خبراء: سياسة ميتا الجديدة تهدد سلامة الأطفال في بريطانيا
حذّرت مؤسسات حقوقية من أن تخلي المنصات التابعة لشركة “ميتا” عن معايير الأمان يشكل خطرًا كبيرًا على سلامة الأطفال والمراهقين في بريطانيا، وسط دعوات للحكومة للتدخل العاجل بغرض حماية المستخدمين من التعرض للمحتوى السلبي.
سياسات الأمان الجديدة لشركة ميتا
وجاءت هذه التحذيرات عقب إعلان الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، عن تغييرات جذرية في سياسات الإشراف على المحتوى، بدعوى تعزيز “حرية التعبير”.
وتشمل هذه التعديلات الحد من الاعتماد على تقنيات الفحص الآلي لبعض أنواع المنشورات، والاعتماد بدلًا من ذلك على بلاغات المستخدمين لإزالة المحتوى المخالف لمعايير السلامة الإلكترونية .
وقد وصفت مؤسسة “مولي روز” هذه الخطوة “بالانتكاسة الخطيرة” التي قد تعيد منصات ميتا إلى الحالة التي كانت عليها عندما فقدت مولي حياتها عام 2017، بعد تعرضها لمحتوى ضار على إنستغرام.
هذا وانتقد آندي بوروز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “مولي روز” هذه السياسات بشدة، قائلًا: “إن ما تقوم به ميتا هو بمثابة إلغاء ممنهج لإجراءات الأمان، ما يعيدنا إلى بيئة إلكترونية غير آمنة كتلك التي كانت سائدة عند وفاة مولي. .
وأضاف: “على هيئة تنظيم الاتصالات (أوفكوم) أن تتحرك بسرعة لحماية الأطفال عبر فرض ضوابط صارمة على منصات التواصل الاجتماعي”.
وقال أيضًا: “إذا لم تتخذ هيئة تنظيم الاتصالات (أوفكوم) إجراءات صارمة، فيجب على رئيس الوزراء التدخل فورًا، كما أن الأطفال والمراهقين يدفعون ثمن تنصل شركة ميتا من الالتزام بمعايير المحتوى الإلكتروني الآمن وهو ما يحمل الحكومة مسوؤلية مكافحة انتشار مثل هذا المحتوى”.
دعوات لتعديل قانون السلامة الإلكترونية
وفي رسالة رسمية إلى هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية (أوفكوم)، دعت مؤسسة “مولي روز” إلى تعديل قانون الأمان الرقمي بحيث يُلزم الشركات بفحص جميع أنواع المحتوى المرتبط بالاكتئاب والانتحار وإيذاء النفس بشكل استباقي، بدلًا من الاعتماد على البلاغات اليدوية فقط.
كما طالبت المؤسسة بضمان عدم تطبيق التعديلات الجديدة التي أجرتها ميتا على سياسات خطاب الكراهية، حيث أشارت التقارير إلى أن أن زوكربيرغ أجرى هذه التعديلات دون الرجوع إلى الإجراءات المؤسسية المعتادة، وهو ما أثار حالة من الإرباك داخل الشركة.
وفي تعليق رسمي، نفت شركة ميتا إجراء أي تغييرات على سياساتها بشأن المحتوى الذي يروّج للانتحار أو إيذاء النفس أو اضطرابات الأكل، مؤكدةً التزامها بإزالته عبر أنظمتها الآلية.
وقال المتحدث باسم شركة ميتا: “لا نسمح بنشر مثل هذا المحتوى وسنواصل استخدام تقنياتنا للكشف عنه وإزالته”.
وأضاف: “لدينا معايير مجتمعية واضحة، وأكثر من 40 ألف موظف يعملون على الأمن الرقمي لضمان الامتثال لها، كما أن حسابات المراهقين في المملكة المتحدة تخضع لقيود تلقائية تحد من المحتوى الذي يمكنهم مشاهدته والتفاعل معه”.
هيئة تنظيم الاتصالات تلوح بفرض إجراءات صارمة
من جانبها، أكدت هيئة (أوفكوم) أنها ستتخذ إجراءات صارمة لضمان امتثال جميع المنصات الرقمية بالقوانين الجديدة، بما في ذلك شركة ميتا، .
وقالت الهيئة في بيان: “بموجب قانون الأمان الرقمي، يتعين على الشركات تقييم المخاطر التي تهدد المستخدمين، وخاصة الأطفال، واتخاذ خطوات ملموسة لحمايتهم، بما في ذلك إزالة المحتوى غير القانوني بسرعة ومنع وصول المنشورات ذات المحتوى السلبي إلى الأطفال”.
وأضافت: “سنطرح قريبًا تدابير إضافية حول استخدام أنظمة المراقبة الآلية، وسنستخدم سلطاتنا التنظيمية بالكامل لمحاسبة الشركات المخالفة”.
المصدر: The Standard
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇