهربي البشر عبر القنال الإنجليزي، ما أدى إلى تفاقم أزمة اللجوء. من خلال خطتنا الإصلاحية، نعيد النظام إلى مساره، ونعمل على فرض سيادة القانون”.
وأضافت إيغل أن أعداد المرحّلين “وصلت إلى أعلى مستوى لها في نصف عقد”، منذ بدء تنفيذ خطة العمل الجديدة في يوليو الماضي.
وفي إطار سياستها الحازمة، نشرت وزارة الداخلية البريطانية، للمرة الأولى هذا الشهر، مقاطع مصورة توثّق لحظة اقتياد مهاجرين إلى الطائرات تمهيدًا لترحيلهم.
ألبانيا تتصدر الجنسيات المرحّلة
ووفقًا للبيانات، استحوذت أربع جنسيات على نحو ثلثي عمليات الترحيل القسري في عام 2024، حيث جاءت ألبانيا في الصدارة بـ2,624 حالة ترحيل، وهو ما يمثل 32 في المئة من إجمالي المرحّلين. تلتها رومانيا بـ1,514 حالة (19 في المئة)، ثم البرازيل بـ587 (7 في المئة)، وبولندا بـ481 (6 في المئة).
وفيما يخصّ ترحيل “المجرمين” الأجانب، سجّل عام 2024 ارتفاعًا ملحوظًا، إذ رُحِّل 5,034 “مجرمًا أجنبيًّا”، مقارنة بـ4,015 في عام 2023، وهو أعلى عدد منذ 2019. ومن بين المرحّلين، شكّل الألبان النسبة الكبرى (1,610 أشخاص أو 32 في المئة)، في حين كان الرومانيون ثاني أكبر مجموعة بنسبة 19 في المئة (956 شخصًا).
وأظهرت البيانات أن 485 مهاجرًا دخلوا المملكة المتحدة عبر القنال الإنجليزي على متن قوارب صغيرة رحّلتهم السلطات قسرًا أو طوعًا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2024، مقارنة بـ568 في الربع السابق.
وعلى مدار العام، بلغ إجمالي المرحّلين من الوافدين عبر القنال 2,251 شخصًا، بزيادة عن 2,047 حالة في 2023، إذ شكّل الألبان 84 في المئة من المرحّلين، وهي نسبة مماثلة لعام 2023 (87 في المئة).
أما في الفترة الممتدة من يناير 2018 إلى ديسمبر 2024، فقد رُحِّل 4,995 مهاجرًا ممن عبروا القنال الإنجليزي، وهو ما يمثل 3 في المئة فقط من إجمالي الوافدين عبر القوارب الصغيرة خلال تلك الفترة.
باحث بجامعة أكسفورد: الترحيلات ارتفعت قبل الانتخابات
ويرى مينهيا كويبوس، الباحث في مرصد الهجرة بجامعة أكسفورد، أن أعداد المرحّلين كانت في ارتفاع بالفعل قبل الانتخابات، ولم يكن ذلك نتيجة سياسات الحكومة الجديدة فقط.
وقال: “بعد عقد من التراجع، بدأت أعداد المرحّلين من المملكة المتحدة بالارتفاع بالفعل قبل الانتخابات العامة. ومع أن حكومة حزب العمال خصصت موارد إضافية لتعزيز إنفاذ قوانين الهجرة، فإن هناك عوامل أخرى أسهمت في زيادة الأعداد، مثل ارتفاع عدد المهاجرين الذين رُفضت طلباتهم لتمديد التأشيرة خلال العامين الماضيين”.
المصدر: الإندبندنت
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇