رحّال شاب زار 195 دولة يختار دولتين عربيتين بين الأفضل في العالم

نجح الرحّالة الأمريكي كاميرون موفيد في إنجاز مهمة استثنائية تمثلت في زيارة جميع الدول والأقاليم المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والبالغ عددها 195 دولة، وذلك قبل أن يبلغ سن الخامسة والعشرين.
وفي إنجازه الفريد هذا، فاجأ موفيد متابعيه باختياره دولتين عربيتين ضمن قائمة البلدان التي يعتبرها الأفضل من بين كل ما زاره، رغم التحذيرات الصادرة بشأن السفر إليهما.
ينحدر كاميرون موفيد من مدينة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وقرر الشروع في هذه المغامرة الطموحة خلال فترة وباء كورونا، مع أنه كان يعاني من اضطراب الوسواس القهري.
وقد تمكن في نيسان/إبريل الماضي من استكمال قائمته بزيارة كوريا الشمالية، التي كانت آخر دولة يزورها فيما أطلق عليه “مملكة العزلة”.
وبعد زيارته قرابة 200 دولة، وصف كاميرون مهمة اختيار الدول المفضلة بأنها صعبة، لكنه أشار بوضوح إلى تميز دولتين عربيتين من بين جميع محطاته العالمية.
الجزائر: تجربة “لا تُصدق” في بلد بعيد عن الأضواء السياحية
أشاد كاميرون موفيد بالجزائر، ووصفها بأنها واحدة من أكثر الدول التي أحبها على الإطلاق، واصفًا تجربته فيها بأنها “لا تُصدق”.
وصرّح لشبكة (CNN) قائلًا: “إنها واحدة من أكثر الدول المفضلة لدي في العالم بأسره. البلدان التي لا تستقبل عددًا كبيرًا من السياح تمنحك في الغالب أفضل التجارب؛ لأنك تشعر بأنك منغمس بالكامل في ثقافتها”.
الجزائر تقع في شمال إفريقيا وتغطيها الصحراء الكبرى إلى حد كبير، باستثناء المناطق الشمالية الساحلية التي تضم معظم السكان.
وتتمتع البلاد بتاريخ غني، حيث شهدت تعاقب سلالات عربية وأمازيغية منذ القرن الثامن حتى القرن الخامس عشر، قبل أن تصبح تابعة للدولة العثمانية، ثم تلحقها فرنسا في عام 1848.
وفيما يتعلق بالسفر، أشارت وزارة الخارجية البريطانية إلى أن معظم مناطق الجزائر مصنفة باللون الأخضر، ما يعني ضرورة الاطلاع على النصائح قبل السفر، أما المناطق الحدودية فقد وضعت في تصنيفات أكثر تحذيرًا.
وتنصح الوزارة بتجنب جميع أشكال السفر ضمن 30 كيلومترًا من الحدود مع ليبيا وموريتانيا ومالي والنيجر وبعض ولايات تونس، كما تنصح بعدم السفر إلا للضرورة ضمن 30 كيلومترًا من بقية الحدود التونسية.
اليمن: رحلة إلى الماضي في بلد مزقه الصراع
الدولة الثانية التي اختارها موفيد كانت اليمن، التي زارها في شباط/فبراير 2023، ووصفها بأنها تجربة فريدة تشبه “العودة في الزمن”.
وأوضح قائلًا: “أن ترى الناس يرتدون نفس الملابس التي كانوا يرتدونها قبل مئات السنين، إن لم يكن آلاف السنين. أن ترى الناس يعيشون في بيوت طينية، وأن ترى من لا يزال يستخدم الهواتف القابلة للطي…”.
تطل اليمن، التي تقع في غرب آسيا في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، على كل من خليج عدن والبحر الأحمر، وتجاور السعودية من الشمال.
وهي دولة حديثة نسبيًّا، لكنها تعيش أزمة سياسية مستمرة منذ عام 2011، وحربًا أهلية دامية أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص، وتسببت في أزمة إنسانية طاحنة جعلت 23 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات.
وتعد نصائح السفر إلى اليمن التي أصدرتها وزارة الخارجية البريطانية صارمة للغاية، حيث توصي بتجنب جميع أشكال السفر إلى البلاد، وتحث من هم داخلها على مغادرتها “فورًا”؛ بسبب “ظروف أمنية لا يمكن توقعها”.
وبالرغم من كل هذه الأخطار والتحذيرات، شكّلت الجزائر واليمن علامتين فارقتين في رحلة الشاب الأمريكي، ما يسلّط الضوء على الوجه الثقافي الغني والفرادة التاريخية التي يمكن أن تقدمها دول لا تحظى عادة باهتمام السياحة العالمية.
المصدر: ميرور
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇