العرب في بريطانيا | طلاب غزة المبتعثون إلى بريطانيا بين خيار العائل...

1447 جمادى الثانية 17 | 08 ديسمبر 2025

طلاب غزة المبتعثون إلى بريطانيا بين خيار العائلة والتعليم

WhatsApp Image 2025-09-22 at 11.02.30 (2)
اية محمد September 22, 2025

واجهت الحكومة البريطانية موجة من الانتقادات من جمعيات خيرية وجامعات مرموقة بسبب القواعد التي أعلنتها والتي تمنع الطلاب الجامعيين من غزة من اصطحاب عائلاتهم عند قدومهم إلى بريطانيا لمتابعة دراستهم.

ففي الأسبوع الماضي، جرى إجلاء 34 طالبًا من غزة، حصلوا على منح دراسية في جامعات بريطانية، استعدادًا لبدء دراستهم. غير أن بعضهم أعرب عن استعداده للتخلي عن مقاعده الدراسية بعدما تبيّن أن القوانين الجديدة للهجرة تمنعهم من إحضار أسرهم معهم.

موقف الحكومة البريطانية

دافع نائب رئيس الوزراء ديفيد لامي عن سياسة الحكومة قائلاً إن الهدف هو “جلب أشخاص قادرين على الدراسة، لا أن يتسبب ذلك بمزيد من الألم أو المعاناة”، في إشارة إلى مسألة اضطرار الطلاب لترك عائلاتهم خلفهم. كما أوضح أن عملية الإجلاء تعتمد على التصاريح الإسرائيلية، التي يصعب الحصول عليها.

انتقادات منظمات وجامعات

وصف إنفر سولومون، المدير التنفيذي لمجلس اللاجئين، هذه القواعد بأنها “قاسية للغاية”، مشددًا على أنه “لا ينبغي إجبار أحد على الاختيار بين التعليم والعائلة”.

أما جامعة أكسفورد فأعربت عن “قلق بالغ” من أثر هذه القيود على الطلاب، مؤكدة أن الأمر يهدد بمنع باحثين موهوبين من غزة من الالتحاق بمقاعدهم الدراسية، خاصة أولئك الذين لديهم أطفال صغار ورُضّع.

موقف الحكومة الاسكتلندية

طالبت وزيرة التعليم الاسكتلندية، جيني جيلروث، بعقد اجتماع مع وزيرة الخارجية، يفيت كوبر، مؤكدة أنّ حكومة إدنبرة “لا تستطيع أن تفهم لماذا لا يُسمح لهذه العائلات بالسفر والبقاء معًا في أمان”. وأضافت أنّ هناك “واجبًا أخلاقيًا” يفرض السماح للطلاب بالقدوم برفقة أسرهم، بالنظر إلى الظروف القاسية التي عانوها في غزة.

خلفية: حملة طويلة وإجلاء محدود

جاء إجلاء الطلاب بعد أشهر من الحملات التي خاضها سياسيون وأكاديميون للدفاع عن أكثر من 100 طالب فلسطيني حصلوا هذا العام على عروض قبول من جامعات بريطانية.

ويشمل هؤلاء طلابًا ضمن برنامج “تشيفنينغ” الحكومي للمنح الدراسية، الذي يتيح لطلاب دوليين دراسة الماجستير في بريطانيا. وتفيد تقارير الـBBC أن العدد الأقصى للأطفال الذين قد يرافقون طلاب “تشيفنينغ” هذا العام، إذا سُمح لهم، لن يتجاوز 20 طفلًا.

وفي حالات نادرة، منحت الحكومة استثناءات؛ منها سماح وزيرة الداخلية السابقة يفيت كوبر لطالبة ضمن برنامج “تشيفنينغ” بإحضار طفلها البالغ عامين.

حالة إنسانية مؤلمة: منار الحوبي

تجسد قصة منار الحوبي، المبتعثة إلى جامعة غلاسكو لنيل درجة الدكتوراه، مأساة هذا الوضع. إذ يتعين عليها ترك أطفالها الثلاثة وزوجها في غزة.

وقالت للـBBC من خيمتها في خان يونس: “نحن عائلة، لا يمكن أن ننفصل”. وأضافت أنها سبق وأن درست الماجستير في بريطانيا عام 2018، واعتبرت تلك التجربة “من أصعب فترات حياتها” بسبب غياب أسرتها، مؤكدة أنها لا تستطيع تكرارها.

وعلى الرغم من أن أطفالها مؤهلون للحصول على تأشيرات، إلا أنهم غير مؤهلين للإجلاء من غزة. وأوضحت أنها لم تعلم بهذا القرار إلا قبل أيام قليلة من موعد الإجلاء، مما وضعها أمام خيار “مستحيل” بين التعليم والعائلة.

تطورات ميدانية وإنسانية موازية

في سياق متصل، وصل الأسبوع الماضي إلى بريطانيا عدد من الأطفال المرضى من غزة لتلقي رعاية طبية عاجلة في مستشفيات هيئة الصحة الوطنية (NHS).

بالتزامن، شنّت إسرائيل هجومًا بريًا واسعًا على مدينة غزة، بينما خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية بحق الفلسطينيين. لكن الخارجية الإسرائيلية رفضت التقرير واعتبرته “مشوهًا وكاذبًا”.

وتأتي هذه التطورات ضمن العدوان الذي شنته إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث استشهد ما لا يقل عن 65,141 فلسطيني في العدوان الإسرائيلي، وفق وزارة الصحة في غزة.

وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن القوانين الحالية التي تحرم طلاب غزة من اصطحاب أسرهم تمثل ظلمًا مزدوجًا بحقهم، إذ يجبرون على الاختيار بين مستقبلهم الأكاديمي وحقهم الإنساني في بقاء عائلاتهم معهم. وفي ظل المآسي التي يعيشها سكان غزة، تعتبر المنصة أن هناك التزامًا أخلاقيًا وإنسانيًا على الحكومة البريطانية لمراجعة هذه السياسات، وإيجاد حلول استثنائية تضمن حق الطلاب في التعليم دون حرمانهم من عائلاتهم، خصوصًا أن الأعداد المحتملة من ذويهم محدودة للغاية ولا تشكل عبئًا يُذكر على نظام الهجرة.

المصدر: بي بي سي 


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة