ضربة الشمس لدى الأطفال: الأعراض و4 خطوات لعلاجها فورًا

تشهد بريطانيا في الأيام الحالية موجة حر شديدة وغير مسبوقة، مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة دون مؤشرات على الانخفاض خلال الأيام المقبلة. وفي ظل هذه الظروف، يُحذر الأطباء من ارتفاع خطر الإنهاك الحراري وضربة الشمس، خاصةً لدى الأطفال والرضّع، الذين يُعدون من أكثر الفئات عُرضة للمضاعفات الصحية الناتجة عن التعرض المباشر والمفرط للحرارة والشمس.
الحرارة تؤثر على الأطفال أكثر من غيرهم
ارتفاع درجات الحرارة لا يُسبب فقط شعورًا بعدم الراحة لدى الأطفال، بل قد يتطور إلى مشاكل صحية خطيرة، في حال التعرض لفترة طويلة لأشعة الشمس أو درجات الحرارة المرتفعة. ويُعد الإنهاك الحراري وضربة الشمس من أبرز الحالات المرتبطة بالحرارة، ويجب التعامل معهما كحالات طارئة تستدعي التدخل السريع.
أولى المؤشرات: التشنجات الحرارية
وفقًا لمنصة KidsHealth الطبية، تُعد التشنجات الحرارية أولى العلامات التحذيرية. وهي عبارة عن تقلّصات مؤلمة في عضلات الذراعين أو الساقين أو البطن، تظهر أثناء أو بعد ممارسة مجهود بدني عنيف في الأجواء الحارّة.
ويعود السبب في ذلك إلى التعرّق الشديد الذي يُفقد الجسم الأملاح والسوائل اللازمة، ما يؤدي إلى تقلّصات عضلية مؤلمة. ورغم أن هذه التشنجات ليست خطيرة بحد ذاتها، إلا أنها قد تُنذر ببدء حالة الإجهاد الحراري، ويجب التعامل معها على الفور، خاصة لدى الأطفال الذين لا يشربون كميات كافية من الماء.
أعراض الإنهاك الحراري
يُعد الإنهاك الحراري مؤشرًا على أن الجسم لم يعد قادرًا على تبريد نفسه بكفاءة، وتشمل أعراضه ما يلي:
- صداع
- دوخة وارتباك
- فقدان الشهية وغثيان
- تعرّق شديد وبشرة باردة ورطبة
- تقلّصات في الأطراف أو البطن
- تسارع التنفس أو ضربات القلب
- حرارة تبلغ 38 درجة مئوية أو أكثر
- العطش الشديد
وقد تظهر الأعراض عند الأطفال على شكل خمول أو ميل للنوم المفرط، ما يستدعي مراقبتهم عن كثب.
ضربة الشمس: الخطر الأكبر
إذا لم يُعالج الإنهاك الحراري، فقد تتطوّر الحالة إلى ضربة شمس، وهي حالة طبية طارئة تهدد الحياة. في هذه المرحلة، يفقد الجسم القدرة على تنظيم درجة حرارته، وقد تصل إلى 41.1 درجة مئوية أو أكثر، ما يُسبب تلفًا في الدماغ وربما الوفاة إذا لم يُقدّم العلاج السريع.
ويُصبح الأطفال أكثر عرضة لهذه الحالة في حال ارتدائهم ملابس ثقيلة، أو ممارسة أنشطة بدنية مكثفة دون شرب كميات كافية من السوائل. كما أن ترك الأطفال داخل السيارات المغلقة يُعد من أكثر أسباب ضربة الشمس شيوعًا وخطورة؛ إذ قد ترتفع حرارة السيارة إلى 51.7 درجة مئوية خلال 20 دقيقة فقط، حتى وإن كانت درجة الحرارة الخارجية 33.9 درجة فقط.
علامات ضربة الشمس لدى الأطفال والرضّع
ينبغي طلب الإسعاف فورًا إذا كان الطفل قد تعرّض لحرارة مرتفعة وظهرت عليه أحد الأعراض التالية:
- صداع شديد
- ضعف أو دوخة
- ارتباك ذهني
- غثيان
- سرعة في التنفس وضربات القلب
- فقدان الوعي
- تشنجات
- غياب التعرّق
- احمرار الجلد وسخونته وجفافه
- درجة حرارة 40 درجة مئوية أو أكثر
4 خطوات فورية لعلاج الإنهاك أو ضربة الشمس:
عند ظهور أعراض الإنهاك الحراري أو علامات مبكرة لضربة الشمس، يجب تنفيذ الخطوات التالية فورًا:
- نقل المصاب إلى مكان بارد.
- إجلاسه أو إجعله يستلقي مع رفع القدمين قليلًا.
- تشجيعه على شرب كميات كبيرة من الماء أو مشروبات الإلكترولايت.
- تبريد جسمه: من خلال رشّه بالماء البارد أو مسحه بإسفنجة مبللة، وتشغيل مروحة أو وضع أكياس ثلج على الإبطين أو الرقبة.
إذا كانت الحالة مجرد إنهاك حراري، من المتوقع أن تبدأ الأعراض بالتحسن خلال 30 دقيقة فقط.
كيف نقي الأطفال من ضربة الشمس؟
للوقاية من الإنهاك الحراري أو ضربة الشمس، يُوصى باتباع الإرشادات التالية، خصوصًا خلال الأيام الحارّة:
- شرب الكثير من السوائل الباردة، خاصة عند بذل مجهود بدني
- أخذ حمّامات أو دشات باردة بانتظام
- ارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون
- رشّ الجسم أو الملابس بالماء البارد
- تجنب التعرض لأشعة الشمس بين الساعة 11 صباحًا و3 عصرًا
- الامتناع عن تناول الكحول
- تجنب ممارسة الرياضات العنيفة في أوقات الذروة
كما يُنصح بمتابعة الأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، مثل السكري أو أمراض القلب، لأنهم الأكثر عرضة لخطر الإنهاك الحراري أو ضربة الشمس.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK)
وفقًا لمنصة العرب في بريطانيا (AUK)، تؤكد المنصة على أهمية التوعية المجتمعية في مواجهة آثار التغيرات المناخية التي تشهدها بريطانيا، ومنها الموجات الحارة المتكررة. وترى المنصة أن الوقاية تبدأ بالمعلومة، وأن على الأهل والمجتمع المحلي دورًا محوريًا في حماية الأطفال من مخاطر صحية يمكن تفاديها ببساطة من خلال وعي استباقي.
كما تدعو AUK السلطات الصحية والبلديات إلى تكثيف حملات التوعية ونشر إرشادات السلامة الحرارية في المدارس والمتنزهات والأماكن العامة، خاصة في فصل الصيف. وتؤكد أن الصحة العامة مسؤولية جماعية، وأن التعامل المبكر مع الأعراض يُنقذ الأرواح.
المصدر: huffingtonpost
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇