كشفت أحدث البيانات عن تراجع مقلق في معدلات حضور طلاب المدارس في منطقة ويست ميدلاندز، حيث تصدرت برمنغهام والمناطق الأربع في بلاك كنتري قائمة المناطق ذات أسوأ معدلات الحضور المدرسي في البلاد. يُظهر التقرير أن العديد من الطلاب يغيبون بشكل منتظم عن الفصول الدراسية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التعليم في هذه المناطق.
برمنغهام بين الأسوأ في البلاد
وفقاً للبيانات الصادرة عن شهر نوفمبر، سجلت برمنغهام معدل غياب إجمالي بلغ 5.6% في المدارس الابتدائية. من هذا الرقم، بلغت نسبة الغياب غير المبرر 2.2%، حيث لم يقدم أولياء الأمور أو الطلاب أسباباً مقبولة – أو أي أسباب على الإطلاق – لتبرير الغياب. واحتلت المدينة المركز الخامس بين السلطات المحلية من حيث معدلات الغياب الإجمالية، والمركز الثاني الأسوأ خارج لندن.
امتدت هذه المشكلة إلى مناطق أخرى في بلاك كنتري، حيث سجلت دادلي معدل غياب بلغ 5.3%، تلتها ساندويل بنسبة 5.2%. وفي كل من وولفرهامبتون ووالسال، بلغت النسبة 5%. وتُظهر خريطة معدلات الغياب، التي أعدتها وزارة التعليم، أن برمنغهام وأجزاء من بلاك كنتري تظهر باللون الأحمر الداكن، مما يعكس حجم المشكلة في هذه المناطق.
تعاني المدارس منذ جائحة كوفيد من استمرار بعض الآباء في إبقاء أطفالهم بعيداً عن الفصول الدراسية لفترات طويلة. وفي محاولة لمعالجة هذه المشكلة، رفعت الحكومة الغرامات المفروضة على الغيابات غير المبررة من 60 إلى 80 باوند اعتباراً من بداية العام الدراسي الحالي.
الإجازات المدرسية وارتفاع الغيابات
إلى جانب الغياب غير المبرر، تواجه المدارس تحدياً آخر يتمثل في إخراج بعض الآباء أطفالهم من المدارس لقضاء العطلات، رغم اعتراض مديري المدارس. وأكد العديد من أولياء الأمور أن ارتفاع تكاليف السفر خلال الإجازات الرسمية يدفعهم لتحمل الغرامات بدلاً من دفع مبالغ إضافية لقضاء عطلاتهم الصيفية.
دعوات للتدخل العاجل
تُظهر هذه الأرقام الحاجة إلى تدخل حكومي أكبر لمعالجة أزمة الحضور المدرسي. فارتفاع معدلات الغياب لا يهدد جودة التعليم فحسب، بل يُضعف أيضاً قدرة المدارس على تحقيق أهدافها الأكاديمية والتنموية. مع استمرار المشكلة، تتزايد الضغوط على الحكومة لاتخاذ خطوات فاعلة لدعم المدارس وضمان انتظام الطلاب في فصولهم الدراسية.
يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الجهود الحالية من مواجهة هذا التحدي وضمان مستقبل أفضل للطلاب في منطقة ويست ميدلاندز.