مجلة الدفاع البريطانية: هذا ما جرى في سوريا

في الـ8 من ديسمبر 2024، شهدت الثورة السورية تحولًا تاريخيًّا مع انهيار نظام الرئيس بشار الأسد وفراره من البلاد. ووفقًا لتقارير موثوقة، غادر الأسد مطار دمشق الدولي إلى وجهة غير معلنة، تاركًا وراءه نظامًا يتداعى تحت ضغط هجمات منسقة شنتها قوات المعارضة.
ومع تحرير دمشق، بدأ مسؤولون بارزون في حكومة الأسد مفاوضات مع ممثلي المعارضة، في ظل استعداد العديد منهم للانشقاق. وفي أثناء ذلك، تعهد رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي بالبقاء داخل البلاد، منبّهًا إلى ضرورة ضمان انتقال سلمي للسلطة. و دعت قوات المعارضة إلى حماية مؤسسات الدولة وتجنب أي انتهاكات بحق المدنيين في العاصمة.
النهاية الرسمية لحكم الأسد
أعلنت إدارة العمليات العسكرية نهاية حكم الأسد، داعية الجنود إلى وقف العمليات القتالية وتسليم أسلحتهم. وفي الوقت ذاته، بسطت قوات المعارضة سيطرتها على مواقع حيوية في دمشق، ويشمل ذلك مقر التلفزيون الرسمي، حيث أعلنت سقوط النظام وخططها لتشكيل حكومة انتقالية. كما دحل مقاتلو المعارضة القصر الرئاسي وسجن صيدنايا، محررين آلاف السجناء، ومنهم معتقلون سياسيون.
توافد الآلاف إلى ساحة الأمويين في دمشق للاحتفال بسقوط النظام، حيث وثقت مقاطع الفيديو مشاهد إزالة صور زعماء إيرانيين مثل حسن نصر الله وقاسم سليماني من جدران السفارة الإيرانية. كما شهدت العاصمة إسقاط تماثيل الرئيس السابق حافظ الأسد، في مشهد يُبرِز نهاية حقبة طويلة من الحكم الاستبدادي.
التحولات العسكرية والجيوسياسية

على الصعيد العسكري، واصلت المعارك رسم خريطة جديدة للسيطرة على الأراضي. وأعلنت المعارضة السورية تحقيق مكاسب كبيرة في مدينة منبج، في حين أُعلن استسلام قوات النظام في دير الزور لقوات المعارضة.
وفي السياق ذاته، صعّدت أنقرة من خطابها ضد الجماعات الكردية، حيث أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن تركيا لن تسمح بأي نفوذ كردي على مستقبل الحكومة السورية.
وفي تطور مفاجئ، دخلت القوات الإسرائيلية محافظة القنيطرة السورية لإنشاء منطقة عازلة، وهي الخطوة الأولى من نوعها منذ خمسة عقود، ما أضاف بعدًا جديدًا للصراع السوري وزاد من تعقيد المشهد الجيوسياسي.
مستقبل سوريا
مع انتقال دمشق إلى سيطرة المعارضة، تفتح سوريا صفحة جديدة خيث يُعد سقوط نظام الأسد فرصة تاريخية لإعادة بناء البلاد على أسس جديدة من الحوكمة الرشيدة والمصالحة الوطنية. وبرغم التحديات السياسية والعسكرية والاجتماعية، فإن هذا التحول يمثل بداية لمسار قد يقود سوريا نحو الاستقرار والتنمية.
إقرأ أيّضا
- كيف غطى الإعلام البريطاني التطورات في سوريا؟
- ترامب يشتكي من تدخل حزب العمال في الانتخابات الأمريكية!
- مئات اليمنيين في لندن يحتفلون بذكرى ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر
الرابط المختصر هنا ⬇