سجن مراهق بريطاني بعد جمعه أسلحة فتاكة وتخطيطه لهجوم مدرسي

أصدرت محكمة أولد بيلي في لندن حكمًا بالسجن لمدة 18 شهرًا على مراهق بريطاني يبلغ من العمر 15 عامًا، مع عام إضافي تحت المراقبة، بعد إدانته بحيازة أسلحة خطيرة والاطلاع على مواد مرتبطة بالإرهاب، في وقت كان يخطط فيه لتنفيذ هجوم على مدرسته.
ترسانة أسلحة داخل المنزل
الشرطة عثرت خلال مداهمة منزله في نوفمبر الماضي على ترسانة تضم ثلاثة نشابات، وستة أسلحة هوائية، وسيفًا يابانيًا أحمر، وستة سكاكين، وصاعقًا كهربائيًا وُضع داخل سترة تكتيكية تحمل رموزًا لليمين المتطرف.
كما أظهر فحص أجهزته الإلكترونية أنه تدرب على استخدام السيف الياباني وأطلق سهام النشاب على أهداف مثل ثمار جوز الهند. وبعد يومين فقط من المداهمة، بحث عبر الإنترنت عما إذا كان بإمكان نشاب بقوة 50 رطلًا قتل إنسان، قبل أن تشتري له والدته نشابًا جديدًا بالقوة نفسها، صودر لاحقًا خلال مداهمة ثانية.
الإفراج بكفالة والعودة للنشاط
رغم خطورة ما عُثر عليه، أُفرج عن المراهق بكفالة مشروطة تقضي بعدم شراء أسلحة أو استخدام الإنترنت دون إشراف. كما أحيل إلى برنامج بريفِنت لمكافحة التطرف وخدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين.
لكن الشرطة اكتشفت في يناير أنه ما زال يعيش منفصلًا عن أسرته في ملحق المنزل، ويستخدم جهازًا إلكترونيًا جديدًا وفرته له والدته. واستغل الجهاز للدخول إلى محادثات حول النشابات، ومشاهدة مقاطع مرتبطة بتنظيم داعش، إضافة إلى نقاشات حول هجمات المدارس.
هوس بالعنف وأفكار نازية
في مارس الماضي، وأثناء احتجازه في مؤسسة فيلثام لإصلاح الأحداث، عثرت الشرطة بحوزته على سلاح بدائي صنعه بنفسه. وكشفت التحقيقات أن اهتمامه بالأسلحة والعنف يعود إلى عام 2023، حيث تحدث في محادثات خاصة عن رغبته في تنفيذ إطلاق نار جماعي والموت بعده، زاعمًا أن “أصواتًا” تدفعه للقتل.
المراهق حدّد يوم 20 أبريل — ذكرى ميلاد أدولف هتلر — ليكون “يوم موته”، وأعلن نيته قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص باستخدام سكاكين وصاعق كهربائي. كما ظهر في مقاطع فيديو وهو يرفع نشابًا ويقول ساخرًا: “أنا نازي.. لدي نشاب لقتلاليهود”. وفي مقطع آخر، ظهر وهو يتدرب على الطعن بسكين قائلاً: “هذا سلاح غير قانوني.. مخصص للقتل وأعرف كيف أستخدمه”.
التحقيقات أظهرت أيضًا أنه كتب على بعض أسلحته أسماء منفذي هجمات دامية شهيرة وعبارة: “وُلدت لأقتل”.
قرار الادعاء والدفاع
الادعاء العام أكد أنه درس توجيه تهمة الإعداد لعمل إرهابي للمتهم، لكنه استبعد ذلك معتبرًا أن الإجراء “لن يكون في المصلحة العامة”.
أما محامي الدفاع دومينيك توماس، فأوضح أن موكله عانى من عزلة شديدة خلال جائحة كورونا وتعرض للتنمر في مدرسته، ما ساهم في انجرافه إلى هذه الأفكار المتطرفة.
القاضية ريبيكا تراولر KC أشارت إلى أن الحكم الصادر قد يُستكمل بقرارات إضافية في جلسات لاحقة.
تسلط هذه القضية الضوء على الخطر المتزايد لانجراف بعض المراهقين في بريطانيا نحو الفكر المتطرف، سواء اليميني أو غيره، خصوصًا مع سهولة الوصول إلى محتويات عنيفة عبر الإنترنت.
ومواجهة هذه الظاهرة تتطلب جهدًا مشتركًا بين الأسر والمدارس والسلطات المحلية، عبر تعزيز الرقابة الأسرية، وتطوير برامج وقائية أكثر فاعلية، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للشباب. فغياب التدخل المبكر قد يحوّل مثل هذه الأفكار المقلقة إلى تهديد حقيقي للأمن المجتمعي.
المصدر: إل بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇