طلاب يطلقون حملة “Gaza40” بعد منع فلسطينيين من دخول بريطانيا

أطلق تحالف من المجموعات الطلابية حملة بعنوان “Gaza40“، بهدف الضغط على الحكومة البريطانية لتخفيف المتطلبات البيروقراطية التي تحول دون تمكن الطلاب الفلسطينيين من غزة من الالتحاق بالمؤسسات الأكاديمية البريطانية.
تتزايد الصعوبات التي يواجهها الطلاب الفلسطينيون، الذين تم قبولهم في جامعات بريطانية، في ظل العدوان المستمر في غزة، مما يحرمهم من فرصة استكمال تعليمهم الأكاديمي في المملكة المتحدة.
أهداف حملة “Gaza40”
يقود الحملة طلاب في المملكة المتحدة وفلسطين، وتركز على دعم أكثر من 40 طالبًا فلسطينيًا من غزة حصلوا على منح دراسية كاملة في 24 جامعة بريطانية، إلا أنهم يواجهون عقبة كبيرة تتمثل في صعوبة الحصول على التأشيرات بسبب عدم قدرتهم على تقديم البيانات البيومترية المطلوبة.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز تقديم طلبات التأشيرات في غزة (VAC) مغلق منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 2023، ما يمنع الطلاب من تقديم بياناتهم البيومترية. هذا الوضع فاقم من صعوبة تلبية المتطلبات التي تفرضها الحكومة البريطانية.
الظروف الصعبة التي يعيشها الطلاب في غزة
في حديث لموقع Middle East Eye، قالت براء، وهي طبيبة فلسطينية من غزة، إنها حصلت على منحة “تشيفنينغ” لدراسة صحة المرأة والطفل في كلية كينغز لندن، ووصفت ذلك بأنه “حلم في وسط سنوات من العدوان والخوف والإرهاق”. ومع ذلك، تبقى تلك الفرصة معلقة بسبب الإبادة الجماعية في غزة.
وقالت “لقد أمضيت سنوات وأنا أخدم شعبي في غزة خلال العدوان والجائحات. كل ما أريده الآن هو فرصة للدراسة والنمو، والعودة أقوى لإعادة بناء ما دمره العدوان.”
من جهة أخرى، تحدثت منار، الحاصلة على منحة دكتوراه، عن تدمير منزلها في رفح على يد القوات الإسرائيلية في مايو 2024، وفقدانها لعدد كبير من أفراد عائلتها. ورغم ذلك، تم منحها منحة “Cara” المرموقة لمتابعة الدكتوراه في جامعة غلاسكو، ولكنها تواجه العديد من العقبات التي تمنعها من استكمال حلمها بسبب العدوان والنزوح المستمرين.
الحملة تنمو من جهد فردي إلى مبادرة وطنية

بدأت حملة “Gaza40” كجهود فردية لدعم بعض الطلاب في الجامعات البريطانية، لكن سرعان ما تطورت لتصبح حملة وطنية يقودها طلاب بريطانيون وفلسطينيون. وتدعم الحملة الطلاب المتضررين من سياسات التأشيرات البريطانية وتعمل على تسليط الضوء على قصصهم الشخصية بهدف زيادة الوعي وضغط البرلمان البريطاني لاتخاذ خطوات عملية لدعمهم.
من خلال شبكة من جمعيات التضامن مع فلسطين، والجمعيات الإسلامية، ومنظمات حقوق الإنسان، وغيرها من المجموعات الطلابية، تسعى الحملة إلى تغيير سياسة المملكة المتحدة تجاه الطلاب الفلسطينيين في غزة.
ظروف غير إنسانية في غزة تجعل التعليم مستحيلاً
تواجه الطالبات مثل سناء، التي حصلت على منحة لدراسة الماجستير في التعليم في جامعة درم، صعوبة في تقديم طلباتهم الأكاديمية في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها غزة. تقول سناء: “لأكتب مقالات التقديم، كنت أكتب بخط اليد غالبًا تحت ضوء مصباح الهاتف. وخضعت لاختبار اللغة الإنجليزية وسط أصوات القصف.
وتضيف: “أنا لا أطلب صدقة. لا توجد وسيلة تمكنني من مغادرة غزة أو إتمام إجراءات التأشيرة دون تنسيق دبلوماسي دولي ووصول إنساني.”
استشهاد أكثر من 16,000 طالب فلسطيني وتدمير الجامعات
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، استشهد أكثر من 16,000 طالب فلسطيني حتى يونيو 2025، كما قُصف ما لا يقل عن 20 مؤسسة تعليم عالٍ في غزة. هذا الدمار ألحق خسائر فادحة بقطاع التعليم الفلسطيني، ومنع العديد من الطلاب من الحصول على تعليمهم أو متابعة دراساتهم.
وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن الحملة تعكس حقيقة الظروف الصعبة التي يعيشها الطلاب الفلسطينيون في غزة. في ظل الوضع الراهن، من غير المقبول استمرار تطبيق سياسات تأشيرات مشددة على الطلاب الذين يعانون من العدوان والتدمير المستمر في منطقتهم. إن تأجيل هذه المتطلبات ليس مجرد مسألة قانونية، بل هو مسألة إنسانية تتعلق بحق الطلاب في متابعة تعليمهم وتطوير أنفسهم.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇