صانعة مجوهرات مصرية تتحدى مركز تسوق ضخم في لندن.. ما القصة؟

تواجه مصممة الجواهر المصرية المقيمة في لندن، رنيم طه، أزمة كبيرة مع إدارة مركز التسوق الشهير “ويستفيلد وايت سيتي”، وذلك بعد تلقيها إنذارًا نهائيًّا يقضي بإزالة قلادة تحمل خريطة فلسطين من منصتها أو إنهاء نشاطها التجاري داخل المركز.
بدأت المشكلة في الـ19 من كانون الأول/يناير، عندما دخلت إحدى الزبونات متجرها وانتقدتها بسبب عرض القلادة، متسائلة عما إذا كانت ترمز إلى الشعار السياسي “من النهر إلى البحر”.
وعند ردت رنيم بالإيجاب، عبرت الزبونة عن استيائها معتبرة أن الأمر “ليس سلميًّا”. ثم صورت المنتجات وقدمت شكوى رسمية إلى إدارة “ويستفيلد”، زاعمة أن القلادة تنطوي على دلالات “معادية للسامية”.
موقف رنيم ورفضها للامتثال
عرض هذا المنشور على Instagram
.
بعد تلقيها طلبًا رسميًّا من إدارة المركز بإزالة القلادة لكي تستمر في البيع، أعربت رنيم عن رفضها القاطع للامتثال لهذا القرار. وأكدت أن الزبونة التي تقدمت بالشكوى كانت “هجومية للغاية” ولم تكن ترغب في الاستماع إلى أي تفسير منطقي.
وأوضحت أنها تبيع هذه القلادة منذ عام 2020 عبر الإنترنت، ولم تتلقَّ أي اعتراضات من قبل، سواء من أفراد أو منظمات.
رنيم طه، التي دأبت على المشاركة في أكشاك البيع داخل “ويستفيلد” طوال العامين الماضيين، قررت عدم العودة إلى المركز التجاري مجددًا.
وقالت في تصريحاتها: “لن أقبل المال من ويستفيلد إذا كان عليّ أن أتنازل عن مبادئي”، مشيرة إلى أن قرارها كان بمثابة انتكاسة لعملها لكنها ستركز جهودها على البيع عبر الإنترنت.
تأثير الأزمة على نشاطها التجاري
أكدت رنيم أن خسارة مكانها في “ويستفيلد” أثرت سلبًا على إيراداتها، لا سيما أنها كانت تشارك في الفعاليات التجارية والمهرجانات التي ينظمها المركز، مثل مهرجانات العيد التي كانت مصدر دخلها الأول.
كما أشارت إلى أن عملها في المركز كان يتيح لها فرصة التفاعل المباشر مع الزبائن الذين قد لا يجدون علامتها التجارية عبر الإنترنت.
في ظل هذه الأزمة، تساءلت رنيم عن مدى قدرة “ويستفيلد” على فرض رقابة على هذه الفعاليات، وبخاصة أن العديد من الأكشاك المشاركة تحمل رموزًا داعمة للقضية الفلسطينية.
دعم واسع النطاق على الإنترنت
عرض هذا المنشور على Instagram
على الرغم من العواقب السلبية لهذا القرار على نشاطها التجاري، فإن رنيم طه لقيت دعمًا كبيرًا عبر الإنترنت، حيث أعرب العديد من المستخدمين عن تضامنهم معها وانتقدوا قرار “ويستفيلد” باعتباره تعديًا على حرية التعبير.
وقد تعهد العديد من المتابعين بشراء جواهرها عبر الإنترنت دعمًا لها، حيث كتب أحدهم: “شكرًا لتسليط الضوء على هذا المكان الرائع. لقد اشتريت قلادة فلسطين الآن، وسيُخصَّص 50 في المئة من العائدات لمساعدة فلسطين طبيًّا”.
في حين علق آخر قائلًا: “لا يحق لأحد، ويشمل ذلك المستوطنين الأوروبيين والأمريكيين، أن يمارس التطهير العرقي لشعب من أرضه. آمل أن يكون هذا واضحًا”.
السياق الأوسع للأزمة
تأتي هذه الواقعة في ظل تصاعد التوترات السياسية في المنطقة، حيث تزامنت مع هدنة هشة بين إسرائيل وحركة حماس بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب على قطاع غزة المحاصر. ووفقًا للسلطات الصحية في غزة، فقد أسفرت الحرب التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل أكثر من 61,709 أشخاص، بينهم 17,881 طفلًا و214 رضيعًا.
وقد أشار رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن 76 في المئة فقط من جثث الضحايا تم انتشالها، ولا يزال نحو 14,222 شخصًا في عداد المفقودين. كما تسببت الحرب في دمار واسع للبنية التحتية، ما أدى إلى أزمة إنسانية خانقة يعاني منها سكان القطاع.
المصدر: العربي الجديد
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
انا ادعم هذه المرأة الحرة التي تدافع عن فلسطين، وسوف تشتري منها قلادة فلسطين من النهر إلى النهر. 🇵🇸✌️