طبيبة بريطانية توثّق مآسي غزة: لا دواء في المستشفيات والمرضى يحتضرون

في تقرير مؤثر، تكشف الدكتورة فيكتوريا روز، استشارية جراحة تجميل بريطانية، عن الوضع المأساوي الذي تعيشه مستشفيات غزة في ظل العدوان المستمر. تقول الدكتورة روز إن الوضع في المستشفيات لا يمكن وصفه بالكلمات، حيث يعاني المرضى من إصابات مدمرة، وتعرضوا لظروف صحية قاسية لا تحتمل. وتضيف أن معظم المرضى الذين تم علاجهم خلال فترة وجودها في غزة كانوا من الأطفال، مع وجود أكثر من 60% من المصابين تحت سن الـ15 عامًا. هؤلاء الأطفال يعانون من حروق مدمرة، وفقدان لأطرافهم، إضافة إلى فقدانهم أفراد عائلاتهم في الهجمات، ما جعلهم يواجهون إصاباتهم الجسدية والنفسية بمفردهم.
الدكتورة فيكتوريا روز: العودة إلى غزة لمساعدة زملاء المهنة

كانت بداية ارتباط الدكتورة روز بمستشفيات غزة في عام 2019، حيث انضمت إلى جمعية IDEALS التي تدعم الكوادر الطبية أثناء الأزمات. في العام الماضي، قررت العودة إلى غزة لمساعدة زملائها في التعامل مع الأعداد المتزايدة من الإصابات المعقدة بعد اندلاع العدوان في أكتوبر 2023. تقول الدكتورة روز إن دافعها للعودة كان شعورها بالمسؤولية تجاه زميلها، جراح التجميل الذي تدربت معه في لندن، والذي أصبح رئيسًا لجراحة التجميل في مستشفى الشفاء بغزة.
الوضع الميداني: مستشفى غزة الأوروبي ونقص المعدات الأساسية
خلال زيارتها الأولى في مارس 2024، عملت الدكتورة روز في مستشفى غزة الأوروبي، الذي تعرض للقصف في اليوم الذي وصلت فيه، مما دفعها وفريقها للانتقال إلى مستشفى ناصر. هناك، وجدت نفسها وزملاؤها يعالجون المرضى وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات الأساسية مثل المسكنات والمضادات الحيوية. رغم الظروف القاسية، استمروا في علاج المرضى مع العلم أنهم قد يتعرضون للقصف مرة أخرى.
المعاناة المستمرة للسكان: النزوح، القصف، وقطع الإنترنت
تصف الدكتورة روز المعاناة المستمرة للسكان الذين تم تهجيرهم بشكل قسري، حيث قصف الاحتلال الإسرائيلي خيامهم وحرمهم من الماء والصرف الصحي. وفي تطور آخر، تم قطع الإنترنت عن السكان، ما جعل الوضع أكثر مأساوية. على الرغم من كل هذه الصعوبات، استمرت الفرق الطبية في عملها، في محاولة لتقديم المساعدة في ظل هذا الواقع المرير.
مستشفى ناصر: الرئة الأخيرة للجنوب

في مستشفى ناصر، الذي يعد الوحيد في جنوب غزة المجهز بجهاز الأشعة المقطعية، ودمج المعدات الطبية المتقدمة مثل مصرف الدم ووحدات العناية المركزة، استمرت الفرق الطبية في العمل وسط ظروف قاسية. تعتبر المستشفى نقطة الأمل الوحيدة للمصابين في المنطقة الجنوبية من غزة، والتي كانت تواجه أيضًا تحديات كبيرة في الحصول على المعدات الطبية الأساسية بسبب الحصار.
جهود جمعية IDEALS في مواجهة الكارثة
تواصل جمعية IDEALS، التي تأسست في 2009، تقديم الدعم الطبي المتواصل لغزة، حيث تنظم برامج تدريبية لجراحي العظام في لندن وتعيدهم إلى غزة للعمل في علاج إصابات الحرب. إضافة إلى ذلك، تقدم الجمعية برامج لإعادة بناء الأطراف السفلية للمصابين الذين فقدوا أطرافهم نتيجة القصف. كما بذلت الجمعية جهودًا كبيرة في تقديم المعدات الطبية الأساسية لمساعدة المستشفيات على مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها.
دور الشهادات: ضرورة توثيق الجرائم
في سياق حديثها عن الأوضاع في غزة، تؤكد الدكتورة روز على أهمية دورها كشاهدة على ما يحدث. وتوضح أن مهمتها لم تقتصر على تقديم الدعم الطبي، بل تضمنت أيضًا توثيق الجرائم التي تحدث، لضمان أن العالم يعرف حقيقة ما يجري في غزة.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK)
من خلال سياسة المنصة التحريرية المعتادة، تدعو منصة العرب في بريطانيا AUK إلى التركيز على أهمية الدعم الإنساني الدولي في الأزمات الإنسانية كالعدوان في غزة. وتؤكد المنصة على ضرورة تضافر الجهود العالمية لإنهاء معاناة السكان في غزة، وعلى أهمية حماية الكوادر الطبية والإغاثية التي تعمل في الخطوط الأمامية في مواجهة مثل هذه الكوارث. كما تدعو المنصة إلى تحرك المجتمع الدولي للضغط من أجل تقديم الدعم العاجل للسكان المتضررين وللإفراج عن المعدات الطبية التي تساهم في إنقاذ الأرواح في هذا الوضع الصعب.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
اللهم ارحم المستضعفين من الاطفال والنساء والشيوخ في كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة ودمر اعداءك واعداء الدين، اللهم امين