سباق القيادة في حزب العمال: من هم أبرز المرشحين لمنصب نائب الزعيم 2025؟

يشهد حزب العمال البريطاني سباقًا داخليًّا محمومًا لاختيار نائب جديد للزعيم، بعد استقالة أنجيلا راينر يوم الجمعة الماضي على خلفية فضيحة تتعلق بضريبة الدمغة عند شرائها منزلًا ثانويًّا في إيست ساسكس. الاستقالة فتحت الباب أمام منافسة داخلية صاخبة قد تكشف عن انقسامات أعمق داخل الحزب الحاكم بعد عام واحد فقط من وصوله إلى السلطة.
إميلي ثورنبيري: من التهميش إلى محاولة العودة
تستعد النائبة البارزة إميلي ثورنبيري (Emily Thornberry) لخوض سباق منصب نائب الزعيم، مؤكدة أن المنصب يحتاج إلى شخصية ذات خبرة وقوة سياسية. ثورنبيري، التي شغلت منصب المدعي العام في حكومة الظل عندما كان كير ستارمر في المعارضة، لم تحصل على أي حقيبة وزارية بعد وصوله إلى داونينغ ستريت، حيث فضّل تعيين اللورد هيرمر بدلًا منها.
وفي مقابلة مع برنامج (Laura Kuenssberg) على BBC، قالت إنها تفكر جديًّا في الترشح: “المسألة هي ما الذي يمكن أن أقدمه. هل أمتلك القوة والخبرة؟ هل أستطيع أن أحدث فارقًا؟”. كما اتهمت ستارمر بأنه “معزول” وغير منفتح على آراء النواب، منبّهة إلى ضرورة توسيع دائرة صنع القرار داخل الحزب. اللافت أن الوزير المحافظ السابق مايكل غوف (Michael Gove) هتف لها خلال البرنامج: “Go, go, go” تشجيعًا على الترشح.
أسماء أخرى تدخل السباق
إلى جانب ثورنبيري، تُطرح أسماء أخرى بقوة، منها:
• لويز هيغ (Louise Haigh): وزيرة النقل السابقة، التي أجبرت على الاستقالة العام الماضي بعد الكشف عن إدانة سابقة بالاحتيال. ورغم ذلك، يحظى اسمها بدعم علني من عمدة مانشستر الكبرى آندي بورنهام (Andy Burnham)، الذي دعا إلى أن يكون نائب الزعيم من شمال إنجلترا لمواجهة “المركزية اللندنية” في الحكومة.
• لوسي باول (Lucy Powell): نائبة مانشستر سنترال، التي أقيلت مؤخرًا من زعامة مجلس العموم، ويرى بورنهام أنها “أدت عملًا رائعًا” وتستحق الترشح.
• شعبانة محمود (Shabana Mahmood): وزيرة الداخلية الجديدة، حيث تفيد تقارير بأن داونينغ ستريت سيدعم ترشحها إذا قررت دخول السباق.
• ميغ هيليير (Dame Meg Hillier): رئيسة لجنة الخزانة في البرلمان، التي توصف بأنها مرشحة قوية محتملة.
• روزينا ألين-خان (Rosena Allin-Khan): النائبة اليسارية التي تفكر في الترشح، لكنها قد تجد صعوبة في الحصول على تأييد 80 نائبًا، وهو الحد الأدنى المطلوب لدخول المنافسة.
معركة داخلية قد تحدد مستقبل الحزب
منصب نائب الزعيم لا يمنحه رئيس الحزب، بل يُنتخب مباشرة من أعضاء الحزب، ما يجعله منصة علنية مؤثرة ومقعدًا في اللجنة التنفيذية الوطنية (NEC)، رغم أنه لا يوازي منصب نائب رئيس الوزراء الذي يشغله حاليًّا ديفيد لامي (David Lammy). للحصول على الترشح، يجب على أي مرشح نيل تأييد 20 في المئة من نواب الحزب في مجلس العموم (80 نائبًا)، إضافة إلى دعم 5 في المئة من فروع الحزب المحلية أو ثلاث منظمات تابعة، بينها نقابتان على الأقل.
السباق يعكس انقسامات أعمق داخل حزب العمال، حيث دعا بورنهام إلى تغيير أسلوب قيادة ستارمر قائلًا: “النواب الذين طالبوا بتغيير سياسات إعانة الشتاء وإعانات الإعاقة لا ينبغي أن يُعاقَبوا. نحن بحاجة إلى أسلوب مختلف، يشمل الجميع ويمنح النواب احترامًا أكبر”.
جدير بالذكر أن المعركة على منصب نائب الزعيم تكشف أن حزب العمال، رغم انتصاره الانتخابي الكبير، لم ينجُ من الخلافات الداخلية وصراع الأجنحة. الاستقالة المفاجئة لأنجيلا راينر فجّرت تساؤلات عن أسلوب قيادة كير ستارمر، وأعادت النقاش بشأن تمثيل الشمال الإنجليزي في القيادة العليا للحزب. وبينما تتنافس الأسماء البارزة، يبقى جوهر التحدي هو: هل سيتمكن حزب العمال من إدارة خلافاته الداخلية بطريقة ديمقراطية تعزز ثقة قواعده ومجتمعاته، أم أن هذه الانقسامات ستضعف جبهته في مواجهة المعارضة الشعبوية؟
المصدر: تلغراف
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇