حوار مع طالب إمبيريال كوليدج الذي قرر الإضراب عن الطعام لأجل فلسطين

في حوار حصري أجراه موقع (Felix Online)، كشف طالب في جامعة إمبيريال كوليدج لندن عن قراره البدء في إضراب عن الطعام تضامنًا مع أهالي قطاع غزة، الذين يعيشون تحت الحصار منذ أشهر. الطالب، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أعلن إضرابه بعد اجتماع مع إدارة الجامعة، مؤكدًا أن صمت المؤسسة الأكاديمية تجاه ما يحدث في غزة “غير مقبول”، وأنه اتخذ هذا القرار تعبيرًا عن تضامنه الإنساني.
الإضراب الذي بدأ في الـ10 من يونيو الجاري جاء في إطار احتجاجات تقودها مجموعتا “التحرك الإمبريالي من أجل فلسطين” و”أصدقاء فلسطين في إمبيريال”، ضمن حملة متصاعدة للمطالبة بمواقف واضحة من الجامعات البريطانية تجاه العدوان على غزة.
“الإضراب رمز لحصار غزة… وصمت الجامعة”
في المقابلة، قال الطالب: إنه يخوض الإضراب لليوم الثاني ويشعر بأنه “في حالة نفسية معقولة”، موضحًا أن ما يمر به لا يُقارن بما يعانيه أهالي غزة: “الأمر ليس سهلًا، لكن الناس في غزة لم يحصلوا على طعام أو مساعدات منذ ثلاثة أشهر”.
وعندما سُئل عن رمزية اختيار الإضراب عن الطعام، قال: “الإضراب يعكس الوضع الذي يعيشه الغزيون تحت الحصار. من المحزن أن محاولة الوصول إلى الغذاء أصبحت أكثر خطرًا بعد وقف إطلاق النار. كما أنني أفعل ذلك بسبب الصمت التام من الجامعة، وهذا ليس مقبولًا”.
وكان رئيس الجامعة، البروفيسور هيو برادي، قد صرّح في رسالة داخلية في نوفمبر 2023 أن الجامعة لن تصدر “تعليقات مستمرة” حول العدوان على غزة. وفي لقاء استثماري بين إدارة الجامعة والطلاب في يناير 2025، شدّد البروفيسور إيان وولمزلي- الرئيس الثاني لإمبيريال كوليدج- أن إمبيريال لا ترى أي “تشابه” بين استثماراتها أو شراكاتها البحثية مع شركات السلاح، وبين الاتهامات بارتكاب جرائم حرب في غزة.
“لست مسلمًا ولا فلسطينيًّا… بل إنسان”
الطالب المضرب أشار إلى تلقيه دعمًا واسعًا من زملائه الطلاب وجمعيات طلابية أخرى: “لم أتلق سوى رسائل تضامن وتشجيع، لكن لم يصلني حتى الآن أي تواصل من إدارة الجامعة”.
وأكد موقع (Felix Online) في تقريره أنه لم يتلق أي معلومات تفيد بتواصل رسمي من الجامعة مع الطالب حتى لحظة نشر المقابلة.
وردًّا على الانتقادات التي تصف إضرابه بأنه تهور قد يضر بصحته، أوضح الطالب: “أنا مدعوم من مختصين، وأعرف تمامًا ما أفعله. لدي خيار التوقف والعودة إلى بيتي والحصول على الغذاء والعلاج. لكنني قررت الاستمرار لأن أهالي غزة لا يملكون هذا الخيار”.
وفي ردّه على اتهامات تُوجَّه أحيانًا للحراك المؤيد لفلسطين بأنه مدفوع بالانتماءات الدينية أو العرقية، شدّد الطالب: أنا لست مسلمًا، ولا فلسطينيًّا، ولا عربيًّا. كثير من المشاركين في الحراك ليسوا كذلك أيضًا. أنا أفعل ذلك لأنني إنسان، وهذا ما يُمليه علي ضميري”.
رأي منصة العرب في بريطانيا
ترى منصة العرب في بريطانيا أن تصاعد التضامن الطلابي في الجامعات البريطانية مع القضية الفلسطينية يُمثّل مؤشرًا صحيًّا على وعي متزايد تجاه مبادئ العدالة والحقوق الإنسانية. وتدعو المنصة إدارات الجامعات إلى عدم تجاهل هذه الأصوات، بل الاستماع لها باعتبارها جزءًا من مسؤوليتها الأخلاقية تجاه طلابها والمجتمع.
وتحث المنصة الطلاب على تبنّي أدوات احتجاج سلمية ومدروسة تُعبّر عن مواقفهم، مع الحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية، وتوصي بالتواصل البنّاء مع المؤسسات الأكاديمية والسعي إلى تشكيل جبهات طلابية فاعلة تدافع عن القيم الإنسانية بعيدًا عن أي تمييز أو استقطاب.
المصدر: Felixonline
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇