العرب في بريطانيا | ستارمر يطلق حملة لمواجهة صعود اليمين المتطرف

1447 جمادى الأولى 5 | 27 أكتوبر 2025

ستارمر يطلق حملة لمواجهة صعود اليمين المتطرف

ستارمر يعلن رغبته في تغيير طريقة تطبيق القانون الدولي تمهيدًا لترحيل اللاجئين
خلود العيط September 24, 2025

أطلق رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب العمال، كير ستارمر، حملة سياسية جديدة لمواجهة صعود اليمين المتطرف وخطاب الكراهية والانقسام الذي يقوده نايجل فاراج وحزب “ريفروم يو كيه”، وذلك في خطوة وُصفت بأنها أجرأ تدخل له منذ توليه الحكم. ويأتي هذا التحرك الاستراتيجي في وقت حساس قُبيل انعقاد مؤتمر حزب العمال السنوي، إذ تزايدت الضغوط الداخلية على ستارمر حتى من بعض حلفائه المقرّبين.

ستارمر: بريطانيا عند مفترق طرق

ومن المتوقع أن يؤكد ستارمر في خطابه هذا الأسبوع أن بريطانيا تقف “عند مفترق طرق”، وأن حكومته ستقود المواجهة ضد “الانقسام والانحدار”. وسيُلقي الخطاب إلى جانب قادة تقدميين من يسار الوسط في العالم، في محاولة لإظهار وحدة الصف في مواجهة الشعبوية اليمينية الصاعدة.

الخطاب يسعى أيضًا إلى طمأنة نواب وأعضاء الحزب الذين رأوا أن تعامل العمال مع سياسات فاراج حتى الآن اقتصر على الجانب العملي من المقترحات، دون إبراز اعتراض أخلاقي حاسم.

في المقابل، صعّد نايجل فاراج من خطابه السياسي، معلنًا أن حزبه يخطط لإلغاء الإقامة الدائمة للمهاجرين واستبدالها بنظام تأشيرات متجددة، مع شروط مشددة على الرواتب ولمّ الشمل الأسري.

هذه المقترحات أثارت موجة غضب في أوساط حزب العمال؛ إذ وصفت النائبة سارة أوين الخطة بأنها “مستهجنة أخلاقيًّا وحماقة اقتصادية”، في حين اعتبرتها النائبة شارلوت نيكولز “مقززة” و”كارثية على الأسر والمجتمعات البريطانية”.

تحوّل استراتيجي داخل الحكومة

ويأتي خطاب ستارمر في سياق تغيير استراتيجي تجاه اليمين المتطرف. فقد اتُّهمت الحكومة خلال الصيف بالتردد في مواجهة مقترحات “ريفروم” المثيرة للجدل مثل ترحيل المهاجرين جماعيًّا، وإلغاء قانون حقوق الإنسان، والانسحاب من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. لكن خطاب هذا الأسبوع يُتوقع أن يُشكّل أول مواجهة علنية مباشرة مع أفكار فاراج منذ الصيف الماضي، حين شهدت البلاد احتجاجات أمام فنادق طالبي اللجوء.

ورغم محاولات ستارمر إظهار التماسك، فإن الأسابيع الماضية شهدت أزمات داخلية هزّت القيادة، أبرزها استقالة نائبة الزعامة أنجيلا راينر، إلى جانب فضائح سياسية طالت شخصيات قريبة من الحكومة. وقد دفع ذلك ستارمر إلى تكثيف تواصله مع نواب حزبه داخل البرلمان وخارجه.

كذلك تعرضت الحكومة لانتقادات بسبب تأخرها في الرد على مسيرة “توحيد بريطانيا” التي قادها الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون وشارك فيها الملياردير إيلون ماسك، وهو ما أجبر ستارمر لاحقًا على إصدار بيان قوي أكد فيه أن بريطانيا “لن تسلّم علمها لمثيري الانقسام من اليمين المتطرف”.

ستارمر نبّه إلى أن حكومته لا تفتقر إلى رؤية تقدمية، مشيرًا إلى زيادة الاستثمارات في الطاقة الخضراء، وتعزيز حقوق العمال، ورفع الحد الأدنى للأجور، وحماية معظم الأسر من زيادة الضرائب. لكنه حذّر في الوقت نفسه من أن “أقلية صغيرة تسعى لاستغلال الإخفاقات الاقتصادية وقضايا الهجرة لإشعال الكراهية وزرع الانقسام”.

وأشار في مقال رأي إلى حوادث عنصرية شهدتها البلاد مؤخرًا، من بينها إطلاق النار على طفلة سوداء في التاسعة من عمرها، وتخريب مطاعم صينية، قائلًا: “هذا يبعث قشعريرة في نفوس كل بريطاني عاقل. هذه ليست هُويتنا”.

هذا وترى منصة العرب في بريطانيا أن إطلاق ستارمر حملة لمواجهة صعود اليمين المتطرف يمثل خطوة مهمة وضرورية في وقت تزداد فيه العقبات أمام المهاجرين والأقليات. فخطاب الكراهية لا يهدد التماسك الاجتماعي فحسب، بل ينعكس أيضًا على السياسات المتعلقة بالهجرة والاندماج.
وتؤكد المنصة أن مواجهة هذه الظواهر يجب ألا تقتصر على الخطابات، بل تحتاج إلى إجراءات عملية واضحة لحماية حقوق المهاجرين والأقليات، ومحاسبة من يغذّي الانقسام والكراهية. كما تحث العرب والمسلمين في بريطانيا على متابعة هذه التطورات عن كثب والمشاركة بفعالية في النقاشات السياسية؛ لضمان تمثيل صوتهم وحماية مكتسباتهم في المجتمع البريطاني.

المصدر: الغارديان


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
3:10 pm, Oct 27, 2025
temperature icon 13°C
scattered clouds
62 %
1008 mb
15 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 40%
Visibility 10 km
Sunrise 6:45 am
Sunset 4:43 pm

آخر فيديوهات القناة