استطلاع: ستارمر الأقل شعبية بين رؤساء وزراء بريطانيا

أظهر استطلاع جديد لشركة «إبسوس» أنّ رئيس الوزراء كير ستارمر يهبط إلى أدنى مستوى شعبية مُسجَّل لرئيس حكومة بريطانية منذ بدء قياسات المؤسسة عام 1977، مع صافي رضا عند −66 (13% راضون مقابل 79% غير راضين). ويجيء ذلك عشية مؤتمر حزب العمال في ليفربول، فيما يمنح الاستطلاع حزب «الإصلاح» بقيادة نايجل فاراج تقدّمًا قدره 12 نقطة على العمال في نيات التصويت.
أرقام قياسية سلبية لستارمر وحكومته
تفيد بيانات «إبسوس» (11–17 سبتمبر) بأن صافي الرضا عن الحكومة يبلغ −70، وبأن نسبة الرضا عن ستارمر هي الأدنى منذ ما قبل عهد مارغريت تاتشر. وتضع المقارنة التاريخية ستارمر دون أسوأ ما سُجل لريشي سوناك في أبريل 2024 وجون ميجر في أغسطس 1994 (كلاهما −59)، وكذلك دون ليز تراس (−51) وبوريس جونسون (−46) وتيريزا ماي (−44) وديفيد كاميرون (−38) وغوردون براون (−51) وتوني بلير (−44) ومارغريت تاتشر (−56). وأُجري الاستطلاع بعد استقالتي أنجيلا راينر واللورد ماندلسون، وقبل أن يخرج أندي برنهام إلى العلن بادعاء تلقيه دعوات من نواب للتحدي على زعامة الحزب، ما يشي بضغوط متزايدة داخل العمال.
خريطة التصويت والقيادة: صعود «الإصلاح» وتآكل قاعدة العمال
يعطي الاستطلاع «الإصلاح» 34% مقابل 22% للعمال (بتراجع ثلاث نقاط عن الشهر الماضي)، وهي أدنى نتيجة يسجلها العمال لدى «إبسوس» منذ 2009، فيما يهبط المحافظون إلى 14%—الأدنى للحزب منذ بدء طرح السؤال عام 1976. على سؤال «من الأقدر على رئاسة الحكومة؟» ينال فاراج 25% مقابل 19% لستارمر و9% لكيمي بادنوتش، ويعبّر 31% عن عدم تفضيل. حتى بين أنصار العمال، يختار 63% فقط ستارمر كأفضل رئيس وزراء، ويمنح 5% من ناخبي العمال الأفضلية لفاراج. ويشير الاستطلاع إلى أنّ نحو نصف ناخبي العمال في 2024 فقط ينوون تجديد التصويت للحزب، فيما تتوزع الكتلة الباقية بين «الإصلاح» والليبراليين الديمقراطيين والخُضر.
ريفز الأقل شعبية كوزيرة خزانة… وتحديات اقتصادية وسياسية
يسجل أداء وزيرة الخزانة ريتشل ريفز صافي رضا عند −56، وهو الأسوأ منذ بدء السجلات، أدنى بثلاث نقاط من كواسي كوارتنج (−53) وبفارق أربع نقاط عن نورمان لامونت (−52) في مارس 1993 عقب ميزانية رفعت الضرائب بعد «الأربعاء الأسود». وعند المحافظين، تبلغ موافقة كيمي بادنوتش −47، ولا يرى إلا 44% من ناخبي الحزب أنها «الأفضل لرئاسة الحكومة»، فيما يفضّل 11% منهم فاراج. ويرى غيديون سكينر، المدير الأول للسياسة البريطانية في «إبسوس»، أنّ تراجع شعبية ستارمر يعكس «حجم المأزق» الذي يواجهه، وأن مشكلات العمال «أعمق من تغييرات الأشخاص»، مع استمرار قلق عام حول الاقتصاد والهجرة والخدمات العامة، الأمر الذي يمنح «الإصلاح» زخم «حزب التغيير» لدى شريحة واسعة من الناخبين.
في «العرب في بريطانيا» نرى أنّ هذا التراجع الحاد في الثقة لا يُواجَه بخطابٍ جديد فقط، بل بسياسات تنفيذية قابلة للقياس تُخفّف أعباء المعيشة وتُحسّن الخدمات العامة وتُعالج ملف الهجرة بمهنية وشفافية. سنواكب وقائع مؤتمر حزب العمال وما يليه، ونرصد أثر قرارات الحكومة والمعارضة على حياة الناس، مع التزام مهني بالتوازن والدقة وإيصال المعلومة الموثوقة للجمهور.
المصدر: تلغراف
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇