العرب في بريطانيا | شاب عراقي يرشح لجائزة مرموقة في الفن في بريطانيا

1446 شوال 26 | 25 أبريل 2025

شاب عراقي يرشح لجائزة مرموقة في الفن في بريطانيا

شاب عراقي يرشح لجائزة مرموقة في الفن في بريطانيا
خلود العيط April 25, 2025

رشّحت جائزة “تيرنر” (The Turner)، أهم وأرفع جائزة بريطانية في الفنون المعاصرة، الفنان العراقي المقيم في بريطانيا محمد سامي ضمن قائمتها القصيرة لعام 2025، في خطوة بارزة تضع أعماله في قلب المشهد الفني البريطاني، وتُعيد تسليط الضوء على فن الرسم بعد سنوات من الغياب، تزامنًا مع الذكرى الـ250 لميلاد مؤسس الجائزة الفنان البريطاني الشهير جاي إم دبليو تيرنر.

ويُعَدّ سامي، الذي قُدّمت أعماله في قصر “بلينهايم” بإنجلترا، من أبرز المرشحين للفوز هذا العام، بفضل لوحاته الزيتية التي تُصوِّر مشاهد داخلية خالية من الشخصيات البشرية، وتستحضر من خلالها مشاعر الذاكرة والفقد والغياب. عبر الظلال والمساحات الفارغة، تنبض أعماله بحسٍّ سردي عميق، يستعيد التاريخ الشخصي والجمعي بأسلوب يزاوج بين الغموض والبساطة البصرية.

أشهر الجوائز في الفن المعاصر

لوحة للرسام العراقي محمد سامي
لوحة للرسام العراقي محمد سامي

وتُعَدّ جائزة “تيرنر” التي تُنظمها مؤسسة “تيت” (Tate) الفنية، من أبرز الجوائز العالمية في الفن المعاصر، وقد شهدت عبر تاريخها محطات مثيرة للجدل، جعلتها في قلب النقاش الثقافي ببريطانيا. ومنذ إعادة إطلاقها بصيغتها الحديثة عام 1991، تحولت إلى حدث فني وإعلامي بارز، شاركت في تقديمه شخصيات عالمية مثل مادونا، وكان يُبث مباشرة على التلفزيون البريطاني.

وعلى مر السنوات، أثارت الجائزة الجدل بأعمالها غير التقليدية، مثل “السرير غير المرتب” للفنانة تريسي إمين، لكنها اتجهت مؤخرًا إلى مقاربات أكثر ارتباطًا بالسياسة والهُوية، مفسحة المجال للفنانين الذين يُعبّرون عن قضايا العرق، والنوع الاجتماعي والانتماء الثقافي.

وكانت الجائزة تقتصر سابقًا على الفنانين البريطانيين دون سن الخمسين، لكن هذا الشرط أُلغي عام 2017؛ لتكريم فنانين كبار ممن لم يحظوا بالاهتمام، مثل لبينا حميد، التي فازت بالجائزة آنذاك عن عمر 63 عامًا، في بادرة احتفاء بالفنانات من الأقليات العرقية.

رسام عراقي ضمن القائمة القصيرة لعام 2025

إلى جانب محمد سامي، ضمّت القائمة ثلاثة فنانين آخرين، يُمثّلون تنوّعًا في الأساليب والوسائط الفنية:

  • نينا كالو: فنانة بريطانية تنحدر من جذور إفريقيّة، تحمل بشرتها الدّاكنة نوراً من هويّةٍ ممتدّةٍ في الذّاكرة والتّاريخ والحضارة. رُشّحت أعمالها النحتيّة المعروضة في “مانيفيستا 15” في برشلونة، والتي امتدت إلى معرض ووكر في ليفربول. تميّزت أعمالها بالألوان واللفائف المُعلّقة التي تتناغم مع الفراغ المعماري بأسلوب حسّي وتكراري.
  • رينيه ماتيتش: فنان شاب قُدِّم معرضه في (CCA) برلين، ويُعالج من خلال أعماله التصويرية والتركيبية قضايا الهُوية العرقية والجندرية والطبقية من منظور شخصي. ورغم أهمية هذه الموضوعات، فإن طرحها لم يَعُد جديدًا في مشهد الفن المعاصر.
  • زادي إكسا: فنانة ذات أصول كورية، رُشّحت عن معرضها في “بينالي الشارقة للفنون”، وتتميز أعمالها بدمج الصوت والنسيج والرسم الجداري، في محاولة لاستكشاف جذورها الثقافية وطقوس الشامانية بأسلوب متعدد الوسائط.

عودة الرسم إلى الواجهة

لوحة للرسام العراقي محمد سامي
لوحة للرسام العراقي محمد سامي

وما يُميّز جائزة هذا العام هو عودة فن الرسم إلى المنافسة، في إشارة رمزية إلى مؤسس الجائزة تيرنر، الذي كان من أعمدة هذا الفن. وبينما يعتمد محمد سامي على لوحات زيتية تُعيد الاعتبار للكلاسيكية التعبيرية، تمضي زادي إكسا نحو تجارب بصرية شاملة، وتُقدّم كالو وماتيتش أعمالًا تركيبية ونصية تتحدى الأشكال التقليدية.

ومن المقرر أن تُعرَض أعمال المرشحين الأربعة في معرض (Cartwright Hall Art) بمدينة برادفورد خلال شهر سبتمبر المقبل، على أن يُعلَن اسم الفائز في الـ9 من ديسمبر 2025.

ومع أن القائمة تبدو أكثر قوة وتنوعًا مقارنة بالأعوام الأخيرة، فإنها لم تَسلَم من الانتقادات التي طالت الجائزة في السنوات الماضية؛ بسبب ما يعتبره البعض غيابًا لروح الجدل والدهشة التي كانت تميزها. ومع ذلك، فإن فوز محمد سامي -في حال تحققه- قد يُعيد إلى الجائزة بريقها الكلاسيكي، ويجعل منه أول فنان رسام يفوز بها منذ عام 2006.

 

المصدر: The Conversation 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
11:27 am, Apr 25, 2025
temperature icon 13°C
broken clouds
Humidity 64 %
Pressure 1023 mb
Wind 8 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 75%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 5:43 am
Sunset Sunset: 8:12 pm