رمضان 2025.. استقبال مختلف، كيف ولماذا؟

الحمد لله الذي بلَّغَنا هذا الشهر العظيم، ونسأله أن يجعلنا فيه من المقبولين. نبارك لكل من أكرمه الله بشهود رمضان هذا العام، ليهنَأ بمنحه فرصة جديدة للتقرب إلى الله والتفيؤ في ظلال الرحمة والمغفرة، ونسأله تعالى أن يتقبل شهداءنا في عِلِّيّين، ويشفي جرحانا ومصابينا، ويكتب لأمتنا فجرًا جديدًا من العزة والكرامة.
لكن هل سيكون استقبالنا لرمضان هذا العام مختلفًا؟ وكيف يمكن أن نجعل منه نقطة تحول حقيقية في حياتنا؟
رمضان.. مدرسة التغيير
رمضان ليس مجرد شهر يُمسك فيه المسلم عن الطعام والشراب، بل هو دورة تدريبية مكثفة تهذب النفوس، وتصقل الأخلاق، وتعيد تشكيل الإنسان من الداخل. يقول النبي ﷺ: “من لم يَدَع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” (رواه البخاري). فالمقصود من الصيام ليس الجوع والعطش، وإنما التغيير الجذري في علاقتنا بالله جل شأنه، وأن نخرج منه أشخاصًا أكثر صدقًا وأحسن أخلاقًا وأفضل تعاملًا مع الناس.
رمضان يفتح لنا باب التوبة، ويمنحنا الفرصة لبدء صفحة جديدة، ليس في العبادة فقط، بل في أخلاقنا وعلاقاتنا وتعاملاتنا اليومية. فهل نحن مستعدون لهذا التغيير؟
التدين الحقيقي.. أن تجعل من حولك يشعرون بجمال رمضان
رمضان ليس شهر العبادة الفردية فقط، بل هو شهر التفاعل مع المجتمع، إذ يجب أن يظهر أثره في أخلاقنا وسلوكياتنا. لنسأل أنفسنا: كيف يمكن أن أجعل كل من حولي، مسلمًا كان أو غير مسلم، يشعر بسعادة وجودي في رمضان؟ كيف أعكس لهم المعنى الحقيقي لهذا الشهر الكريم؟
بعض الناس يظن أن التدين في رمضان يقتصر على كثرة الصلاة وتلاوة القرآن، لكن التدين الحق يظهر في السلوكيات اليومية اليسيرة:
• أن أصف سيارتي بطريقة لا تعرقل الآخرين عند الذهاب إلى الصلاة.
• أن أتحكم بتصرفاتي ولا أرفع صوتي حتى لو استفزني الموقف.
• أن أتحلى بالصدق في حديثي ومعاملاتي.
• أن أتجنب الغيبة والنميمة، ولا أنطق إلا بالخير.
• أن أكون سبّاقًا إلى إعانة الآخرين والرأفة بهم، سواء كانوا من أهل بيتي أو زملائي في العمل أو حتى الغرباء.
رمضان.. فرصة لنعود كما يريدنا الله
رمضان فرصة ذهبية لنعود إلى الفطرة السليمة، بعيدًا عن تراكمات العام من أخطاء وذنوب، وكما قيل: “ما أفسدته شهور العام في أرواحنا المثقلة تُصلحه أيام رمضان بإذن الله”.
فلنبدأ هذا الشهر بعزم صادق على التغيير، ولنكن أكثر التزامًا بروح رمضان، ليس في العبادة فقط، ولكن في سلوكياتنا اليومية، حتى يشعر كل من حولنا أن هذا الشهر جعَلَنا أناسًا أفضل.
اللهم بلِّغنا رمضان، وأعنّا فيه على الصيام والقيام، واجعلنا ممن تغيرت حياتهم للأفضل بفضله، يا أكرم الأكرمين.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
جميع المقالات المنشورة تعبّر عن رأي أصحابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي المنصة