رقم غير مسبوق من النواب يوقع عريضة تطالب بالاعتراف بفلسطين
تصاعدت الضغوط السياسية على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بعد توقيع عدد غير مسبوق من نواب البرلمان – بلغ 221 نائبًا – على عريضة تطالب الحكومة بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين، بالتزامن مع تحركات دبلوماسية أوروبية تقودها فرنسا وتصاعد الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
العريضة، التي أطلقتها النائبة العمالية سارة تشامبيون، رئيسة لجنة التنمية الدولية في البرلمان، دعت الحكومة إلى اتخاذ خطوة “حاسمة وتاريخية”، معتبرة أن اعتراف بريطانيا بفلسطين سيكون “رسالة رمزية قوية”، خاصة في ضوء الدور التاريخي للمملكة المتحدة في إصدار وعد بلفور عام 1917 وكونها السلطة المنتدبة سابقًا على فلسطين.
وجاء في نص الرسالة: “منذ عام 1980، وبريطانيا تعلن دعمها لحل الدولتين. وقد آن الأوان لترجمة هذا الالتزام إلى خطوة عملية تعكس مسؤوليتنا التاريخية وتمنح هذا الموقف مضمونًا حقيقيًا”.
وزراء بارزون في حكومة ستارمر يطالبون بالتحرك العاجل
وبالتوازي مع الضغط البرلماني، كشفت تقارير إعلامية أن أربعة وزراء بارزين في حكومة حزب العمال طالبوا رئيس الوزراء ووزير الخارجية ديفيد لامي بالتحرك السريع للاعتراف بدولة فلسطين، معربين عن خيبة أملهم من تأخر الحكومة في تنفيذ الوعود المتعلقة بالملف الفلسطيني.
وبحسب وكالة “بلومبرغ”، فإن الوزراء هم: وزير الصحة ويس ستريتينغ، ووزيرة العدل شابانا محمود، ووزير شؤون أيرلندا الشمالية هيلاري بن، ووزيرة الثقافة ليزا ناندي.
فرنسا تعلن توجهها للاعتراف بفلسطين
تأتي هذه التطورات بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، في خطوة تهدف لتشكيل موقف أوروبي موحّد.
ومن المقرر أن يعقد ماكرون اتصالًا هاتفيًا مشتركًا مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، لبحث سبل التحرك المشترك تجاه تطورات الملف الفلسطيني، في ظل الأزمة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة.
وكان ستارمر قد وصف الأوضاع في غزة بأنها “لا تُحتمل ولا يمكن الدفاع عنها”، مشيرًا إلى أن أكثر من 113 فلسطينيًا استُشهدوا بسبب تجويع الاحتلال الإسرائيلي لهم منذ أكتوبر الماضي، وفق وزارة الصحة الفلسطينية
غزة على شفا المجاعة وعدد الشهداء يرتفع
هذا وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الجمعة، وفاة تسعة فلسطينيين إضافيين خلال 24 ساعة نتيجة التجويع المتعمد وسوء التغذية.
وقد أسفر العدوان الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 59,500 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى تدمير البنية التحتية للقطاع وانهيار النظام الصحي وندرة الغذاء والمياه والدواء.
تحذيرات من كارثة وشيكة
قال وزير العلوم والتكنولوجيا، بيتر كايل، إن حزب العمال لا يزال يدعم مبدأ الاعتراف بفلسطين، لكنه أكد أن الأولوية القصوى الآن يجب أن تكون تخفيف المعاناة غير المسبوقة في غزة.
وأضاف في مقابلة مع “سكاي نيوز”: “نريد أن نرى دولة فلسطينية قائمة، ونسعى لتوفير الظروف السياسية لتحقيق ذلك. لكن في الوقت الراهن، الأولوية الإنسانية لا يمكن تجاهلها”.
علمًا إن الدولية في نوفمبر الماضي مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
كما تواصل محكمة العدل الدولية النظر في دعوى قضائية تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، في وقت تواجه فيه تل أبيب عزلة متزايدة على الساحة الدولية بسبب سياساتها تجاه المدنيين الفلسطينيين.
و ترى المنصة أن على حكومة ستارمر أن تتجاوز الحسابات السياسية الضيقة، وأن تترجم وعودها إلى أفعال ملموسة، وأن تضع حدًا للتناقض بين خطابها الرسمي وواقع المجازر الجارية في غزة.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
23°C
