لماذا تراجع صندوق النقد الدولي عن توقعات الركود في بريطانيا؟
تراجع صندوق النقد الدولي عن توقعاته التي قال فيها إن الاقتصاد البريطاني سيدخل في حالة ركود هذا العام قبل شهر، حيث كان صندوق النقد الدولي يتوقع انكماش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.3 في المئة هذا العام، وهو ما كان في حد ذاته مراجعة لتوقع انكماش الاقتصاد بنسبة 0.6 في المئة عن بضعة أشهر سابقة.
صندوق النقد الدولي يراجع موقفه تجاه الركود في بريطانيا
وقال صندوق النقد الدولي: “في سياق انخفاض أسعار الطاقة، من المتوقع أن يتجنب الاقتصاد البريطاني الركود ويحافظ على معدل نمو إيجابي في عام 2023”.
وفي هذا السياق قال وزير المالية جيريمي هانت: “يُظهر تقرير صندوق النقد الدولي اليوم تطورًا كبيرًا لتوقعات النمو في المملكة المتحدة، وينسب الفضل إلى عملنا لاستعادة الاستقرار وخفض معدل التضخم”.
وأضاف: “إذا التزمنا بالخطة، فإن صندوق النقد الدولي يؤكد أن آفاق النمو على المدى الطويل ستكون أقوى مما هي عليه في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، لكن المهمة لم تنته بعد”.
وتأتي التوقعات الأقل تشاؤمًا بعد أن عقد فريق من صندوق النقد الدولي اجتماعات الأسبوع الماضي مع مسؤولين من وزارة الخزانة وبنك إنجلترا وهيئة السلوك المالي في المدينة، وكذلك مع هيئات رقابة مستقلة في مكتب مسؤولية الميزانية.
وقال صندوق النقد الدولي: إن النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة سيتراجع إلى 0.4 في المئة في عام 2023؛ “بسبب تشديد السياسات النقدية والمالية اللازمة للحد من التضخم، والآثار المستمرة لصدمة معدلات التبادل التجاري”.
توقعات
ويتوقع صندوق النقد الدولي الآن أن ينمو الاقتصاد البريطاني بنسبة 1 في المئة العام المقبل وبنسبة 2 في المئة في عامي 2025 و2026. وتضع توقعات النمو المرتفعة لصندوق النقد الدولي المملكة المتحدة قبل الاقتصاد الألماني، الذي من المتوقع أن ينكمش بنسبة 0.1 في المئة هذا العام، ما يعني أن بريطانيا قد تتخلى عن لقب “أسوأ الدول أداء” في مجموعة (G7) للاقتصادات المتقدمة.
وبهذا الشأن قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا ردًّا على سؤال من (The National): “من المرجح أن نشهد تحسن أداء المملكة المتحدة وتفوقه على ألمانيا”.
“أحد الأخطاء التي نرتكبها في كثير من الأحيان هو أننا نركز على بيانات عام واحد فقط، وهذا ليس الطريقة المثلى للحكم على أداء البلاد”.
“إذا نظرت إلى السنوات الثلاث الماضية، فإن أداء المملكة المتحدة في الواقع كان جيدًا جدّْا مقارنة ببقية دول مجموعة السبع (G7)”.
“لذا أعتقد أن علينا أن ندرك أن تحولًا كبيرًا طرأ على السياسة المتبعة، وهذا من شأنه أن يعود على المملكة المتحدة وشعبها بالنفع والفائدة”.
التضخم لا يزال مصدر قلق!
وبينما يُتوقع الإعلان عن أن التضخم انخفض إلى رقم واحد في نهاية شهر أيار/ مايو، حذر صندوق النقد الدولي من “الاغترار بهذه الأرقام” والظن بأن مشكلة ارتفاع الأسعار قد انتهت.
وقال صندوق النقد الدولي: “من المرجح أن نحتاج إلى اتباع مزيد من إجراءات التشديد النقدي، وعليه فقد تظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول لخفض التضخم بشكل أكبر”.
وأضاف صندوق النقد الدولي: “لقد تجاوز النظام المالي البريطاني الضغوط المصرفية العالمية الأخيرة بشكل جيد”.
“إن استمرار الرقابة القوية -ويشمل ذلك البنوك الصغيرة والقطاع المالي غير المصرفي المتنوع- سيكون أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الاستقرار المالي في المملكة المتحدة، الذي يعتبره صندوق النقد الدولي منفعة عامة عالمية”.
وتابع صندوق النقد الدولي: مع أن أداء المملكة المتحدة قد تحسن بشكل ملحوظ ومن المرجح أن تتجنب الركود هذا العام، فإن الأمر يستدعي مزيدًا من التريث واليقظة في السياسة المالية والنقدية لضمان أن لا يقف التضخم وعوامل أخرى عقبة أمام ازدهار المملكة المتحدة في المستقبل.
اقرأ أيضا
مراقبون يقارنون وضع بريطانيا الحالي بإيطاليا في فترة الركود الاقتصادي
لماذا تراجع صندوق النقد الدولي عن توقعات الركود في بريطانيا؟
انتعاش الاقتصاد في بريطانيا يقلل من مخاوف الركود قبل ميزانية ربيع 2023
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
9°C
