أزمة نقص الأطباء.. بريكست يتسبب بخروج 4 آلاف طبيب من بريطانيا
كشفت الأبحاث أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أدى إلى تفاقم النقص الحاد في عدد الأطباء في المملكة المتحدة، حيث تسبب بريكست بخروج أكثر من 4 آلاف طبيب من بريطانيا وترك العمل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
يتزامن هذا الأمر مع استقالة أعداد متزايدة من الأطباء بسبب استيائهم من حياتهم المهنية المزدحمة والمُنهكة جدًّا التي يقاسونها أثناء تقديمهم الخدمات الصحية.
مغادرة أكثر من 4 آلاف طبيب من بريطانيا
وتُظهِر الأرقام الرسمية أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا تعاني نقصًا يُقدَّر بعشرة آلاف وظيفة شاغرة.
وقد جعل هذا الانخفاض أربعة تخصصات طبية رئيسة تعاني نقص الأطباء منذ فترة طويلة -وهي: التخدير والأطفال والطب النفسي وعلاج القلب والرئة- ما أدى إلى إخفاق هذه القطاعات في مواكبة طلب الرعاية الذي ارتفع مع ظهور فيروس كورونا وازدياد معدل الشيخوخة عند السكان.
وفي هذا السياق قالت مارثا مكاري الباحثة في (Nuffield Trust): “كافحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في سبيل توظيف أطباء متخصصين في عدة مجالات -مثل مجال التخدير-، ولكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أدى إلى تفاقم النقص في القوى العاملة منذ فترة طويلة في بعض القطاعات الطبية”.
مطالبات بتعديل قوانين هجرة الأطباء
وفي الآونة الأخيرة تصاعدت الدعوات التي وجهها الأطباء إلى الوزراء لإعادة التفكير في قوانين الهجرة إلى بريطانيا؛ للمساعدة في التغلب على نقص العمالة على مستوى الاقتصاد. وقد تفاقمت هذه المشكلة في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى فرض المملكة المتحدة قيودًا تلقائية على حرية التنقل بالنسبة إلى مواطني الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا الشأن ألقت مؤسسة (Nuffield Trust) اللوم في انخفاض عدد الأطباء على المسؤولين، ولا سيما أن الأطباء المدربين في الاتحاد الأوروبي والذين يسعون للعمل في المملكة المتحدة يواجهون الآن بيروقراطية إضافية وتكاليف مرتفعة، وهذه نتيجة مباشرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقالت ديزي كوبر المتحدثة باسم حزب الديمقراطيين الليبراليين الصحيين: “إن عدم وصول 4285 مسعفًا من الاتحاد الأوروبي (الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة) كان أمرًا “مروعًا!”.
وأضافت: “من قواعد المعاشات السخيفة إلى التأشيرات الباهظة الثمن، يُضيِّق المحافظون الخناق على المصدر الذي يأتي منه الموظفون الراغبون في العمل في بريطانيا. إن هيئة الخدمات الصحية الوطنية لا تُحرِّك ساكنًا منذ سنوات على تفعيل حكومة المحافظين هذه القيود على أرض الواقع”.
انعكاسات خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي
لقد كان لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تأثير سلبي جدًّا، حيث قيَّد هذا الأمر قدرة هيئة الخدمات الصحية الوطنية على جلب الممرضات من الاتحاد الأوروبي وتوظيفهن. فقد أظهرت البيانات الصادرة عن مجلس التمريض والقبالة في مايو أن 9389 ممرضة وقابلة ممن تدرَّبن في الاتحاد وقدِمْن للعمل في بريطانيا في 2015-2016، قُبِل منهن 663 ممرضة فقط في 2021-2022.
وبهذا الصدد أعربت الجمعية الطبية البريطانية (BMA) -وهي نقابة الأطباء الرئيسة- عن أسفها على العدد القليل الذي لم يكن متوقعًا للأطباء الأوروبيين الذين قرروا العمل في المملكة المتحدة منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقالت الدكتورة كيتي موهان رئيسة لجنة الأطباء الدوليين: “على الرغم من الجهود المبذولة لزيادة الإمداد المحلي بالأطباء، ونظرًا إلى طول الوقت الذي يستغرقه تدريب هؤلاء الأطباء الاختصاصيين، فإننا نجد أنفسنا عاجزين عن الاستعانة بزملائنا من الاتحاد الأوروبي والدولي”.
هذا وبحسَب دراسة أجراها أكاديميون في جامعة برونيل وجامعة كوين ماري، كان لقرار مغادرة الاتحاد الأوروبي “تأثير شديد” على هؤلاء الأطباء. فقد نجم عن هذا القرار “غضب وقلق وإحباط، إلى جانب مخاوف موضوعية بشأن الوضع القانوني والمؤهلات والتدريب والمعاشات التقاعدية التي أثرت بشكل كبير على حياة الأطباء الشخصية والمهنية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.
اقرأ أيضا
إضرابات جديدة متوقعة لموظفي القطارات في بريطانيا مطلع ديسمبر 2022
ترند بريطانيا: ردود فعل الشارع على وفاة الطفل يوسف
توسيع مساحة ULEZ لمنع دخول السيارات التي تحدث انبعاثات لتشمل لندن كاملة
الرابط المختصر هنا ⬇