علماء يحاكون صوت ملك بريطاني مات قبل 500 عام

شهد مسرح يورك الملكي عرضًا مميزًا أثار إعجاب عشاق التاريخ، حيث كُشِف عن صورة رقمية متحركة لرأس ملك بريطاني من العصور الوسطى، في محاولة فريدة لإعادة الحياة إلى شخصية تاريخية مؤثرة.
ويتعلق الأمر بالملك ريتشارد الثالث، وهو ملك بريطاني حكم إنجلترا مدة قصيرة امتدت من عام 1483 حتى وفاته في معركة بوزورث عام 1485، حين كان عمره 32 عامًا. وقد اكتُشِف رُفات هذا الملك عام 2012 في موقف للسيارات في مدينة ليستر على يد المؤرخة فيليبا لانغلي.
وتؤكد لانغلي دقة هذا العمل التاريخي قائلة: “استغرق العمل على هذا المشروع عشر سنوات كاملة من حياة خبرائنا المتخصصين. كل تفصيل بُحِث ووُثِّق بعناية فائقة، ما يجعل ما تشاهدونه أدق تجسيد لهذا الملك البريطاني حتى الآن”.
تقنيات متطورة تعيد تشكيل صوت ملك بريطاني وصورته
وقد تطلّب هذا الإنجاز جهودًا متضافرة من عدة تخصصات. فقد تولى فريق من مختبر الوجوه في جامعة ليفربول جون مورس مهمة إنشاء الصورة الرقمية، مستعينًا بخبير في جراحة الوجه والجمجمة لإعادة تشكيل ملامح الملك البريطاني. وشارك في المشروع خبراء من مجالات متنوعة شملت معالجي النطق واللغة، وطب الأسنان، وعلم النفس الجنائي، وعلم الآثار.
أما الجانب الصوتي، فقد تولاه البروفيسور ديفيد كريستال، المتخصص في طريقة استخدام الألفاظ والنطق خلال القرن الخامس عشر. ورغم إقراره باستحالة معرفة الطريقة الدقيقة لحديث الملك، فإن النتيجة تمثل أقرب محاكاة ممكنة لصوته الحقيقي.
وتكتسب هذه المحاكاة الصوتية أهمية خاصة؛ نظرًا لأصول الملك والمكان الذي جاء منه، فرغم ولادته في نورثامبتون، قضى ريتشارد معظم حياته في يوركشاير، وكان والداه من شمال إنجلترا. وقد كرست مدربة الصوت إيفون مورلي-تشيشولم عشر سنوات من البحث لتحديد طريقة نطق الملك. واختارت الممثلَ توماس دينيس لتجسيد الشخصية؛ نظرًا للتشابه الكبير بين ملامحه الجسدية وملامح الملك.
اختلاف اللهجات في بريطانيا مع مرور الزمن
وفي تصريح لشبكة سكاي نيوز، أشارت مورلي-تشيشولم إلى أن الجمهور سيندهش من الاختلاف الكبير بين الصوت الحقيقي للملك والطريقة التي قُدم بها في الأعمال المسرحية والسينمائية التقليدية. وقد استندت في عملها مع الممثل إلى دراسة متعمقة لرسائل الملك ومذكراته، متبعة مبدأ “النطق كما هو مكتوب”.
ويكشف هذا العمل عن التطور الكبير في اللهجة الإنجليزية عبر القرون، من اللهجات المحلية المختلفة وصولًا إلى ما يُعرف باللهجة الإنجليزية الملكية. وقد لاقى العرض استحسانًا كبيرًا من عشاق التاريخ الحاضرين، حيث علق أحدهم لسكاي نيوز قائلًا: “يُعرف عن سكان الشمال طبيعتهم المرحة والإيجابية، وكل تلك الصفات الجميلة”.
وهكذا عاد صوت الملك الشمالي -المولود في نورثامبتون- ليحكي لنا بعض ملامح تلك الحقبة بفضل التقدم التقني بعد خمسة قرون من الصمت.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇