ستارمر يدرس مشروعًا جديدًا يسمح لآلاف الشباب بالعيش والعمل مؤقتًا بين بريطانيا وأوروبا

أعلنت وزيرة الخزانة البريطانية، راشيل ريفز، أن حكومة حزب العمال تسعى إلى إطلاق مشروع “طموح” للتنقل الشبابي مع الاتحاد الأوروبي، يسمح لآلاف الشبان الأوروبيين بالعيش والعمل مؤقتًا في المملكة المتحدة، مقابل منح الشباب البريطاني فرصًا مماثلة في الدول الأوروبية.
وأكدت ريفز في حديثها لصحيفة التايمز أن هذا المشروع سيكون “جيدًا للاقتصاد، جيدًا للنمو، وجيدًا للأعمال”، مشيرة إلى أن البرنامج سيوفر فرصًا للشباب البريطاني للعمل والسفر والتطوع واكتساب الخبرة وتعلم اللغات في أوروبا، مع منح الشباب الأوروبيين الفرصة نفسها داخل بريطانيا.
مطلب أوروبي لتحقيق اتفاق اقتصادي
يُعد هذا البرنامج أحد المطالب الأوروبية الرئيسية للتوصل إلى اتفاق اقتصادي جديد مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، إذ سيسمح لمئات الآلاف من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا بالانتقال مؤقتًا للعمل والدراسة والتجربة بين الجانبين.
إدراج الخطة في التوقعات الاقتصادية
دعت ريفز مكتب المسؤولية عن الميزانية إلى احتساب آثار هذا المشروع، إلى جانب التحسينات في العلاقات التجارية التي تفاوضت عليها الحكومة، ضمن التوقعات الاقتصادية المستقبلية.
تحديات مالية قبل الميزانية المقبلة
تأتي هذه التصريحات قبيل المؤتمر السنوي لحزب العمال، وقبل إعلان الميزانية في نوفمبر، حيث تواجه ريفز احتمال سد فجوة مالية تصل إلى 30 مليار باوند عبر زيادات ضريبية أو خفض في الإنفاق.
ورغم هذه التحديات، استبعدت وزيرة الخزانة خيار فرض ضريبة على الثروة، موضحة أن الدول التي تطبقها غالبًا ما تلغي ضرائب أخرى مثل ضريبة الميراث وضريبة أرباح رأس المال، وهما مصدران رئيسيان لإيرادات الخزانة البريطانية.
انتقادات وردود سياسية
كما ردت ريفز على مقترحات اقتصادية طرحها آندي بورنهام، عمدة مانشستر الكبرى وأحد أبرز الأسماء المرشحة لخلافة كير ستارمر، والتي شملت برنامجًا واسعًا لبناء المساكن الاجتماعية وتأميم المرافق العامة عبر فرض ضرائب إضافية على أصحاب الدخول المرتفعة وفرض رسوم على المنازل الفاخرة في لندن، إضافة إلى اقتراض 40 مليار باوند.
شبهت ريفز هذه الطروحات بمشروع ليز تراس “الكارثي”، الذي أدى إلى ارتفاع الفوائد وأسعار الرهون العقارية وتدهور الثقة في الأسواق المالية. وأكدت أنه رغم رغبتها في تقليل الارتهان لأسواق السندات، إلا أن الواقع يفرض الاعتماد عليها لتمويل الدين العام.
وترى منصة العرب في بريطانيا أن مشروع التنقل الشبابي يمثل فرصة مهمة لإعادة بناء جسور التواصل بين بريطانيا وأوروبا بعد سنوات من العزلة التي فرضها “بريكست”.
فمن جهة، يتيح المشروع للشباب البريطاني استعادة تجربة العمل والدراسة في أوروبا كما كان متاحًا للأجيال السابقة، ومن جهة أخرى يمنح بريطانيا قوة عمل شابة ومتنوعة تعزز الاقتصاد وتثري المجتمع.
ومع ذلك، تؤكد المنصة أن نجاح المشروع يعتمد على آليات تنفيذه، ومدى قدرة الحكومة على ضمان أن يظل البرنامج وسيلة لتبادل الخبرات لا بابًا لاستغلال العمالة أو تعميق التفاوتات في سوق العمل البريطاني.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇