العرب في بريطانيا | طقم شاي مكسور يروي قصص لاجئين عرب في بريطانيا

1447 محرم 25 | 21 يوليو 2025

طقم شاي مكسور يروي قصص لاجئين عرب في بريطانيا

حزب العمال يكشف عن خططه بشأن الهجرة واللاجئين في بريطانيا للمرة الأولى

في عمل فني يجمع بين الرمزية العميقة والحضور السياسي، أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المملكة المتحدة (UK for UNHCR) حملة جديدة تحمل عنوان “شظايا الأمل”، تزامنًا مع أسبوع اللاجئ لعام 2025. الحملة التي جاءت بالشراكة مع النحّاتة البريطانية الشهيرة بيلي بوند، استعانت بفن الكينتسوجي الياباني، الذي يقوم على ترميم الخزف المكسور باستخدام الذهب، لتسرد من خلاله قصص لاجئين فرّوا من الحروب والاضطهاد وأعادوا بناء حياتهم في بريطانيا.

حين يتحوّل الكسر إلى شهادة على الصمود

الصين تضرب من جديد: قوارب تهريب لاجئين معروضة للبيع عبر الإنترنت

العمل الفني تم تشكيله باستخدام شظايا حقيقية من أطقم شاي تقليدية قُدّمت من لاجئين من سوريا، السودان، باكستان، أوكرانيا، وأفغانستان، في تعبير بصري عن الألم والتشظي، لكن أيضًا عن إعادة التشكل والكرامة. الفكرة انطلقت من أن الكسر لا يُخفى، بل يُجمّل، ويُحوّل إلى موضع للضوء.

من بين المشاركين في هذا العمل المؤثر، يبرز أيمن، صانع أفلام سوري علّم نفسه بنفسه، ونجح في تحويل تجربته كلاجئ إلى خطاب بصري يروي الوجع السوري. كذلك شارك بشير، الشاعر والموسيقي السوداني المعروف، بقطعة من تراثه الرمزي، في محاولة لجعل الشعر والذاكرة جزءًا من هذا التكوين الفني الجماعي.

وتظهر أيضًا في الحملة سعدية، فنانة باكستانية حائزة على جوائز وتعمل في مجال المناصرة، إلى جانب فروزان وابنتها فيكتوريا من أفغانستان، واللتين أصبحتا جزءًا فاعلًا في دعم مجتمعهما المحلي، الأولى كمترجمة والثانية كرائدة أعمال ناشئة. أما من أوكرانيا، فتشارك فيكتوريا، منسقة مجتمعية أعادت بناء حياتها في بريطانيا بعد أن نزحت بسبب الحرب.

الكينتسوجي… استعارة سياسية بامتياز

فرنسا تطلب المزيد من الأموال من بريطانيا لمنع عبور اللاجئين

قالت الفنانة بيلي بوند في حديثها عن العمل: “الكينتسوجي هو فن ياباني يعود لقرون، يقوم على ترميم الشروخ بالذهب، في اعتراف بجمال النقص وهشاشة التجربة الإنسانية. وفي أسبوع اللاجئ هذا، يصبح الكينتسوجي استعارة للشفاء والنجاة… لقد كان شرفًا كبيرًا أن أساهم في تحويل هذه القصص إلى فن حي.”

أما إيما تشيرنيافيسكي، المديرة التنفيذية لـ UK for UNHCR، فأوضحت: “شظايا الأمل هو تجسيد ملموس للكيفية التي يستطيع بها اللاجئون، رغم أعمق الجراح، أن يعيدوا تشكيل مستقبلهم بشجاعة وكرامة وأمل.”

العمل الفني، الذي أُطلق رسميًا ضمن فعاليات أسبوع اللاجئ، سيُتاح لاحقًا لإعادة التوطين في منزل جديد عبر مسابقة خاصة تُنظمها المفوضية، في خطوة رمزية تُكرّس الرسالة بأن لكل قطعة – ولكل إنسان – مكان جديد يمكن أن يحتضنه، ولو بعد التشظي.

 من شقوق الخزف… تصعد السياسة والكرامة

تكاليف عبور القنال تتضاعف للاجئين اليائسين إثر خطط تقييد اللجوء في بريطانيا

في عالم تُختزل فيه قضايا اللاجئين بأرقام وتقارير حكومية، يأتي هذا العمل كفعل مقاومة ناعم، يُعيد مركزية الإنسان في النقاش. لاجئون عرب وغير عرب، من سوريا إلى السودان، من باكستان إلى أوكرانيا، لا يُعرضون هنا كضحايا، بل كفاعلين في تشكيل خطاب بديل عن الهوية، والمنفى، والقدرة على البقاء.

إن “شظايا الأمل” لا يحمل فقط قصة فنية، بل رسالة سياسية صريحة: الكرامة لا تُمحى، بل تُرمم. والشقوق التي أحدثتها الحروب ليست نهاية، بل بداية جديدة… مطلية بالذهب.

 

المصدر برمينغهام لايف 


إقرأ أيّضا

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
6:28 am, Jul 21, 2025
temperature icon 15°C
light rain
89 %
998 mb
5 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 100%
Visibility 10 km
Sunrise 5:08 am
Sunset 9:05 pm