طالب لجوء يكشف معاناته في فندق بريطاني: عشت على 9 باوندات فقط أسبوعيًا

كشف أحمد، رجل أفغاني يبلغ من العمر 35 عامًا، عن تجربته الصعبة أثناء الإقامة في أحد فنادق اللاجئين جنوب شرق إنجلترا، ووصف الاحتجاجات التي شهدها خارج الفندق بأنها “مخيفة”. جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة The i Paper، حيث تحدث أيضًا عن التحديات المالية والمعيشية التي واجهها خلال فترة طلبه اللجوء.
وقال أحمد إن الحياة في الفنادق ليست رفاهية، مؤكداً أن الظروف صعبة على اللاجئين، وأن الاحتجاجات المناهضة لاستقبالهم أضافت شعورًا بالقلق وعدم الأمان.
وتستمر الاحتجاجات أمام فنادق اللاجئين، في الوقت الذي تهدد فيه المجالس المحلية باتخاذ إجراءات قانونية ضد استخدام وزارة الداخلية للفنادق في مناطقهم. وألغت محكمة الاستئناف مؤخرًا أمرًا قضائيًا كان سيمنع إسكان طالبي اللجوء في فندق بيل في إيبينغ، ما أثار موجة جديدة من الاحتجاجات، فيما تم اعتقال عدة أشخاص خلال محاولات دخول فنادق أو المشاركة في احتجاجات.
تفاصيل الحياة اليومية في الفندق

أوضح أحمد أن أول إقامته كانت في مارس 2025، بعد وصوله إلى المملكة المتحدة بتأشيرة زيارة قصيرة المدة في ديسمبر 2024، وكان يحمل معه هاتفًا محمولًا وعدة قطع من الملابس فقط.
وقال: “كانت الوجبات متوفرة في الفندق – الإفطار والغداء والعشاء، وتُقدم في صناديق بلاستيكية صغيرة. أحيانًا كانت تُسخن في الميكروويف. الإفطار كان كورن فليكس وبيض مسلوق، والغداء شطائر أو لفائف، أما العشاء فكان دجاجًا وأرزًا أو برغر وبطاطس أو مكرونة بالجبن”.
وأضاف: “كانت هناك الكثير من البطاطس، فلم يكن الطعام صحيًا تمامًا، لكنه كان كافيًا. لا أريد الشكوى، أنا ممتن”.
شارك أحمد الغرفة مع شخص آخر، وكان زميله يتغير عدة مرات، مشيرًا إلى أن بعض النزلاء يعانون من صدمات نفسية تجعلهم يتحدثون أو يصرخون أثناء النوم. وأضاف: “كانت الغرفة تُنظف مرة واحدة في الأسبوع تقريبًا”.
التحديات المالية والاحتجاجات
يحصل اللاجئون الذين لا تتوفر لهم وجبات على 49.18 باوند أسبوعيًا، بينما يحصل من يعيش في فنادق توفر وجبات مثل أحمد على 9.95 باوند عبر بطاقة خصم. وقال أحمد: “كنت أشتري أشياء بسيطة مثل بيبسي أو بسكويت أو علكة، وبعد يومين أو ثلاثة ينفد المال”.
وأشار إلى أن الفندق كان هدفًا للاحتجاجات الصيف الماضي: “كان الأمر مخيفًا أن تشعر بعدم الترحيب بك، وكنت أنصح الناس بالابتعاد عن النوافذ تحسبًا لرمي الحجارة”.
وأكد أحمد أن بعض المحتجين يعتقدون أن حياة طالبي اللجوء سهلة، لكنه قال: “كانت هناك أيام صعبة جدًا ومرهقة”.
منح وضع اللاجئ والسعي للعمل

في يونيو، حصل أحمد على وضع اللاجئ في المملكة المتحدة، ما يسمح له بالبقاء لمدة خمس سنوات. وتم نقله من الفندق في أغسطس بعد سبعة أسابيع للبحث عن عمل وسكن. يعيش الآن في شقة مشتركة ويطالب بمبلغ 400 باوند شهريًا عبر Universal Credit.
وقال أحمد: “لا أريد أن أكون عبئًا على النظام. دائمًا كنت أرغب في العمل، وأعتقد أن السماح لطالبي اللجوء بالعمل سيكون أفضل. أرسل سيرتي الذاتية للعديد من الأماكن، لأنني أريد المساهمة في هذا البلد. أنا ممتن جدًا لبريطانيا”.
أعربت جمعيات دعم اللاجئين عن قلقها من قرار وزارة الداخلية تقليص فترة الإقامة في سكن ممول من 56 يومًا إلى 28 يومًا اعتبارًا من سبتمبر، محذرة من أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة حالات التشرد بين اللاجئين.
وقضية أحمد تعكس التحديات الحقيقية التي يواجهها اللاجئون في المملكة المتحدة، بعيدًا عن الصورة النمطية التي يصورها الخطاب الشعبوي المناهض للهجرة.
فالظروف المعيشية التي وصفها تؤكد أن حياة طالبي اللجوء ليست رفاهية كما يروج البعض، بل مليئة بالصعوبات والضغوط النفسية والمالية. كما أن تمكين طالبي اللجوء من العمل منذ البداية قد يكون وسيلة أكثر إنصافًا وفعالية، تخفف الأعباء عن النظام وتتيح للاجئين المساهمة في المجتمع بشكل إيجابي.
المصدر: inews
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇