صحف بريطانية تحتفي بالشيف السوري عماد الأرنب وقصة لجوئه الملهمة

في قصة مؤثرة عن الإنسانية والأمل، يحكي الشيف عماد الأرنب تجربته الصعبة في رحلته الشاقة من سوريا إلى أوروبا. وتُبرِز هذه القصة لنا أهمية الطعام في منح الإنسان الراحة والأمل في الأوقات الصعبة.

تلك الفترة الصعبة التي استمرت أكثر من شهرين، حين تقطعت به السُّبُل في مدينة كاليه، تحوّلت من محنة إلى منحة بالنسبة إلى عماد الأرنب؛ إذ رأى الفرصة سانحة لرسم البسمة على وجه طفل صغير وإدخال السرور على أناس ذاقوا مرارة الحرمان. فبدأ يجمع بقايا الطعام من متاجر السوبرماركت ويقدمها ساخنة للمحتاجين والفقراء، وكل هذا كان نابعًا من شغفه بالطهي وحبه لخدمة الآخرين.

صحف بريطانية تحتفي بالشيف السوري عماد الأرنب وقصة لجوئه الملهمة

كما كانت تلك الفترة للشيف السوري البالغ من العمر 45 عامًا، فرصة لإبراز مهاراته وتقديم أفضل ما لديه، حيث اعتاد إعداد وجبات لذيذة ليلة بعد أخرى، وكان يقدمها لنحو 400 شخص في كل مرة.

وفي تلك الفترة، كان المخيم المعروف بـ”The Jungle” قريبًا منه، وهو مكان مكتظ ومرعب! لذا كان الأرنب ومجموعة من السوريين الآخرين يتحاشون المبيت فيه، واختاروا النوم على درج كنيسة محلية.

وتعود هذه التجربة الصعبة بذاكرة الأرنب إلى أوقات مضطربة عاشها في بلده سوريا عام 2012، إذ تعرضت جميع أعماله التجارية للتفجير في أسبوع واحد! وبالرغم من كل الصعوبات، كتب الأرنب في كتابه الأول للطهي “مطبخ عماد السوري”: “أعتقد أنها أعادت إلينا إيماننا بأن الأمور يمكن أن تتحسن، وسيكون هناك دائمًا متسع للأمل”.

قصة الشيف السوري عماد الأرنب ورحلته الملهمة

في يوليو 2015، اتخذ الشيف عماد الأرنب قرارًا صعبًا جدًّا، حيث ترك زوجته وبناته الثلاث في دمشق، وشرع في رحلة شاقة ومحفوفة بالمخاطر عبر لبنان واليونان ومقدونيا الشمالية؛ بهدف الوصول إلى المملكة المتحدة حيث كان أقاربه ينتظرونه. ومع أن أطفاله لم يكونوا قادرين على المشاركة في تلك الرحلة، فقد خططت الأسرة أن تلتحق به بمجرد أن يتمكن من الحصول على حق اللجوء.

وفي هذا السياق يتحدث الأرنب دون تردد أنه لم يكن لديه خيار آخر سوى الرحيل، فيقول: “لم يكن الفرار هو الخيار الأسهل، ولكنه كان الأكثر أمانًا بطريقة ما. في فترة الحرب في سوريا، كان الناس يقولون لي: ليس من الآمن الخروج من المنزل؛ لأنك ربما تموت! ولكن كان عليَّ إطعام أسرتي، وإذا بقيت في المنزل سيموتون جوعًا!”.

وفي رحلة عبوره المؤلمة التي استغرقت ثلاثة أشهر حتى وصوله إلى المملكة المتحدة، مشى مئات الأميال على قدميه، وركب القطارات، وجلس في مؤخرات السيارات، وقاد الدراجة الهوائية، واعتمد على المهربين، واستخدم بطاقات هُوِية مزورة، واضطر إلى الاعتماد على لُطف الغرباء وإحسانهم.

خلال هذه الرحلة، كانت هناك لحظات من الشك والقلق، حيث يروي الأرنب بصدق قائلًا: “في إحدى المرات، كنا نعبر الحدود داخل شاحنة مزدحمة مع نحو 95 شخصًا. حينها شعرت بالذعر وكأنه قرار غبي! وواجهت خطرًا حقيقيًّا على حياتي. وفي تلك الأثناء، كنت متأكدًا أنني لن أصل أبدًا!”.

ولكن مع مرور الوقت، وصل عماد أخيرًا إلى المملكة المتحدة باستخدام جواز سفر مزور، وذلك في أكتوبر 2015. و بعد الوصول، وجد عملًا غير قانوني في مغسلة سيارات، وعمل كذلك حارسًا في الليل. وبدأت الأمور تتغير شيئًا فشيئًا نحو الأفضل بعد أن اجتمع شمله بأسرته في المملكة المتحدة.

وفي ختام هذه القصة الملهمة، استطاع الشيف تجاوز العقبات والصعوبات والمخاطر ليبني لنفسه حياة جديدة. وبعزيمته وإصراره وأمله الكبير افتتح مطعمه “عماد السوري كيتشن” في مايو 2021، وهو الآن يقدم للناس تجربة طهي تُبرِز تراثه الشرقي وتجربته الشخصية في رحلة الحياة.

المصدر: Greatbritishlife

اقرأ أيضًا:

• مطبخ كيلوبترا.. قصة نجاح لاجئ سوري في بيرمنغهام
• كم تبلغ أعداد المهاجرين وطالبي اللجوء في بريطانيا؟
• خطة إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا تُكلّف أكثر من إبقائهم في بريطانيا

• #الشيف
• #اللجوء
• #بريطانيا
• #عماد الأرنب