طالب لجوء مُضرب عن الطعام يُحرَم من الإسعاف في مركز احتجاز في بريطانيا!
حُرِم طالب لجوء في بريطانيا من خدمات الإسعاف بعد أن سقط مُغمىً عليه؛ نتيجة إضرابه عن الطعام احتجاجًا على سوء الظروف التي يعيشها طالبو اللجوء في مراكز الاحتجاز.
ووقعت هذه الحادثة في قاعدة (Wethersfield) الجوية السابقة في إسيكس، والتي تحولت إلى مركز احتجاز يتسع لـ1700 طالب لجوء بحسَب جمعية (Care4Calais).
وفي هذا السياق قالت جمعية (Care4Calias): إن طالب اللجوء الذي أُغمِي عليه نتيجة الإضراب عن الطعام إيراني الجنسية، وقد أَضرَب عن الطعام احتجاجًا على ظروف المعيشة وتدني جودة الطعام في مركز الاحتجاز.
طالب لجوء يضرب عن الطعام بسبب تردي ظروف الإقامة
ورغم ذلك فإن المُسعِفين في مركز الاحتجاز لم يُسعِفوا الرجل بعد فقدانه الوعي!
ويأتي ذلك بعد يوم واحد فقط عن صدور نتائج التحقيق الخاص بوضع طالبي اللجوء في مركز بروك هاوس، الذي كشف تعرضهم للإساءة ومعاناتهم من ظروف معيشية سيئة.
وقالت جمعية (Care4Calais): إنها اضطرت إلى طلب الإسعاف؛ لأن الموظفين في مركز احتجاز طالبي اللجوء بـ(Wethersfield) لم يُسعِفوا الرجل المُغمَى عليه.
وبهذا الشأن قالت وزارة الداخلية: إنها لا تعلق على الحالات الفردية، وأكدت أن باستطاعة طالبي اللجوء الاستفادة من الخدمات الطبية مجانًا في بريطانيا.
وأشارت جمعية (Care4Calais) إلى أن ما جرى لهو خير دليل على سوء المعاملة التي يواجهها طالبو اللجوء، بعد أن كشف التحقيق في مركز الاحتجاز ببروك هاوس عن استخدام لغة مهينة بحق طالبي اللجوء.
وقال مدير منظمة (Care4Calais): “إن طالبي اللجوء في مركز (Wethersfield) يواجهون ظروفًا قاسية تحت مَرأى الحكومة البريطانية ومَسمعها!”.
وأضاف: “إنهم يُبقون طالبي اللجوء خلف الأسلاك الشائكة، ويقدِّمون لهم طعامًا غير صحي، ويَحرمونهم من الوصول إلى الخدمات الطبية في الحالات الطارئة”.
يشار إلى أن مركز (Wethersfield) من مراكز احتجاز طالبي اللجوء التي افتتحتها الحكومة البريطانية لخفض تكاليف إيواء طالبي اللجوء في الفنادق، التي تبلغ 8 ملايين باوند يوميًّا، وتؤكد وزارة الداخلية أن احتجاز المهاجرين غير الشرعيين في أماكن واسعة أرخص من حيث التكلفة.
ثكنة عسكرية!
وقد افتُتِح هذا المركز في تموز/يوليو الماضي على بعد ثمانية أميال من برينتري، وبحسَب صحيفة الإندبندنت فإنه يحتوي على 200 طالب لجوء، لكنه يتسع لـ1700 شخص.
وقالت منظمة (Care4Calais): إن المركز شهد بعض الاضطرابات؛ بسبب ظروف الإقامة القاسية لطالبي اللجوء وتدني نوعية الطعام المقدمة إليهم، إذ يحصل المحتجزون على وجبة إفطار صباحية تتكون من بيضة واحدة وكوب من الحليب فقط، في حين يحصلون على البرغر والبطاطا المقلية على العشاء.
هذا وصوَّر أحد طالبي اللجوء ما جرى مع زميله الذي فقد الوعي، فنشرت منظمة (Care4Calais) الفيديو. وأكد مصور الفيديو أن مركز الاحتجاز يبدو أشبه بمعسكر للجيش، واشتكى من نقص الخدمات الطبية، بعد معاناته من ألم شديد في الأسنان.
وقال طالب لجوء قادم من ليبيا: “الجميع هنا في وضع يُرثَى له، وكل ما نفعله هو الأكل والنوم والصلاة!”.
“إن المركز أشبه بثُكنة عسكرية، وكان يحتوي على 45 شخصًا فقط، لكنهم يستمرون بجلب مزيد من الناس، والآن أصبحنا 150 طالب لجوء في مبنى واحد فقط، وهم يُقدِّمون إلينا أسوأ أنواع الطعام، لذلك نرفض تناول الطعام هنا”.
وزارة الداخلية تؤكد تأمين الخدمات الطبية لطالبي اللجوء
وعلَّقت وزارة الداخلية على ذلك بالقول: “تشهد بريطانيا وصول أعداد قياسية من طالبي اللجوء، ورغم ذلك فإننا حريصون على توفير أماكن آمنة لإيواء طالبي اللجوء”.
“تحرص وزارة الداخلية على تقديم الطعام الذي يراعي معايير هيئة خدمات الصحة البريطانية في أماكن احتجاز طالبي اللجوء، ويلبي الطعام الحاجات الغذائية للمهاجرين ويناسب ثقافاتهم المختلفة”.
وتؤكد وزارة الداخلية أن جميع طالبي اللجوء يمكنهم الاستفادة من خدمات الرعاية الطبية والاجتماعية منذ وصولهم إلى بريطانيا.
يُذكَر أن رئيس الوزراء عمد إلى فتح مراكز جديدة لإيواء اللاجئين بعد إعلان سياساته الهادفة لمنع تدفق قوارب المهاجرين عبر القنال الإنجليزي، والنظر في طلبات اللجوء المتراكمة بحلول نهاية عام 2023.
هذا وافتُتِح مركز آخر لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين في قاعد سلاح الجو البريطاني السابقة في (Scampton) بمقاطعة (Lincolnshire)، وتسعى الحكومة لإعادة إيواء طالبي اللجوء على متن سفينة (Bibby Stockholm) في ميناء بورتلاند في دورست.
المصدر: الإندبندنت
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
18°C
