رحالة عالمي: هذا البلد العربي هو الأخطر بين 195 دولة
زار المدوّن الأمريكي درو بينسكي، الذي أتم رحلته حول العالم وزار جميع الدول الـ195، واحدة من أخطر دول العالم وأكثرها اضطرابًا، حسَب وصفه، عائدًا إلى مدينة مقديشو، عاصمة الصومال في شرق إفريقيا، إذ يشير إلى أن المدينة المكتظة بالسكان «تخلو من القوانين»، وأن مسلحين مجهزين بأسلحة ثقيلة يراقبون المدينة دائمًا.
وخلال تسجيله مقطعًا لقناته عن شاطئ ليدو الخلاب في مقديشو، وصف درو انتشار الأسلحة حوله: «هناك الكثير من بنادق AK-47 حولي، لا أمزح عند قول هذا، هناك ستة رجال على جانب الشاطئ، ومجموعة أخرى من ستة رجال على الأرض، ورجل آخر يمشي نحوي مرتديًا قميصًا أزرق، أشعر وكأنني سأكون عالقًا في تبادل إطلاق النار، كل الأنظار تتجه إليّ الآن وعلينا المغادرة فورًا، وكلما بقينا أطول، زاد اهتمام الآخرين بنا».
ويُعَد هذا الحذر منطقيًّا، ولا سيما بعد الهجوم الدموي الذي نفّذته حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة في آب/أغسطس 2024 على الشاطئ، والذي أسفر عن مقتل 56 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين. وتنصح وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية في بريطانيا بعدم السفر إلى الصومال على الإطلاق.
ورغم هذه المخاطر، أصر سكان مقديشو الذين التقى بهم درو على أن أسوأ الأوقات قد ولّت، مؤكدين أن «على الجميع زيارة مقديشو».
وقد رصد المدوّن عشرات الأشخاص وهم يمارسون أنشطتهم اليومية على الشاطئ، مع شباب يلعبون كرة القدم، ونساء يرتدين الزي الإسلامي التقليدي ويمارسن التجديف في المياه الصافية ويحيط بهنّ رجال مسلحون ببنادق AK-47.
ووصف درو مقديشو بأنها «واحدة من أكثر الأماكن التي زرتها خطورة»، مؤكدًا أنها «مخيفة وغير متوقعة»، وربما «أخطر مدينة على وجه الأرض»، حسَب زعمه.
وأضاف أن رحلته الأولى إلى المدينة رافقها حضور أمني مكثف، حيث كان يصطحبه ثمانية جنود مسلحين ببنادق AK-47 في كل مرة يغادر فيها الفندق، ما حد من قدرته على استكشاف المدينة بحُرّية.
أما في رحلته الثانية، فكان يرافقه فريق أمني أقل بروزًا، مسلح بمسدسات بدلًا من البنادق الهجومية، إلا أن المدينة لا تزال في حالة تأهب قصوى، مع نقاط تفتيش كل بضعة أميال على كل الطرق الكبرى، وآثار أكثر من ثلاثة عقود من الحرب التي تركت الشوارع كأنها أنقاض.
ويشير درو إلى أن الوضع الأمني لم يتغير كثيرًا بعد خمس سنوات من زيارته الأولى: «كل نقاط التفتيش، وكل الحواجز، والأسلاك الشائكة، والعداء الذي تشعر به في الشوارع ما زال قائمًا».
وتشير التقديرات إلى أن حصيلة القتلى من النزاعات المتعددة والمتداخلة في الصومال منذ عام 1991 تجاوزت 500 ألف شخص، مع انتشار آثار الحرب في كل أرجاء مقديشو، من تفجيرات وخطف ومعارك شوارع.
ولم تقتصر الفوضى على اليابسة، بل امتدت إلى البحر، حيث يختطف القراصنة الصوماليون السفن على طول طرق التجارة العالمية.
ومع كل هذه الأخطار، لم يمنع ذلك درو من الاستمتاع بتجربته، مشيرًا إلى أنه «لا شيء يزيد اندفاع الأدرينالين لدي أكثر من كوني في مكان مثل مقديشو».
وترى “منصة العرب في بريطانيا” أن تجربة درو بينسكي تسلط الضوء على العقبات الكبيرة التي تواجه الزوار في الدول التي تعاني صراعات مسلحة، مثل الصومال، وتبرز الأخطار الحقيقية التي قد تهدد حياتهم رغم رغبتهم في استكشاف العالم.
وتؤكد المنصة أن مثل هذه التجارب تساهم في رفع مستوى الوعي لدى الجمهور بشأن حقيقة أوضاع هذه الدول، بعيدًا عن الصور النمطية أو المبالغات الإعلامية، وتجعل القرّاء يدركون أن السفر إلى مناطق النزاع يحتاج إلى حذر شديد واستعداد كامل.
المصدر: إكسبرس
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
16°C
