بريطانيا تدرس تكوين علاقات مع الاتحاد الأوروبي على النمط السويسري
يرى كثيرون أنّ علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي أضحت كعلاقتها مع سويسرا. حيث تعرف هذه العلاقة بأنّها علاقة جدلية، إذ إنّ لندن حريصة على الحفاظ على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت ذاته تسعى للنأي بنفسها ما أمكن مشكلتها الأساسية في ذلك هي أنّها تريد الحفاظ على سيادتها.
تخطط شخصيات حكومية رفيعة المستوى لوضع بريطانيا على الطريق نحو علاقة على النمط السويسري مع الاتحاد الأوروبي.
من المرجح أن تثير هذه الخطوة، التي تهدف إلى إقامة علاقات اقتصادية أوثق، غضب المحافظين المتشددين لبريكست.
أشار الوزير جيريمي هانت الأسبوع الماضي إلى أنّ إدارة ريشي سوناك تعتزم تجاوز النهج الذي تبناه بوريس جونسون وإزالة الغالبية العظمى من الحواجز التجارية مع الاتحاد الأوروبي. وتتمتع سويسرا بإمكانية الوصول إلى السوق الأوروبية الموحدة من خلال سلسلة من الاتفاقيات الثنائية
كان هذا النهج يستبعده كلّ من جونسون واللورد فروست، كبير مفاوضيه بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عندما اداروا تفاوض للمملكة المتحدة في عام 2020.
تكوين علاقات مع الاتحاد الأوروبي
الوزراء واثقون من أنّ نهج الاتحاد الأوروبي في العلاقات مع المملكة المتحدة بدأ يتلاشى حيث تواجه القارة التحديات الناجمة عن ارتفاع التضخم والصراع في أوكرانيا.
وقال مصدر للصحيفة: “أعتقد أننا سنبادر بفعل كلّ ما بوسعنا بحدود قوتنا لإجراء تغييرات لتحسين الأمور عندما يتعلق الأمر بالاتحاد الأوروبي”.
“الصورة الأكبر في هذا الأمر هي أنّ الاتحاد الأوروبي يرى شيئًا لم يكن يتوقعه، وهو الدعم الهائل للأمن الأوروبي من المملكة المتحدة فيما يتعلق بأوكرانيا ويمكنهم أن يروا أننا جادين في أننا نتسم بالعقلانية ولدينا أكبر جيش في أوروبا.
“أعتقد أنّ هناك طريقة جيدة جدًا للتغلب على هذا بمزيد من الثقة تتجاوز ما كنا سنحققه مع بوريس جونسون أو ليز تراس.”
رفض كبير من حزب المحافظين
يعارض أنصار حزب المحافظين بشدة أي تحرك قد يعيد المملكة المتحدة إلى مكان أقرب إلى فلك الاتحاد الأوروبي.
قال فروست الليلة الماضية: “أي نهج يطلب من المملكة المتحدة التوافق مع دول الاتحاد الأوروبي للحصول على مزايا تجارية، سواء على الطراز السويسري أو أي طراز آخر، فسيكون غير مقبول تمامًا. لقد كافحت أنا وبوريس جونسون بشدة لتجنب أي متطلبات من هذا القبيل في عام 2020 والتأكد من أنّ المملكة المتحدة يمكن أن تضع قوانينها الخاصة، ولا ينبغي لنا التفكير في التخلي عن هذا في المستقبل “.
قال أحد المتمردين إنه يخشى أن تبدو “التجارة غير المقيدة” مشابهة بشكل مخيف لصفقة تشيكرز المشؤومة التي أبرمتها تيريزا ماي في عام 2018.
قالت مصادر مطلعة إنّ الصفقة قد تشهد تخلي الاتحاد الأوروبي عن معظم عمليات فحص البضائع المارة بين بريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية إذا اتخذت المملكة المتحدة موقفًا أيديولوجيًا أقل بشأن دور محكمة العدل الأوروبية في أيرلندا الشمالية.
وحذّر أحد كبار الأعضاء من أنّ تبني هذا النهج سيؤدي بالمجموعة إلى محاولة “إسقاط الحكومة”.
تقاربات جديدة
في حديثه في برنامج اليوم على راديو 4 في وقت سابق من هذا الأسبوع، رفض هانت احتمال العودة إلى السوق الموحدة لكنه أيّد العمل على تعزيز علاقة بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
قال: “أعتقد أنّ وجود تجارة غير مقيدة مع جيراننا ودولنا في جميع أنحاء العالم مفيد للغاية للنمو، إننا قادرون على إزالة الغالبية العظمى من الحواجز التجارية الموجودة بيننا وبين الاتحاد الأوروبي “.
أظهر استطلاع رأي لمؤسسة “ستاتيستا” (Statista) أن 49% من البريطانيين يعتقدون أن قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي خاطئ، في وقت أعلن 38% تأييدهم للفكرة، وهو ما يعكس تغيّر المزاج الشعبي والنظرة للبريكست، بعد سنة من تفعيل الخروج من الاتحاد الأوروبي.
اقرأ ايضا
بريطانيا توقع اتفاقية جديدة مع فرنسا لوقف قوارب الهجرة
بريطانيا تواجه صيفًا مضطربًا في المواصلات مع اتساع رقعة الإضرابات
الرابط المختصر هنا ⬇