ستارمر يهدد بتقييد التأشيرات للدول الرافضة لاستعادة مهاجريها
هدّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بفرض قيود على منح تأشيرات الدخول لمواطني الدول التي ترفض التعاون في إعادة طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم في المملكة المتحدة، في خطوة تستهدف تعزيز فعالية عمليات الترحيل وإدارة ملف الهجرة.
وجاءت تصريحات ستارمر خلال مشاركته في قمة مجموعة السبع (G7) المنعقدة في كاناناسكيس بمقاطعة ألبرتا الكندية، حيث أشار إلى أن بريطانيا ستبدأ بربط نظام التأشيرات بمستوى التعاون الذي تُبديه الدول في منع تدفق المهاجرين غير النظاميين، والموافقة على استعادة رعاياها الذين لم تُقبَل طلبات لجوئهم.
تأشيرات مقابل الترحيل
وفي جلسة مغلقة بشأن ملف الهجرة خلال القمة، قال ستارمر: “نحن ندرس استخدامًا أكثر ذكاءً لنظام التأشيرات، وربطها بمدى التزام الدول الشريكة بالإجراءات الوقائية، وباتفاقيات إعادة المرحّلين”.
وأكد أن بريطانيا تنظر إلى هذا الملف من زاوية “تعاملية”، بحيث تحصل الدول على تسهيلات تأشيرات مقابل تعاون ملموس في إعادة المهاجرين أو الحدّ من تدفقهم باتجاه أوروبا والمملكة المتحدة.
ويأتي هذا التوجه الجديد في ظل تزايد الضغوط السياسية على حكومة حزب العمال لخفض أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى البلاد عبر القنوات غير النظامية، ولا سيما عبر القوارب الصغيرة التي تعبر بحر المانش.
وتعقد بريطانيا حاليًّا اتفاقيات لإعادة المرحّلين مع 11 دولة، من بينها: ألبانيا، والهند، وباكستان، وفيتنام، والعراق، ونيجيريا وبنغلاديش. وتسمح هذه الاتفاقيات بترحيل سريع للذين رُفِضت طلبات لجوئهم، ما اعتُبر أداة ردع فعّالة، وبخاصة مع انخفاض كبير في طلبات اللجوء المقدمة من مواطنين ألبان في الآونة الأخيرة.
وقال ستارمر: “لقد أبرمنا عددًا من الاتفاقيات الثنائية، ونسعى حاليًّا لتوسيع نطاق هذه السياسات، ويشمل ذلك إعادة النظر في سياسة التأشيرات تجاه الدول التي لا تتعاون معنا في هذا الشأن”.
ستارمر يُنسّق مع دول أخرى لمواجهة تدفق اللاجئين
وأكد ستارمر أنه ناقش ملف الهجرة واللجوء خلال القمة مع عدد من القادة الأوروبيين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، حيث تبادل معهم وجهات النظر بشأن مكافحة الهجرة غير النظامية، ولا سيما عبر البحر.
وأضاف: “نحتاج إلى تعزيز أدواتنا الحالية، واستكشاف حلول جديدة بالتعاون مع شركائنا الأوروبيين، وبخاصة فرنسا، التي نعمل معها بشكل وثيق”.
وأوضح ستارمر أنه قدّم خلال الجلسة المشتركة في قمة (G7) مقترحات تتعلق بـ”مكافحة الإرهاب، وتوسيع الصلاحيات، وفرض العقوبات”، في إطار خطة أشمل لإدارة الهجرة وضبط الحدود.
وأشار إلى أنه ناقش بشكل مفصل مع ميلوني النجاحات التي حققتها إيطاليا في تقليص أعداد المهاجرين، كما تباحث مع ميرتس بشأن القوارب التي تمرّ عبر الأراضي الألمانية في طريقها إلى بريطانيا.
رأي منصة العرب في بريطانيا
ترى منصة العرب في بريطانيا أن تصريحات رئيس الوزراء كير ستارمر تُمثّل تحولًا واضحًا نحو سياسة أكثر تشدّدًا في ملف الهجرة، قد تُضعف من الجوانب الإنسانية المرتبطة باللجوء، وتؤثر سلبًا على العلاقات مع عدد من الدول ذات الجاليات الواسعة في بريطانيا.
وتؤكد المنصة أن ربط منح التأشيرات بالقضايا السياسية والهجرة يُهدّد بتحويل نظام التأشيرات من أداة تنظيمية إلى وسيلة ضغط، ما قد ينعكس سلبًا على آلاف الطلاب، والعمال، وأفراد الأسر الذين يعتمدون على حرية التنقل والتواصل.
وتدعو المنصة إلى اعتماد سياسات عادلة ومتوازنة تضمن أمن الحدود دون المساس بحقوق الأفراد، خصوصًا اللاجئين الفارين من مناطق النزاع والفقر، وتنبّه إلى أهمية معالجة جذور الهجرة بدلًا من الاكتفاء بالحلول الأمنية والردعية.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇