العرب في بريطانيا | رويترز: تجنب الأخبار في بريطانيا وأمريكا يصل لأ...

1447 ربيع الأول 10 | 03 سبتمبر 2025

رويترز: تجنب الأخبار في بريطانيا وأمريكا يصل لأعلى مستوياته على الإطلاق

obi-UEQvUtRs224-unsplash
ديمة خالد September 1, 2025

أصبح الوصول إلى الأخبار اليوم أكثر سهولة من أي وقت مضى، غير أن هذه السهولة تحولت إلى مشكلة للكثيرين. فمع تدفق المعلومات والتحديثات المتواصلة، يزداد عدد الأفراد حول العالم الذين يقررون الانسحاب وتجنّب متابعة الأخبار.

تتعدد الأسباب: بعضهم يواجه صعوبة مع الكم الهائل من الأخبار، وآخرون يتأثرون نفسيًا بالعناوين السلبية، فيما فقد آخرون ثقتهم بوسائل الإعلام.

شهادات شخصية: من القلق إلى الراحة النفسية

ماردِت بوريت، متقاعدة من أريزونا، توقفت عن مشاهدة الأخبار منذ ثماني سنوات. تقول: “منذ أن توقفت عن مشاهدة الأخبار، لم أعد أشعر بالقلق أو بالرعب. كان يحدث أن أبقى مستيقظة في الثانية أو الثالثة فجرًا بسبب أحداث في العالم لا أملك السيطرة عليها.”

أما البريطاني جوليان بَرِت، المتخصص في التسويق، فقد قرر الانقطاع عن الأخبار منذ بداية الجائحة بعد شعوره بالإدمان على التحديثات السلبية. حذف معظم التطبيقات الإخبارية من هاتفه وتجنّب نشرات التلفزيون، بل وأطلق منتدى صغيراً على موقع “ريديت” لمشاركة تجارب وأساليب تجنّب الأخبار.

أرقام قياسية في بريطانيا والولايات المتحدة

وفقاً لمسح سنوي أجراه “معهد رويترز لدراسة الصحافة” في يونيو الماضي، فإن تجنّب الأخبار بلغ مستوىً قياسياً. فقد أشار 40% من المشاركين في نحو 50 دولة إلى أنهم يتجنبون الأخبار أحياناً أو غالباً، مقارنةً بـ 29% عام 2017.

النسبة كانت أعلى في الولايات المتحدة عند 42%، وفي المملكة المتحدة عند 46%. وجاء السبب الرئيسي هو تأثير الأخبار السلبي على المزاج. كما اشتكى المستجيبون من كثرة الأخبار، والتغطية المكثفة للحروب والصراعات، فضلاً عن شعورهم بعدم جدوى المعلومات.

استهلاك الأخبار وتداعياته على الصحة النفسية

تؤكد الدراسات أن زيادة التعرض للأخبار، خاصة عبر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، تؤثر سلباً على الصحة النفسية. وتقول البروفسورة روكسان كوهين سيلفر من جامعة كاليفورنيا إن كثرة التعرض تزيد مستويات القلق والاكتئاب وأعراض ما بعد الصدمة.

كما أشارت إلى أن الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة أصبح من أبرز مصادر الضغط النفسي، وهو ما أكدته استطلاعات الجمعية الأمريكية لعلم النفس، حيث تصدرت المخاوف السياسية قائمة الضغوط، تلتها الأوضاع الاقتصادية وانتشار الأخبار الكاذبة.

تأثير الصور الصادمة

مع انتشار الهواتف الذكية، أصبحت فرص التعرض للمحتوى المروع أكبر من أي وقت مضى. وأوضحت سيلفر أن مشاهدة الصور والفيديوهات الصادمة ترتبط بزيادة الاضطراب النفسي، ولذلك تنصح بقراءة الأخبار المكتوبة فقط وتجنب المواد المرئية.

نصائح للحد من “الإرهاق الإخباري”

توصي الخبراء بوسائل أكثر صحة لاستهلاك الأخبار، مثل:

  • الاشتراك في نشرات مختصرة من مصادر موثوقة.
  • إيقاف الإشعارات الإخبارية.
  • تحديد أوقات محددة لمتابعة الأخبار.
  • تقليل الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي.

سيلفر نفسها تطبق هذه النصائح، حيث تقول إنها تتجنب الفيديوهات والأخبار التلفزيونية وتكتفي بالقراءة المكتوبة.

تجنّب كامل أم استهلاك محدود؟

يرى البروفيسور بنجامين توف، مدير مركز مينيسوتا للصحافة، أن هناك فرقاً بين من يتجنب الأخبار بشكل كامل ومن يحدّ من استهلاكها، مشيراً إلى أن الخيار الثاني صحي وطبيعي. لكنه حذّر من أن الانسحاب الكامل قد يعمّق الانقسامات الاجتماعية ويضعف المشاركة السياسية، خاصة بين فئات الشباب والنساء والطبقات الاقتصادية الدنيا.

من وجهة نظر منصة العرب في بريطانيا (AUK)، فإن ارتفاع معدلات تجنّب الأخبار يعكس أزمة ثقة متنامية بين الجمهور ووسائل الإعلام التقليدية. نحن نرى أن الحل يكمن في تقديم محتوى صحفي متوازن، يبتعد عن الإثارة السلبية المفرطة، ويمنح القراء رؤية أعمق للأحداث بعيداً عن التهويل أو الإغراق في التفاصيل المروعة.

 

المصدر: الغارديان 


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
2:22 pm, Sep 3, 2025
temperature icon 19°C
overcast clouds
84 %
994 mb
13 mph
Wind Gust 22 mph
Clouds 100%
Visibility 4.822 km
Sunrise 6:16 am
Sunset 7:43 pm

آخر فيديوهات القناة