رسائل دعم المجرم إبستين تطيح بسفير بريطانيا لدى الولايات المتحدة

في خطوة وُصفت بأنها ضربة سياسية موجعة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أعلن مكتب الخارجية البريطانية سحب اللورد بيتر ماندلسون من منصبه كسفير لدى الولايات المتحدة بعد ظهور رسائل إلكترونية جديدة تكشف عمق علاقته بالملياردير الأمريكي المدان بجرائم جنسية جيفري إبستين. هذه التطورات تضع الحكومة البريطانية تحت ضغوط سياسية متزايدة، وتثير تساؤلات حول معايير التعيين والرقابة على المسؤولين رفيعي المستوى.
رسائل صادمة تكشف العلاقة
الخارجية البريطانية أوضحت أن الرسائل المسربة تكشف عن علاقة “أعمق وأكثر اتساعًا” مما كان معروفًا عند تعيين ماندلسون. إحدى الرسائل التي تعود إلى عام 2008 أظهرت أن الدبلوماسي وصف إدانة إبستين بأنها “خاطئة” ويجب الطعن فيها، بل كتب له قبل دخوله السجن مباشرة: “أعتقد أنك شخص عظيم”. كما كشفت تقارير صحفية أن اللورد ماندلسون استمر في مراسلة إبستين بعد إدانته بجرائم الاستغلال الجنسي للقُصّر، بل سعى لترتيب لقاءات عمل معه. هذه المعلومات الجديدة دفعت رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية يفيت كوبر لاتخاذ قرار عاجل بسحبه من منصبه صباح الخميس.
تداعيات سياسية على حكومة ستارمر
القرار جاء بعد موجة انتقادات حادة من المعارضة، إذ وصفت كيمي بادنوك، زعيمة حزب المحافظين، ما جرى بأنه “فشل جديد في اختبار القيادة”، واعتبرت أن ستارمر أظهر ضعفًا عندما واصل الدفاع عن ماندلسون في البداية. أما وزير الخارجية السابق جيمس كليفرلي فاعتبر القضية “فضيحة سياسية كاملة” قد تُهدد بقاء ستارمر نفسه في السلطة. ورغم اعتراف ماندلسون في مقابلة صحفية بأنه “خُدع بكذب إبستين” وأن علاقته به كانت بمثابة “طوق ثقيل حول عنقه”، إلا أن اعتذاره لم يخفف من وقع الفضيحة ولا من الغضب الشعبي.
إن الكشف عن مراسلات دبلوماسي بهذا المستوى مع مجرم مدان يطرح علامات استفهام عميقة حول نزاهة المؤسسة السياسية البريطانية وطرق تعاملها مع قضايا الفساد الأخلاقي. من وجهة نظرنا في العرب في بريطانيا، فإن تردد الحكومة في التعامل مع هذه القضية منذ البداية يعكس إشكالية أوسع في القيادة السياسية، حيث غالبًا ما يُقدَّم الولاء الحزبي على حساب الشفافية والمساءلة. إن سحب ماندلسون من منصبه خطوة ضرورية، لكنها لا تعفي الحكومة من مسؤولية توضيح كيفية وصول شخصية مثيرة للجدل إلى موقع حساس كهذا، وما إذا كانت هناك آليات رقابة كافية لحماية المصلحة العامة.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇